الخميس: 27. 10. 2005


القدس المحتلة - وديع عواودة:

ضمن مساعيهم لمواجهة جدار الفصل العنصري دأب الفلسطينيون على تحويل كل قطعة جديدة يبنيها الاحتلال الى جدارية مليئة بالرسومات والشعارات التي تهدف الى استنهاض الهمم وتأكيد الارادة بالتصدي حتى التحرير. ولون ابناء منطقة الرام بجوار رام الله الجدران الاحتلالية باحلامهم بالاستقلال والحرية والانتصار على الاستيطان والجدران وافرغوا بعض مشاعر الغضب المحتقنة في دواخلهم. نشطاء المبادرة الوطنية شاركوا هم ايضا باستخدام الجدار في الرام منصة لمخاطبة المارة وشحذ ارادتهم فجندوا “حنظلة” رسام الكاريكاتير ناجي العلي وهو يسخر من الجدار على طريقته كما تبدي الصورة.

وكشفت صحيفة “يديعوت احرونوت” امس عن استجابة وزارة الحرب “الاسرائيلية” لطلب المستوطنين باستبدال بعض مقاطع الجدار الاسمنتي في منطقة بيت لحم والخليل المحتلتين باشجار الصبار الشوكية وذلك كي تكون حدودا “امنية” وليست “سياسية”. يشار الى ان المستعمرين يعارضون اقامة الجدار لسببين اولهما الخوف من تشكل الانطباع ان “الاسرائيليين” يخافون الفلسطينيين ويحتمون بالحيطان كما قال شاؤول شطاين رئيس مجلس المستعمرات في “جولدشتاين عتسيون” الذي طالما دعا كسائر قادة المستوطنين الى تبني طريقة “الهجوم” بدلا من “الدفاع” بالتعامل مع الفلسطينيين. كما ان المستعمرين يخشون من أن تشكل الجدران نواة لحدود سياسية يترتب عليها الفصل بين اراضي الضفة الغربية عن الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 التي يرون بها وحدة جغرافية سياسية واحدة-”ارض “اسرائيل” الكبرى”.

واشار شاؤول للصحيفة ان اشجار الصبار وتثبيت كاميرات رصد هي واحدة من بين جملة افكار تمت بلورتها من اجل تحويل الجدران من “سياسية” الى “امنية” فقط واضاف “حتى اليوم لم يحصل ان تم ترسيم حدود دولية بموجب اشجار الصبار”. واوضح شاؤول ان المستعمرين سيطرحون الخطة بكاملها امام وزير الحرب شاؤول موفاز غدا (الجمعة) برفقة كادر مهني. واكد المستعمرون امام موفاز معارضتهم للجدار الذي يبنى هذه الايام في منطقة بيت لحم والخليل حيث الكتل الاستيطانية المعروفة ب “غوش عتسيون” لافتين الى ان جدران الصبار غير مكلفة وان اشواكها ناجعة كالجدار الاسمنتي.

ويقوم اولئك المستعمرون بجمع تواقيع على عريضة لمنع اقامة الجدار هناك اذا لم يتم تعديل مساره بحيث تبتلع المزيد من الارض الفلسطينية بحجة انها تشكل خطرا امنيا عليهم كونها ملاصقة جدا لمنازلهم.

وكان وزير الحرب قد اجتمع مع المستعمرين عقب عملية فدائية استهدفت ثلاثة مستوطنين نهاية الاسبوع الماضي. وخلال اللقاء هدد المستعمرون باحتلال التلال الملازمة للشوارع في اراضي الضفة الغربية بهدف “تأمين” حياتهم اذا ما تقاعس الجيش عن ذلك.

ونقلت الصحيفة على لسان مستعمرين شاركوا باللقاء مع موفاز ان الاخير ابلغهم موافقته على ضرورة استئناف البناء داخل المستعمرات في الكتل الاستيطانية مثل “غوش عتسيون”.