الجزائر - رابح هوادف


كشفت مصادر حكومية جزائرية لـ quot;الخليجquot; أنّ الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، يعتزم اليوم (السبت) تمديد آجال التوبة لنحو ثمانمائة متمرد لم يسلّموا أنفسهم خلال مهلة الستة أشهر التي أقرّتها خطة المصالحة الوطنية المنتهية آجالها الليلة قبل الماضية، كما لم تستبعد جهات متابعة أن يكشف بوتفليقة عن تدابير أخرى، تخصّ ضحايا المأساة الوطنية.

وقال القانوني الجزائري البارز خالد بورايو، إنّ السلطات الجزائرية التي شرَّعت لميثاق السلم بإشراف مباشر من بوتفليقة، وضعت احتياطات ضرورية في حال انقضاء آجال قوانين المصالحة من دون تسجيل النتائج المرجوة، وأضاف بورايو في تصريحات ل ldquo;الخليجrdquo;، أنّ المشرّع الجزائري أخذ بعين الحسبان احتمال فشل مخطط المصالحة في آجالها القانونية المحددة سلفا، ويتمتع الرئيس أيضا بصلاحيات اتخاذ إجراءات تخص ضحايا المأساة الوطنية الذين اشتكى قطاع منهم من التهميش والإقصاء، وهي نقاط ألقت بضبابيتها على المسعى برمته، ويشير المحامي الجزائري المعروف أمين سيدهم، بهذا الصدد، إلى حالات مساجين محكوم عليهم خلال فترة الستة أشهر، وكذا الغموض الذي يكتنف مصير أجانب تورطوا في قضايا إرهاب في الداخل، إضافة إلى المحكوم عليهم غيابيا، ولم توضح قوانين المصالحة إن كان هؤلاء سيستفيدون من إجراءات المصالحة أم لا.

وقال سيدهم ل ldquo;الخليجrdquo;: ldquo;طالبنا السلطات بتبليغ الأشخاص المعنيين إن كانوا يستفيدون من مسعى الرئيس، أم لا، حتى نتمكن من استعمال طرق التظلمrdquo;، علما أنّه جرى في الفترة الماضية الإفراج عن مؤسس الجماعة الإسلامية المسلحة عبد الحق لعيادة، والقاتل المفترض للقيادي في جبهة الإنقاذ المحظورة عبد القادر حشاني، عبد الحق بولمية رغم أنّ تدابير العفو لا تشملهما.

الى ذلك، تمكنت حرس الحدود الجزائري، الليلة قبل الماضية، من إجلاء 24 رعية أجنبية اختطفهم متمردون نيجريون، وأوضحت مصادر محلية لـ ldquo;الخليجrdquo;، أنّ 21 إيطالياً، وألمانيين إضافة إلى برازيلي واحد، كانوا يستقلون قبل أيام 11 سيارة رباعية الدفع بغرض السياحة، على الحدود بين النيجر والتشاد، عندما اختطفهم عناصر ينتمون إلى تنظيم يدعى (جبهة القوى الثورية للصحراء) وهو فصيل متمرد يطالب بإقامة دولة مستقلة في النيجر، وقد عثر حرس الحدود الجزائري على المختطفين (20 كلم) داخل منطقة إيليزي جنوب الجزائر، بعدما تخلى عنهم خاطفوهم لسبب غير معلوم، وقد شارف هؤلاء السياح على الموت.

وذكرت المصادر أن السياح الأجانب رحلوا صوب تونس ومن هناك التحقوا ببلدانهم، وأكد شهود الحالة النفسية الحرجة التي طبعت المختطفين، فيما ضربت حالة استنفار قصوى على طول الحدود.