إيلاف من الدوحة: وجّه رئيس الوزراء القطري الأسبق، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، مؤكدًا أنه لا يريد السلام، ولا يسعى لإقامة دولة فلسطينية وفق القرارات الدولية، بل يعمل على إبقاء إسرائيل كقوة احتلالية تتوسع على حساب الأراضي الفلسطينية والعربية.
وفي منشور عبر حسابه على منصة "إكس"، وصف بن جاسم اقتراح نتانياهو بإقامة دولة فلسطينية في السعودية بأنه "سخيف وغير قابل للنقاش"، مشددًا على ضرورة الوقوف مع الموقف السعودي الحازم تجاه القضية الفلسطينية ورفض أي محاولات لتصفية حقوق الفلسطينيين.
وأشار بن جاسم إلى أن اليهود لجأوا إلى الدول العربية والإسلامية عندما تعرضوا للاضطهاد في مناطق مختلفة من العالم، وعاشوا في كنفها بسلام وازدهرت تجارتهم، لكن السياسات الإسرائيلية التي تقوم على الاحتلال والتهجير هي التي زعزعت الاستقرار في المنطقة.
غزة للبيع؟
تأتي تصريحات بن جاسم في ظل تصاعد الحديث عن مخططات أميركية وإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين من غزة وتحويل القطاع إلى "مشروع عقاري" عالمي، وهي الخطة التي كشف عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مقابلته مع قناة "فوكس نيوز".
وخلال المقابلة، سُئل ترامب عمّا إذا كان الفلسطينيون سيتمكنون من العودة إلى ديارهم، فأجاب: "لا، لن يعودوا... سيكون لديهم مساكن أفضل بكثير، أفضل بكثير"، مضيفًا أن غزة في وضعها الحالي "غير صالحة للسكن".
هذه التصريحات أثارت مخاوف واسعة بشأن وجود خطة تستهدف تفريغ غزة من سكانها، وفرض واقع جديد على حساب حقوق الفلسطينيين، في ظل دعم واضح من الإدارة الأميركية لمثل هذه الطروحات.
القمة العربية أمام اختبار حاسم
مع تصاعد هذه التهديدات، شدد بن جاسم على أهمية أن تكون القمة العربية المقبلة في القاهرة مختلفة عن سابقاتها، داعيًا إلى إصدار بيان عربي موحّد يرفض بشكل قاطع أي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو الاستيلاء على أراضيهم.
وأكد أن الدول العربية يجب أن تتوجه بعد القمة إلى مجلس الأمن بموقف موحد يستند إلى قرارات الأمم المتحدة، التي تعطي الفلسطينيين والإسرائيليين الحق في العيش في دولتين متجاورتين.
وقال بن جاسم: "إذا كان هناك من سيستخدم الفيتو فليفعل، لكن لا بد من أن يكون هناك موقف عربي واضح في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة والجامعة العربية. كما يجب أن تشارك في ذلك الدول الإسلامية لتعزيز هذا الزخم".
قطر تدعم موقف السعودية
اختتم بن جاسم رسالته بالتأكيد على ضرورة رفض أي أفكار أو خطط تهدف إلى تحويل غزة أو أي أرض عربية إلى مشروع عقاري يباع ويشترى، مشددًا على أن هذا ما لن يقبل به أي مواطن عربي حر.
وأكد أن قطر تدعم موقف السعودية الرافض لأي تسويات تنتقص من حقوق الفلسطينيين، داعيًا الدول العربية إلى اتخاذ موقف موحد، لا مجال فيه للمساومة أو التخاذل، في مواجهة هذه المخططات.
التعليقات