أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن إصدار عفو عن نجله هانتر بايدن الذي يواجه تهماً في قضية احتيال ضريبي قد تصل عقوبتها إلى السجن لمدة 17 عاماً، والمدان بتصريحات كاذبة أثناء شراء أسلحة وحيازة أسلحة نارية بشكل غير قانوني.

وجاء العفو قبيل أسبوعين من موعد جلسة النطق بالحكم في 16 كانون الأول (ديسمبر) بشأن تسع تهم موجهة له في قضية الاحتيال الضريبي. ويمكن أن تصل العقوبة على هذه التهم التسعة إلى السجن لمدة 17 عاما إضافة إلى غرامة مالية قدرها مليون دولار.
وقال بايدن في بيان أصدره البيت الأبيض: وقعت اليوم على عفو عن ابني هانتر، منذ اليوم الذي توليت فيه منصبي، قلت إنني لن أتدخل في عملية صنع القرار في وزارة العدل، وأوفيت بوعدي حتى عندما شاهدت ابني يتعرض للمحاكمة بشكل انتقائي وغير عادل".
"آمل أن يتفهم الأميركيون لماذا اتخذ أب ورئيس هذا القرار"، يضيف بايدن.

وورد في البيان أن بايدن أصدر عفواً كاملاً وغير مشروط عن "الجرائم ضد الولايات المتحدة التي ارتكبها أو ربما ارتكبها أو شارك فيها (هانتر) خلال الفترة من 1 كانون الثاني (يناير) 2014 وحتى 1 كانون الأول (ديسمبر) 2024".

"آمل أن يتفهم الأمريكيون لماذا اتخذ أب ورئيس هذا القرار", Source: الرئيس الأمريكي جو بايدن, Source description: White House, Image:

"مذنب"

هانتر بايدن، نجل الرئيس الأمريكي جو بايدن، يستقل سيارة أثناء مغادرته المحكمة الفيدرالية في ويلمنجتون، ديلاوير، الولايات المتحدة، 4 يونيو/حزيران 2024
هانتر بايدن يستقل سيارة أثناء مغادرته المحكمة الفيدرالية في ويلمنجتون، ديلاوير، الولايات المتحدة، 4 حزيران (يونيو) 2024

ومثل هانتر بايدن في في أيلول (سبتمبر) 2024 أمام المحكمة الفدرالية في لوس أنجليس حيث تلا عليه القاضي مارك سكارسي التهم التسع الموجّهة إليه، فأجابه المتّهم بأنه "مذنب" بها كلها، وفق ما أوردت صحيفة نيويورك تايمز.
وهانتر البالغ 54 عاما متهم بعدم دفع ضرائب قدرها 1.4 مليون دولار على مدى العقد الماضي، وصرف الأموال بدلاً من ذلك على رفاهيته والجنس والمخدرات، وفق وكالة فرانس برس.

"لن أعفو عنه"

في منتصف العام الحالي، أعلن بايدن أنّه لن يعفو عن نجله هانتر الذي أدانته محكمة في الولايات المتحّدة بحيازة سلاح ناري خلافاً للقانون. وخلال مؤتمر صحافي في قمة مجموعة السبع في إيطاليا سأل صحافي الرئيس الأميركي عمّا إذا كان يعتزم إصدار عفو عن نجله فردّ قائلاً "كلا". وأضاف "لن أعفو عنه"، مشيراً أيضاً إلى أنّه لن يخفّف العقوبة التي سيصدرها القضاء بحق نجله.

وأفاد البيت الأبيض العام الماضي بأن هانتر بايدن لن يحصل على عفو رئاسي في حال إدانته. وأدانت هيئة محلّفين هانتر بايدن بتهم تتعلّق بحيازته سلاحاً نارياً خلافاً للقانون في 2018 عندما كان مدمناً على المخدّرات، في إطار أول محاكمة في قضية جنائية في التاريخ تستهدف نجل رئيس أمريكي في منصبه.
وحينها، عبّر الرئيس عن "حبّه ودعمه" لنجله في بيان صدر عن البيت الأبيض مباشرة بعد قرار الإدانة. وقال بايدن "أنا الرئيس ولكنني أيضا أب". وأضاف أن "الكثير من العائلات التي لها أحباء عانوا من الإدمان تفهم الشعور بالفخر الذي ينتابك عندما ترى شخصا تحبه يتجاوز الأمر ويكون بهذه القوة والصمود في تعافيه".

وعاش بايدن صدمات عدة على الصعيد العائلي، مثل مقتل زوجة بايدن الأولى (والدة هانتر) وابنته في حادث سيارة عام 1972، نجا منه هانتر وشقيقه بو.
وفي 2015، توفي بو بايدن بعد معركة مع سرطان الدماغ ودخل بايدن في حالة اكتئاب بينما لجأ هانتر إلى الكحول والمخدرات.

"بوريسما"

المكتب الوطني لمكافحة الفساد في كييف في أوكرانيا، 1 أكتوبر/تشرين الأول 2019
المكتب الوطني لمكافحة الفساد في كييف في أوكرانيا، 1 أكتوبر 2019

وشكلت تعاملات هانتر بايدن التجارية الخارجية المثيرة للجدل مع الصين وأوكرانيا، أساس محاولات الجمهوريين في الكونغرس لإطلاق إجراءات عزل بحق الرئيس. لكن لم تفض هذه الجهود إلى أي نتيجة.

بين عامي 2014 و2019، وعندما كان والده نائبا للرئيس باراك أوباما، انضم هانتر بايدن إلى مجلس إدارة شركة الغاز الأوكرانية "بوريسما".

وكان ترامب اتهم جو بايدن عندما كان نائباً لأوباما، بالسعي لإقالة كبير المدعين الأوكرانيين من أجل حماية بوريسما، وابنه، من تحقيقات بالفساد.

وأقر جو بايدن علناً بأنه سعى لإقالة المدعي العام لكن الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي سعيا أيضا لإقالته، ليس بسبب تحقيق بحق بوريسما، لكن بسبب عدم بذله جهوداً كافية ضد الفساد، وفق وكالة فرانس برس.

إجراءات لعزل ترامب

في عام 2019، أطلق الديمقراطيون في مجلس النواب الأميركي إجراءات بقصد عزل الرئيس دونالد ترامب بعد أن قال مخبر إن ترامب سعى للضغط على الرئيس الأوكراني كي يجري تحقيقاً يطال عائلة بايدن.
ووافق مجلس النواب ذي الغالبية الديمقراطية على بنود عزل ترامب بتهمة استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس، لكن مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون برأه من التهمتين.

نيويورك بوست

وفي 2020، أثارت صحيفة نيويورك بوست الجدل حول الاتهامات بحق هانتر بايدن بتقرير ذكر أنها حصلت على وثائق من حاسوب محمول كان لنجل جو بايدن، أُحضر للتصليح في نيسان (أبريل) 2019 لكن لم يستعيده أحد. وقالت الصحيفة إن رسائل الكترونية وجدت على الحاسوب أظهرت أن هانتر بايدن عرّف والده بمستشار لدى بوريسما هو فاديم بوجارسكي في 2015 ، وبأن الرسائل تناقض أقوال جو بايدن عن أنه لم يناقش أبداً مع ابنه أنشطته التجارية في الخارج.

وسلم صاحب المتجر بحسب نيويورك بوست الحاسوب لمكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي)، كما نسخ القرص الصلب وأعطى النسخة لرئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني. وقال متحدث قال متحدث باسم حملة بايدن الرئاسية في 2020، إن ليس هناك ما يشير إلى لقاء بين جو بايدن وبوجارسكي.
وردا على سؤال من أحد الصحافيين حول تقرير نيويورك بوست قال بايدن "ليس لدي تعليق. إنها حملة تشويه أخرى، كما تعلمون".