إيلاف من أوسلو: يصطدم هوس الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالفوز بجائزة نوبل للسلام الشهر المقبل بعقبة كبيرة، وهي "الاستقلال العنيد" والمعايير الراسخة للجنة نوبل النرويجية، التي تصر في تصريح لوكالة فرانس برس على أنه لا يمكن التأثير عليها بأي شكل من الأشكال، فهي لا تتأثر بنفوذ الشخصيات، أو الحملات الإعلامية، وحملات الترشح التي تسبق الإعلان عن المتوج بها.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، أوضح ترامب أنه يريد الحصول على الجائزة المرموقة، وقد اغتنم ترامب البالغ من العمر 79 عاما كل فرصة ليقول إنه "يستحق ذلك"، مدعيا أنه أنهى ستة حروب، على الرغم من أن الحروب في أوكرانيا وبين إسرائيل وحماس في غزة - والتي يقول إنه يريد حلها - لا تزال مستعرة.
وقال أمين عام اللجنة كريستيان بيرغ هاربفيكن في مقابلة مع وكالة فرانس برس في أوسلو "بطبيعة الحال، نلاحظ أن هناك قدرا كبيرا من الاهتمام الإعلامي تجاه مرشحين معينين". لكن هذا لا يؤثر على المناقشات الجارية في اللجنة، كما قال. وأضاف: "تنظر اللجنة في كل مرشح على حدة بناءً على جدارته".
وسيتم الإعلان عن الفائز بالجائزة لهذا العام في 10 أكتوبر (تشرين الأول). ودعم ترامب ادعائه بأنه يستحق الجائزة من خلال الإشارة إلى أن العديد من الزعماء الأجانب، من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إلى رئيس أذربيجان إلهام علييف، إما رشحوه أو دعموا ترشيحه.
ولكن كان لزاما عليهم أن يكونوا سريعين للغاية، أو قادرين على التنبؤ، نظرا لأن الترشيحات لجائزة هذا العام كان يتعين تقديمها بحلول 31 يناير (كانون الثاني) أي بعد 11 يوما فقط من تولي ترامب منصبه.
وفي يوليو (تموز) أبلغ نتانياهو ترامب بأنه رشح الرئيس للجائزة، وسلمه الرسالة التي أرسلها إلى لجنة نوبل النرويجية.
قال بيرغ هاربفيكن: "إن الترشيح ليس بالضرورة إنجازًا عظيمًا. الإنجاز الأعظم هو الفوز بالجائزة. كما تعلمون، قائمة المرشحين طويلة جدًا."
ترامب في 2019: لجنة نوبل لا تحبني
في سبتمبر (أيلول) عام 2019 نشرت "سي إن إن" :"هل سمعت أن لجنة نوبل منحازة ضد دونالد ترامب؟ قال ترامب في الأمم المتحدة "أعتقد أنني سأحصل على جائزة نوبل للعديد من الأشياء، إذا تم منحها بشكل عادل، وهو ما لا يحدث" .
من السهل، بالطبع، أن نستغرب تصريحًا كهذا. فهو في النهاية يتماشى مع غرور ترامب وإيمانه بأنه يستحق الجوائز - كل الجوائز. لكن القيام بذلك يتجاهل الجزء الثاني مما قاله ترامب يوم الاثنين. هذا الجزء الثاني هو المهم - وهو ما يُظهره ترامب بوضوح.
انظروا، ترامب لا يكتفي بالقول إنه يستحق "جائزة نوبل لأمور كثيرة". بل يقول إنه لن يفوز بها لأن القائمين على منحها "غير منصفين" في طريقة تحديد الفائزين. ودليله على ذلك هو فوز الرئيس باراك أوباما بها بعد توليه منصبه بفترة وجيزة.


















التعليقات