إيلاف من دبي: في تصريحاته لشبكة CNN، رسم عاموس يدلين، رئيس مديرية الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق، صورة شديدة التعقيد حول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. كشف يدلين عن التفاصيل الدقيقة للاتفاق، من تبادل الرهائن إلى الخطط المستقبلية لإعادة إعمار غزة، محذرًا من صراعات محتملة ستعيد التوتر إلى المنطقة.


الاتفاق بين الضرورة والتحديات استهل يدلين تحليله بالتأكيد على أن الاتفاق مع حماس خطوة ضرورية، لكنها بعيدة عن أن تكون حلاً نهائيًا. "علينا أن نتذكر أن الرهائن الذين تم احتجازهم هم مدنيون أبرياء اختطفوا من منازلهم، ووُضعوا في الأنفاق بلا ضوء أو رعاية إنسانية. ما نفعله الآن هو استعادة هؤلاء الضحايا من جحيم الإرهاب"، قال يدلين.
ورغم صعوبة المفاوضات، أشار إلى أن المجتمع الإسرائيلي يدعم هذا التوجه بشدة، حيث أظهرت استطلاعات أن 85% من الإسرائيليين يريدون عودة الرهائن، حتى لو تطلب ذلك تقديم تنازلات مكلفة.

ثلاث مراحل معقدة شرح يدلين أن الاتفاق مع حماس مقسّم إلى ثلاث مراحل رئيسية:

المرحلة الأولى: تضمنت تبادلًا مباشرًا للرهائن بالأسرى، إلى جانب تحديد معايير دقيقة لكيفية تنفيذ العملية.

المرحلة الثانية: تبدأ بعد 16 يومًا من وقف إطلاق النار، حيث ستُفتح مفاوضات جديدة لإعادة جميع الرهائن. هذه المرحلة ستكون حاسمة، لأنها ستحدد مستقبل العلاقة بين الطرفين.

المرحلة الثالثة: إعادة إعمار غزة، وهي قضية شائكة ترتبط بشروط إسرائيلية صارمة أهمها نزع سلاح حماس وضمان عدم استخدامها للموارد لإعادة بناء قوتها العسكرية.

حماس بين السياسة والعسكر توقع يدلين أن تستخدم حماس وقف إطلاق النار لإعادة تنظيم صفوفها، مؤكدًا أن الحركة لا تزال تسعى لاستفزاز إسرائيل عبر تطوير ترسانتها الصاروخية واستغلال الأوضاع الإنسانية في غزة لتحسين موقعها السياسي.
وقال: "لقد وضعت حماس القضية الفلسطينية في موقف ضعيف، وساهمت في تراجع التعاطف الدولي معها. الآن، نحن أمام مفترق طرق: إما مواصلة الضغط على الحركة، أو الدخول في صدام جديد، وهو أمر مرجح."

المفاوضات الأميركية من بين النقاط التي أثارها يدلين كانت العلاقات الأميركية-الإسرائيلية. وقال إن إسرائيل تعمل على تأمين اتفاقات جانبية مع واشنطن تمنحها الضوء الأخضر للتعامل بحزم إذا استأنفت حماس بناء قدراتها العسكرية. وأضاف: "هذا التكتيك استخدمه هنري كيسنجر بنجاح في لبنان، ويمكن أن يكون فعالاً في منع حماس من التوسع مرة أخرى."

إعادة الإعمار بشروط ركز يدلين على قضية إعادة إعمار غزة، مشددًا على أن هذه الخطوة لا ينبغي أن تُنفذ إلا وفق شروط صارمة تضمن عدم استغلال الموارد لصالح حماس. وأشار إلى أن المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى القطاع غالبًا ما تسيطر عليها الحركة، مما يعوق تحسين حياة المدنيين هناك.

إسرائيل ودورها الإنساني في معرض حديثه، لفت يدلين الانتباه إلى أن إسرائيل، رغم الحرب، تواصل تقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة. لكنه انتقد بشدة أن هذه المساعدات تصل في النهاية إلى حماس بدلًا من السكان المحتاجين.
وقال: "نحن الدولة الوحيدة التي تزود عدوها بالطعام والوقود أثناء الحرب. ولكن يجب أن نضمن أن هذه المساعدات تُستخدم لصالح الإنسان، وليس كأداة لتعزيز قوة الإرهاب".

واختتم يدلين تصريحاته برسالة تحذيرية: "حماس لن تختفي، وستظل تهدد أمننا. علينا أن نبقى يقظين وأن نكون مستعدين للتعامل مع أي تصعيد مستقبلي".
وأضاف: "التحدي الحقيقي أمام إسرائيل الآن هو ضمان عدم عودة حماس إلى قوتها السابقة. يجب أن تكون المفاوضات المستقبلية أكثر صرامة، وأن نضع مصلحة أمننا فوق أي اعتبار".