إيلاف من لندن: احتضن مجلس العموم البريطاني، الجمعة، حفل تكريم ناشر ورئيس تحرير "إيلاف" عثمان العمير، الذي منحته الجمعية البرلمانية للفنون ميدالية "إرث التغيير"، تقديراً لمسيرته الطويلة والحافلة في دعم حرية التعبير وتعزيز قضايا التنوع والشمولية، سواء من خلال المنابر الإعلامية المختلفة التي أطل منها إعلامياً وكاتباً ورئيساً للتحرير، أو من خلال عمله كناشر.
أقيم حفل التكريم في القاعة 14 من مجلس العموم، والتي تحمل في ذاتها رمزية عميقة الأثر، إذ تعد من أعرق القاعات وأكثرها شهرةً في قصر ويستمنستر، المقر التاريخي للبرلمان البريطاني، حيث شهدت على مر السنين سلسلة من الأحداث المحورية في الحياة السياسية في المملكة المتحدة.
وتتميز القاعة برمزية عالية كونها تحتضن أبرز النقاشات السياسية التي تحدد ملامح العمل البرلماني وتوجهاته، ومنها اجتماعات "لجنة 1922" التي تعد قاعدة الانطلاق لتحديد توجهات الحزب الحاكم وانتخاب زعمائه واختيار حكوماته.
في هذا السياق، أضفى اختيار القاعة 14 كمكان للحفل لمسةً مميزة على التكريم، منحت الحفل بُعداً يعكس أهمية الحدث وتقدير الدور الذي لعبه عثمان العمير في مجال الإعلام، محفزاً لحرية التعبير ومحرضاً على التنوع وبانياً لجسر بين الثقافات.
العمير يحمل ميدالية "إرث التغيير"
تكريم يعكس الالتزام بالتنوع والشمولية
وعبّر العمير عن فخره بهذا التكريم، قائلاً: "الإعلام ليس مجرد أداة لنقل المعلومات، بل هو قوة فاعلة لتحقيق العدالة والتقدم المجتمعي". وأكد العمير على أهمية دور الإعلام في حماية المبدعين وتوفير بيئة آمنة لهم. وعن رمزية مكان التكريم، أضاف العمير أن "القاعة 14 بمجلس العموم، بما تحمله من تاريخ سياسي كبير، تُعد مكاناً مثالياً لإحياء دور الإعلام في ترسيخ القيم الإنسانية والتعبير الحر".
الوزيرة جونز تتوسط الأميرة كاتارينا وريبيكا ريوفريو
شهد الحفل حضور عدد كبير من الشخصيات البارزة في المجتمع البريطاني، خصوصاً الوزيرة أليكس ديفيز-جونز، وزيرة شؤون الضحايا والعنف ضد النساء والفتيات، التي ألقت كلمة في الحفل تطرقت فيها إلى التحديات التي تواجه النساء في القطاع الإبداعي. كما شددت الوزيرة على التزام الحكومة بتوفير دعم قانوني مجاني للضحايا في المحاكم، لا سيما في صفوف النساء.
وتعرف الوزيرة جونز، التي تسلمت منصبها في وزارة العدل في عام 2024، بنشاطها البارز في مجال دعم حقوق الضحايا والنساء في بريطانيا، ما أضفى على الحفل بعداً عملياً يعزز من أهداف الجمعية البرلمانية للفنون والأزياء في حماية العاملين في مجالات الفنون والإبداع.
من بين الحضور في الحفل الذي أقيم بدعم من الجمعية البرلمانية للفنون والأزياء الأميرة كاتارينا أميرة يوغسلافيا، والسيدة تيسي أنتوني دي ناسو، والليدي باريس سميث، ما يعكس الأهمية التي يوليها المجتمع الثقافي والفني لهذا الحدث، ودور العمير في نشر قيم الشمولية والتواصل الحضاري.
العمير: مسيرة إعلامية رائدة
بدأ عثمان العمير مسيرته المهنية في الصحافة في المملكة العربية السعودية، حيث تولى رئاسة تحرير صحيفة "اليوم" وهو في الثلاثين من عمره، ليصبح بذلك أصغر رئيس تحرير في تاريخ الصحافة السعودية. وسرعان ما تصاعدت مسيرته المهنية مع توليه منصب رئيس تحرير صحيفة "الشرق الأوسط" ومجلة "المجلة"، حيث أحدث نقلة نوعية في المحتوى الإخباري ونقل الصحافة العربية إلى أفق جديد.
وفي عام 2001، أسس العمير "إيلاف" الإلكترونية، المشروع الذي كان بمثابة مغامرة جريئة أثبتت لاحقاً نجاحها كونها الأولى من نوعها كصحيفة عربية مستقلة على الإنترنت، في خطوة كانت تعتبر غير تقليدية حينذاك، لكنها أسهمت في تحويل الإعلام العربي نحو الرقمنة.
ونجح العمير من خلال "إيلاف" في طرح محتوى مميز ركز على المصداقية والشفافية، وأتاح منصة لنقل الأخبار والتحليلات بشكل مستقل، وهو ما كان محل تقدير واسع بين المثقفين والإعلاميين.
الجمعية البرلمانية للفنون: صوت المبدعين
أسست ريبيكا ريوفريو الجمعية البرلمانية للفنون والأزياء بهدف دعم التواصل بين القطاعين الحكومي والإبداعي، وتضم في عضويتها نخبة من الشخصيات المهتمة بتعزيز قضايا الفنون والأزياء والرياضة. تعمل الجمعية على تمثيل الشباب وإبراز دورهم في المجتمع من خلال مبادرات تدعم التنوع والتمكين، وتصدر مجلة "Parliamentary News" التي تهدف إلى إيصال رؤى شبابية تعزز من تفاعلهم مع السياسات العامة.
يعد التكريم الذي حظي به العمير جزءاً من جهود الاحتفاء بالشخصيات التي أثرت في مسار التغيير الاجتماعي والثقافي، بما يتماشى مع رؤيته الرامية إلى خلق بيئة داعمة للمبدعين والمثقفين.
يُعد العمير، الذي اشتهر بمواقفه الداعمة للحرية الإعلامية، نموذجاً للشخصية الإعلامية التي تسعى إلى رفع سقف الحوار وتعزيز قيم العدالة والمساواة.
إرث التغيير ودعوة لحماية الإبداع
يشكل تكريم عثمان العمير بميدالية "إرث التغيير" رسالة واضحة تُكرّس الالتزام الدولي بدعم الشخصيات التي تترك أثراً مستداماً في مجالات الإعلام والفنون. إذ يدعم هذا التكريم مسيرة العمير الطويلة في تعزيز الإعلام العربي كوسيلة لنقل الأفكار ودعم قضايا مجتمعية حساسة، وإيجاد بيئة داعمة للمواهب.
في هذا السياق، جاءت كلمات العمير بمثابة تذكير بأهمية الإعلام كأداة للتغيير الإيجابي، وتأكيد على دوره في تحقيق العدالة الاجتماعية، إذ قال: "تكريم الإعلاميين الملتزمين بقضايا الإنسانية هو تكريم لقيمنا المشتركة، التي تسعى لبناء مجتمع أكثر شمولاً وتفاعلاً".
تغطية إعلامية
حظي تكريم العمير في مجلس العموم البريطاني بتغطية واسعة في عدد من الصحف الناطقة بالعربية والإنجليزية، حيث تناولت صحف بارزة الحدث الذي أُقيم في القاعة 14 بمقر البرلمان البريطاني.
ونشرت إيلاف، الصحيفة الإلكترونية التي أسسها العمير، تقريراً بعنوان "تكريم عثمان العمير في قلب البرلمان البريطاني"، أشارت فيه إلى مسيرة العمير الرائدة في الإعلام العربي.
ونشرت صحيفة Arab News تقريراً بعنوان "Veteran editor Othman Al Omeir honored at UK Parliament"، أفادت فيه أن الحفل الذي أُقيم في "القاعة 14"، التي غالباً ما تحتضن الفعاليات السياسية البارزة، أتى تقديراً لإسهامات العمير في الإعلام . وأشارت الصحيفة إلى حضور شخصيات مرموقة من بينها وزيرة شؤون الضحايا والعنف ضد النساء والفتيات، أليكس ديفيز-جونز.
من جانبها، نشرت صحيفة "Saudi Gazette" باللغة الإنكليزية تقريراً مواكباً للحدث تحت عنوان "Othman Al Omeir receives Legacy of Change Medal at the UK Parliament for advocacy in media"، مشيرةً إلى دور العمير في دعم حرية التعبير وتعزيز القيم الإعلامية.
كما سلطت صحيفة "عكاظ" السعودية الضوء على الحدث تحت عنوان "تقديراً لإسهاماته في دعم الإعلام العربي وتعزيز حرية التعبير.. تكريم عثمان العمير بميدالية إرث التغيير في البرلمان البريطاني"، فيما وصفت صحيفة الأيام البحرينية التكريم بكونه اعترافاً بإسهاماته العميقة في مجال الصحافة والإعلام العربي، حيث نشرت مقالاً بعنوان "تكريم الزميل عثمان العمير ناشر ورئيس تحرير إيلاف بميدالية إرث التغيير في البرلمان البريطاني"، مؤكدةً على تقدير المجتمع الإعلامي لمسيرته المهنية ودوره في تعزيز الصحافة المستقلة.
كما تابعت صحيفة "Arab Local" الحدث بتقرير بعنوان "Othman Al Omeir Honored With Legacy Of Change Medal At UK Parliament".
التعليقات