إيلاف من واشنطن: أصبح انضمام ما لا يقل عن 10 آلاف جندي كوري شمالي إلى الجيش الروسي في الحرب ضد أوكرانيا، وما يستجد من مواجهات عسكرية (محتملة) أمراً واقعاً، وهي أحدى "العلامات الصغرى" للحرب العالمية الثالثة التي يخشاها العالم.
قد يشعر البعض أن تعبير "حرب عالمية ثالثة" يبدو مبالغاً فيه، ولكنه في حقيقة الأمر احتمال قائم طوال الوقت، فقد وصلت سخونة التوترات العالمية إلى درجة لم يسبق لها مثيل في العقود الأخيرة، وسط صراع لا سابق له بين القوى العظمى، وآلاف الرؤوس النووية أصبحت على أهبة الاستعداد، مما يوحي أن البشرية تسير نحو حتفها.
فها هي روسيا تغزو أوكرانيا، بل وتستعين بجنود من حليفتها كوريا الشمالية، والحرب على غزة تخلط الأوراق بطريقة مخيفة في الشرق الأوسط، والتصعيد بين إيران وإسرائيل يصل مستويات غير مسبوقة.
التوترات في بحر الصين الجنوبي على أشدها، وبكين تترقب اللحظة المناسبة لابتلاع تايوان، وهو الأمر الذي لن تسمح به أميركا مطلقاً، فيما الزر النووي جاهز تحت يدي كيم جونج أون زعيم كوريا الشمالية، و الكرملين يلوح بالنووي مع كل أزمة كبرى، وبدوره يحذر يتحدث البيت الأبيض عن نهاية العالم، ولا أحد يعرف ما إذا كان حديث "الحكمة" أم "الردع"؟ ومن يدري فقد يكون "تهديداً".
من جانبه شدد الرئيس الأميركي جو بايدن على أن مساعدة كوريا الشمالية لروسيا في حربها على أوكرانيا "خطيرة للغاية"، وذلك بعد تأكيد وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إرسال كوريا الشمالية نحو 10 آلاف جندي لتلقي التدريب بروسيا، في ظل تنديد أوكراني بذلك، وزيارة وزيرة خارجية كوريا الشمالية تشوي سون هوي موسكو.
ويأتي تصريح بايدن وسط مخاوف غربية من أن يشارك الجنود الكوريون الشماليون في الحرب على أوكرانيا.
وقالت المتحدثة المساعدة باسم البنتاغون سابرينا سينغ إن كوريا الشمالية أرسلت نحو 10 آلاف جندي للتدريب في شرق روسيا، مضيفة أن ذلك سيؤدي على الأرجح إلى تعزيز القوات الروسية قرب أوكرانيا خلال الأسابيع المقبلة، ولفتت إلى أن قسما من هذه القوات اقترب بالفعل من أوكرانيا.
وقال البنتاغون إن واشنطن لن تفرض قيودا جديدة على استخدام كييف للأسلحة الأميركية إذا دخلت كوريا الشمالية في حرب موسكو على كييف.
تحذير من الناتو
وقبل ساعات من تصريحات البنتاغون، حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته من تعزيز التعاون بين موسكو وبيونغ يانغ.
وأكد أن قوات عسكرية كورية شمالية موجودة بالفعل في منطقة كورسك غرب روسيا، محذرا من أن ذلك يشكل تصعيدا كبيرا.
كما حذر من أن تعميق التعاون العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية يشكل تهديدا لأمن منطقتي المحيطين الهندي والهادي وأوروبا والأطلسي.
يشار إلى أن القوات الأوكرانية تنفذ عملية عسكرية برية في كورسك منذ آب (أغسطس) الماضي، وباتت تسيطر على مئات الكيلومترات من الأراضي الروسية.
تنديد أوكراني
من جانبه، توقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رؤية الجنود الكوريين الشماليين في ساحة المعركة بأوكرانيا، قائلا إن نحو 12 ألف جندي كوري شمالي على الأراضي الروسية.
وندد زيلينسكي بما وصفه بتصعيد النزاع، محذرا من استخدام روسيا الجنود الكوريين الشماليين على الأراضي الأوكرانية، وكان الرئيس الأوكراني دعا الأسبوع الماضي حلفاءه الغربيين إلى فرض عقوبات على روسيا وكوريا الشمالية.
زيارة ثانية في 6 أسابيع
في الأثناء، قالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية ومسؤولون روس إن وزيرة خارجية كوريا الشمالية تشوي سون هوي تزور موسكو الثلاثاء، في ثاني زيارة لها إلى روسيا خلال 6 أسابيع.
وجاء في البيان أن هذه الزيارة إلى روسيا تأتي في إطار الحوار الإستراتيجي في أعقاب الاتفاق على تعزيز العلاقات الذي توصل إليه البلدان خلال قمة حزيران (يونيو) الماضي.
يذكر أن موسكو وبيونغ يانغ عززتا تعاونهما العسكري منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في شباط (فبراير) 2022، لا سيما منذ اجتماع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أقصى شرق روسيا العام الماضي، والتقى الزعيمان مرة أخرى في حزيران (يونيو) الماضي لتوقيع شراكة إستراتيجية شاملة تتضمن اتفاقية للدفاع المشترك.
التعليقات