إيلاف من القدس: بعد حرب مدمرة على قطاع غزة استمرت لأكثر من عام، لم تحقق اسرائيل أحد أهم أهدافها من شن الحرب، وهو إعادة الرهائن، بل إن الملف يواجه صدمات مروعة، حيث يشير خبير أمني اسرائيلي إلى أنه لا يوجد شخص واحد يعرف مكان الرهائن جميعاً، كما أن تصفية الهيكل القيادي لحركة حماس، وعدم وجود مقرات للحركة، وغيرها من الأسباب يجعل التفاوض أمراً وهمياً، والصفقة التي يتحدث الجميع عنها طوال الوقت أقرب إلى السراب.

فقد أكد ميخا كوبي ، العضو السابق في جهاز الأمن العام الإسرائيلي، المعروف باسم ( الشاباك )، على التحديات الهائلة التي تواجه إسرائيل في التعامل مع حماس وعودة الرهائن، وذلك في مقابلة مع صحيفة معاريف الأحد.

يقول ميخا كوبي هو عضو سابق في جهاز الشاباك ومحقق يحيى السنوار خلال فترة وجوده في السجن الإسرائيلي :"إن المقر الرئيسي لحماس لم يعد يعمل، ولكن هناك مقاتلون آخرون يقاتلون في مختلف أنحاء المنطقة بالنيابة عن المنظمة، في إطار المقرات المحلية وحتى المحلية لحماس، واليوم لا أحد في حماس يعرف على وجه التحديد أين يتم احتجاز جميع الرهائن".

وتابع كوبي قائلا: "قد يكون هناك من يعرف مكان واحد أو اثنين، لكنني لا أعتقد أن هناك من يعرف مكان كل منهم".

لا يوجد شيء اسمه "صفقة"
وبحسب قوله فإن حماس ليست معنية بالإفراج عن الرهائن، وليس هناك من يمكن التواصل معه: "لا يوجد شيء اسمه صفقة، هذا ابتزاز، إنهم يبتزون الدولة بلا رحمة".

واقترح كوبي حلا إبداعيا للعثور على معلومات عن الرهائن: "نحن بحاجة إلى دفع المال لأولئك الذين يعيدون الرهائن. بعد القضاء على السنوار، تحدثوا عن هذه الفكرة - لكنها لم تنفذ. نحن بحاجة إلى الذهاب في اتجاه العمليات الاستخباراتية والتوجه إلى العائلات التي تعرف شيئًا ما حتى تأتي بمعلومات عن الرهائن مقابل المال".

وأكد أن حماس تعمل من موقع قوة لا يرحم، وليست مستعدة للتعاون أو الكشف عن تفاصيل حول حالة الرهائن.

حماس تسيطر على المساعدات الإنسانية
وبحسب كوبي، تسيطر حماس بشكل مطلق على المساعدات الإنسانية التي تنتقل إلى قطاع غزة، وهو ما يجعل السكان معتمدين على المنظمة.

"بمجرد دخول شاحنة إنسانية محملة بالغذاء، تسيطر حماس عليها، وتستولي على كل المعدات، وتبيعها لسكان غزة مقابل أموال سوداء. ويصل الأمر إلى حد أن سعر السيجارة الواحدة يصل إلى 200 شيكل".

ويرى كوبي أنه ينبغي تسليم المساعدات الإنسانية وتوزيعها مباشرة على السكان: "عندما نفعل ذلك، فإن السكان سوف يصبحون أقل اعتماداً على حماس".

ويوضح كوبي أن آليات وزارتي الداخلية والصحة في غزة لا تزال تابعة لتنظيم حماس، والسكان يعتمدون عليها.

ويصف قائلاً: "خلال توزيع الطعام، يقوم عناصر حماس بضرب وقتل السكان الذين يحاولون أخذ الطعام. وهذا الوضع يجعل من الصعب على السكان إيجاد بدائل للعيش بحرية واستقلال عن التنظيم".

ومن بين مقترحات كوبي إقامة حكومة عسكرية في غزة للقضاء على الإرهاب: "نحن بحاجة إلى إنشاء وحدات تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، والتي سوف تتولى إدارة الإدارة المحلية، وتعيين موظفي التعليم والصحة في غزة ـ الذين لا ينتمون إلى حماس. لقد قتلنا 90% من أعضاء حماس، ولكن يتعين علينا أن نضمن ألا يبقى شيء، باستثناء فكرتهم كحزب سياسي، دون القدرة على تنفيذها".

واختتم كوبي تقييمه للوضع: "إذا عملنا بشكل صحيح، فخلال عام أو عامين، يمكننا القضاء على حماس بأكملها".

وبحسب قوله فإن الحرب لا تمنع سكان غزة من دعم حماس، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وانعدام مصادر العيش.

ويضيف أن "حماس تسيطر على المعدات الإنسانية، وهذا يعزز اعتماد السكان عليها"، موضحا أن الطريق للفوز في المعركة هو قطع القوة الاقتصادية والإنسانية لحماس - وإعادة السيطرة المباشرة إلى السكان المحليين.