إيلاف من لندن: غداة تنصيب الرئيس ترامب، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير ليون إنها ستسعى إلى "التواصل المبكر" معه لمحاولة تجنب التداعيات الاقتصادية المدمرة لولايته الثانية، ولكن ليس على حساب القيم الأوروبية.

وفي أول تعليقات علنية لها منذ تنصيب ترامب، والتي هدد فيها بفرض "ضرائب ورسوم جمركية" على المنافسين الأميركيين لكنه لم يتخذ خطوات ملموسة، قالت دير ليون أمام جمهور في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس إن "الكثير على المحك".

وقالت: "نريد المزيد من التعاون مع كل من هم منفتحون عليه، وهذا يشمل بالطبع أقرب شركائنا. وأعتقد بالطبع الولايات المتحدة الأميركية".

وأضافت المسؤولة الأوروبية الكبيرة: "لا يوجد اقتصاد آخر في العالم متكامل مثلنا، تمتد سلاسل التوريد بأكملها على جانبي الأطلسي. الكثير على المحك لكلا الجانبين، لذا فإن أولويتنا الأولى ستكون المشاركة المبكرة. مناقشة المصالح المشتركة والاستعداد للتفاوض".

وقالت: "سنكون عمليين ولكننا سنتمسك دائمًا بمبادئنا. سنحمي مصالحنا وندافع عن قيمنا. لأن هذه هي الطريقة الأوروبية."

وعد ترامب

وأضافت بأن وعد ترامب بسياسة اقتصادية حمائية، تهدف إلى إحياء التصنيع الأمريكي، يشكل تحديًا مباشرًا للاتحاد الأوروبي والإجماع الاقتصادي العالمي الذي، في رأيه، فشل في إرضاء الناخبين الأميركيين.

واشارت إلى إن النمو الاقتصادي الأمريكي القوي مقارنة بأكبر الدول الأوروبية، بما في ذلك المملكة المتحدة، يؤكد على هذه القضية.

السباق نحو القاع

وأقرت السيدة فون دير ليون بالتحدي للإجماع الذي تمثله، وخطر "السباق نحو القاع". وقالت: "إن النظام العالمي التعاوني الذي تخيلناه قبل 25 عامًا لم يتحول إلى حقيقة".

وتابعت المسؤولة الأوروبية: "بدلاً من ذلك، دخلنا عصرًا جديدًا من المنافسة الجيوستراتيجية القاسية. إن الاقتصادات الكبرى في العالم تتنافس على الوصول إلى المواد الخام والتقنيات الجديدة وطرق التجارة العالمية... والسباق قائم".

وخلصت إلى القول: "مع اشتداد هذه المنافسة فمن المرجح أن نشهد استخدامًا متكررًا لأدوات اقتصادية مثل العقوبات وضوابط التصدير والتعريفات الجمركية التي تهدف إلى حماية الأمن الاقتصادي والوطني، ولكن من المهم أن نوازن بين ضرورة حماية أمننا وفرصتنا في الابتكار وتعزيز ازدهارنا".