ايلاف من عمان: أشعل مقطع فيديو وصور تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي موجة غضب عارمة في الأردن، بعدما وثق الحادثة التي أقدم خلالها طلاب جامعيون على ذبح قطة وسلخها وتقطيعها بطريقة وصفت بالوحشية.
ووفقًا للحركة النسوية في الأردن، فإن الواقعة حدثت يوم الأربعاء الماضي داخل حرم الجامعة الألمانية الأردنية. وقالت الحركة في منشور لها: "شهد طلبة الجامعة الألمانية الأردنية جريمة مروعة، حيث أقدم طالب وطالبة على سلخ قطة بريئة داخل الحرم الجامعي، ما أثار سخط الطلاب".

وجاء في التفاصيل التي نشرتها الحركة النسوية في الأردن "أن الطلبة احتجوا على الواقعة، وعمد أحدهم إلى تصويرها كدليل، فوصل الأمر عمادة الطلبة، التي لم تلق بالا للجريمة بل لتوثيقها".

إدارة الجامعة وردود الفعل
وذكرت الحركة أن إدارة الجامعة لم تتعامل بجدية مع الحادثة في البداية، حيث تم استدعاء المتورطين دون اتخاذ أي إجراءات حاسمة بحقهم. ووفق الحركة النسوية "هذا الأمر زاد من سخط الطلاب، ما اضطر العمادة إلى استدعاء المجرمين، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراء بحق أي منهما، فبحسب ادعاء المجرمة قالت: "سمعوني كلمتين تلات وصرفوني". وقالت الحركة "هذه ليست حادثة عابرة، بل جريمة تعكس عقلية سايكوباثية خطيرة على المجتمع وعلى الأرواح إذا لم يتم إيقافها الآن، وهي انتهاك للقيم الأخلاقية حيث تعد مؤشرا خطيرا على غياب الرحمة والإنسانية، كما أنها انتهاك لقوانين حقوق الحيوان يجب مسائلة مرتكبيها".
وطالبت الحركة إدارة الجامعة الألمانية الأردنية بـ"التحرك فورا واتخاذ إجراءات صارمة وجادة بحق المتورطين".

إدارة الجامعة الألمانية الأردنية لم تصدر تصريحًا رسميًا حول الواقعة حتى الآن، ما دفع النشطاء والطلاب إلى تصعيد المطالبة بالتحرك الجاد لضمان محاسبة المسؤولين.

"ليش! شو بدهم بالبسة؟"
أثار الحادث غضب الأردنيين، حيث طالب العديد من النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة التحقيق في الحادثة وتطبيق عقوبات صارمة. واعتبر البعض أن الواقعة تعكس "عقلية سايكوباثية خطيرة" قد تشكل تهديدًا للمجتمع.
أحد الحسابات على مواقع التواصل علّق بسخط: "السؤال إنه ليش! شو بدهم بالبسة؟". بينما قالت ناشطة أخرى: "بدنا الاسم وأنا بروح أقدم شكوى رسمية".

وأفاد موقع "خبرني" الأردني بأن أحد المواطنين كشف عن قيام مجموعة من الطلبة في جامعة أردنية بذبح قطط وتقطيعها لإجراء تجارب عليها ما أثار غضبا واسعا، دون أن يذكر اسم الجامعة. وقال الموقع: في مداخلة هاتفية مع إحدى الإذاعات المحلية، أعرب مواطن عن صدمته لما حدث، مشيرا إلى أن إحدى الطالبات أبدت استغرابها من تصرف زميلاتها، وعندما سألت إحداهن عن دوافع هذا الفعل، جاء الرد صادما: "نذبح القطط لإجراء تجارب، وقد يصل الأمر إلى البشر!".

لجنة تحقيق لبحث الملابسات
من جهتها، أكدت إدارة الجامعة الأردنية في مداخلة عبر نفس الإذاعة المحلية أن الحادثة لم تقع ضمن أسوارها، لكنها على علم كامل بالواقعة وتفاصيلها. وأعلنت عن تشكيل لجنة تحقيق لبحث الملابسات، مؤكدة أن العقوبات قد تصل إلى فصل الطلاب المتورطين، مؤكدة أن الواقعة موثقة ومصورة من قبل الطلبة أنفسهم.

دعوات للتحرك القانوني
طالبت الحركة النسوية بضرورة التعامل مع الحادثة كجريمة ضد حقوق الحيوان وانتهاك صريح للقيم الأخلاقية، مشيرة إلى أن عدم محاسبة المسؤولين قد يشكل سابقة خطيرة.

ويبقى المجتمع الأردني في انتظار نتائج التحقيقات التي وعدت بها الجهات المعنية، وسط مطالبات شعبية باتخاذ خطوات رادعة تضمن عدم تكرار مثل هذه الحوادث التي أثارت جدلاً واسعاً حول القيم الإنسانية وحقوق الحيوان.