وجه الجيش الإسرائيلي الجمعة، تحذيراً إلى سكان لبنان، بحظر الانتقال إلى 10 قرى في الجنوب حتى إشعار آخر.

جاء ذلك على لسان المتحدث العسكري الإسرائيلي أفيخاي أدرعي؛ حيث حدد خطاً بعشر قرى جنوب لبنان، قائلاً إن من ينتقل جنوب هذا خط "يعرض نفسه للخطر".

وذكر أدرعي في تغريدة عبر حسابه الشخصي: شبعا والهبارية ومرجعيون وأرنون ويحمر والقنطرة وشقرا وبرعشيت، وياطر والمنصوري، بالإضافة إلى أكثر من 60 قرية أخرى.

بالتزامن، نشر الجيش الإسرائيلي حصاد مواجهاته مع حزب الله في الأشهر الـ 14 الماضية، فيما لا يزال وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل صامدا.

ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن الجيش أنه ضرب أكثر من 12.500 هدف لحزب الله، منها 1600 مركز قيادة و1000 مستودع أسلحة.

وأضافت الصحيفة أن القوات الإسرائيلية أكدت بثقة عالية مقتل 2500 من عناصر حزب الله، لكنها ترجح ارتفاع هذا العدد إلى 3500، من بينهم زعيم حزب الله حسن نصر الله و13 قيادياً.

يأتي ذلك بعد يوم من بيان لحزب الله نشر فيه ما يقول إنها حصيلة "خسائر العدو" خلال الفترة الماضية، مؤكداً مقـتل أكثر من 130 جندياً إسرائيلياً وإصابة أكثر من 1250 آخرين منذ التوغل البري داخل الأراضي اللبنانية.

من ناحية أخرى، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حزب الله بـ"حرب مكثفة" في حال حدوث أي خرق للهدنة في لبنان.

جاء ذلك في تصريح له أثناء مقابلة مع القناة الإسرائيلية 14، قال فيها "إذا لزم الأمر، أعطيت توجيهاً للجيش الإسرائيلي لشن حرب مكثفة" إذا حدث أي خرق للهدنة.

وأعلنت القوات الإسرائيلية أنها رصدت "أنشطة إرهابية في منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان"، مضيفة أن "التهديد تم إحباطه" من قبل سلاح الجو الإسرائيلي.

وأكد نزيه عيد، رئيس بلدية البيسارية في جنوب لبنان، لوكالة فرانس برس أن الهجوم ضرب منطقة في بلدته، قائلاً لقد "استهدفوا منطقة غابات لا يصل إليها المدنيون".

من جهتها، اتهمت القوات اللبنانية إسرائيل بخرق الهدنة عدة مرات.

وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية عن إصابة شخصين بنيران إسرائيلية في إحدى القرى الحدودية.

وقالت القوات الإسرائيلية إنه "جرى تحديد عدد من المشتبه بهم وهم يصلون بسيارات إلى عدد من المناطق في جنوب لبنان، في خرق لشروط الهدنة".

وأضاف البيان أن الجيش الإسرائيلي "فتح النار تجاههم"، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي "لا يزال في جنوب لبنان وسيواصل فرض القوانين المتعلقة بانتهاكات اتفاقية الهدنة".

وكان رئيس الأركان الإسرائيلي، هيرتزي هاليفي، قد صرح بأن إسرائيل "ستنفذ هذه الهدنة بقوة وحسم" مشدداً على أهمية ذلك بالنظر إلى "الجهد الهائل" الذي بذله الجانب الإسرائيلي "للوصول إلى هذه النقطة".

وتهدف الهدنة، التي دخلت حيز التنفيذ قبل فجر يوم الأربعاء، إلى إنهاء الحرب التي أودت بحياة الآلاف في لبنان، وأدت إلى نزوح جماعي في كل من لبنان وإسرائيل.

ويقول لبنان إن ما لا يقل عن 3961 شخصاً قد قتلوا في البلاد منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، معظمهم في الأسابيع الأخيرة.

وعلى الجانب الإسرائيلي، أسفرت المواجهات مع حزب الله عن مقتل 82 جندياً و47 مدنياً، بحسب البيانات الرسمية.

الخط الحدودي بين إسرائيل ولبنان بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله
Reuters
الخط الحدودي بين إسرائيل ولبنان بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله

وبحسب تصريح لمسؤول أمريكي للصحفيين فضل عدم الكشف عن هويته، أكد أنه بموجب الاتفاق، ستظل القوات الإسرائيلية في مواقعها، لكن "في فترة مدتها 60 يوماً، يبدأ خلالها الجيش اللبناني وقوات الأمن في الانتشار نحو الجنوب".

ويجب على إسرائيل بدء انسحاب تدريجي دون "ترك فراغ قد يستغله حزب الله أو آخرون"، حسبما أفاد المسؤول.

في المقابل، نشر الجيش اللبناني قواته في جميع أنحاء الجنوب، على أن يقتصر وجود القوات المسلحة على الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة "اليونيفيل" بموجب شروط الهدنة.

وقد دعت القوات العسكرية الإسرائيلية واللبنانية سكان القرى الحدودية إلى تجنب العودة إلى منازلهم على الفور.

وقال مصدر في الجيش اللبناني إن قواته "تقوم بدوريات وتأسيس نقاط تفتيش" جنوب نهر الليطاني، دون التقدم إلى المناطق التي ما تزال القوات الإسرائيلية موجودة فيها.

وكانت القوات الإسرائيلية قد أعلنت فرض حظر تجوال ليليّ في المناطق جنوب النهر، التي تبعد نحو 30 كيلومتراً (20 ميلًا) عن الحدود.