جنبلاط التقى تشيني وأكد التزام واشنطن المحكمة ...


بيروت


أملت أوساط سياسية عدة في بيروت بأن تمهد الاتصالات واللقاءات العربية لانفراجات مقبلة على صعيد الأزمة اللبنانية، وعلقت أهمية على التحرك الأخير للرئيس المصري حسني مبارك في اتجاه الرئيس بشار الأسد، مشيرة الى أهمية اتخاذ الأخير موقفاً واضحاً بتسهيل قيام المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وسائر الجرائم المرتبطة بها، وعلى الزيارة المرتقبة للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للمملكة العربية السعودية غداً.

وعاد الى بيروت أمس رئيس المجلس النيابي نبيه بري من الخارج وأُعلن انه أجل مؤتمره الصحافي الذي كان ينوي عقده لكشف جوانب من المفاوضات التي كانت دائرة لإيجاد مخرج من الأزمة، فيما واصل زعيم laquo;تيار المستقبلraquo; النائب سعد الحريري لقاءاته الأوروبية، وينتقل اليوم من بروكسيل الى باريس للقاء الرئيس الفرنسي جاك شيراك عصراً. وأمل الحريري بأن ينتج لقاء الرئيس نجاد مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حلاً للأزمة اللبنانية. وأنهى رئيس laquo;اللقاء النيابي الديموقراطيraquo; وليد جنبلاط زيارته واشنطن أمس بلقائه نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني وأكد ان الإدارة الأميركية ملتزمة بالكامل المحكمة الدولية ولن تقبل المساومة في هذه المسألة.

وترافقت هذه الأجواء مع إعلان رئيس اتحاد النقابات السياحية في لبنان بيار الأشقر، بعد لقائه عضو كتلة نواب laquo;حزب اللهraquo; النائب حسين الحاج حسن لعرض معاناة المؤسسات السياحية في وسط بيروت حيث اعتصام قوى المعارضة منذ 3 أشهر، انه laquo;تبيّن لنا ان هناك بحثاً جدياً بين أركان المعارضة للنظر في ما طرحنا، عند (زعيم laquo;التيار الوطني الحرraquo;) العماد ميشال عون الذي وعدنا بالنظر في إعادة تمركز المعتصمينraquo;.

وكانت مصادر ديبلوماسية عربية قالت لـ laquo;الحياةraquo; ان اتصال الرئيس مبارك بالرئيس الأسد، ثم برئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة جاء في سياق تحرك الرئيس المصري على خط تطبيع العلاقات السعودية - السورية، مشيرة الى انه laquo;لا يقف على الحياد وإنما يدعم وجهة النظر السعودية وهذا يتطلب من الأسد ان يبادر الى تصحيح العلاقات قبل عقد القمة العربيةraquo;.

وأكدت ان المدخل لذلك في موافقة دمشق على إنشاء المحكمة الدولية خصوصاً بعد الموقف الذي نقله الرئيس سليم الحص عن الرئيس الأسد من انه في المبدأ مع المحكمة والذي يحتاج الى تطوير عبر التسليم بها، وعدم التذرّع بملاحظات بعض الأطراف في المعارضة في لبنان التي تبنت مصادر قيادية فيها الموقف السوري القائل بإنشاء المحكمة بعد الانتهاء من التحقيق، وهو الموقف الذي كان تبناه قبلها الرئيس اميل لحود وعدد من الشخصيات اللبنانية الحليفة لدمشق.

وقالت مصادر قيادية في قوى 14 آذار لـ laquo;الحياةraquo; ان لبنان يتجه جدياً للاستجابة للمساعي السعودية ndash; الإيرانية وللمبادرة العربية وان هناك مؤشراً الى بوادر انفراج تتوقف على مدى استعداد النظام السوري لتغيير سلوكه في لبنان.

وأوضحت المصادر ان الوضع في لبنان سيثار على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب بعد غد الأحد في القاهرة، إذ سيلتقي مبارك وزير الخارجية السوري وليد المعلم لمتابعة ما جرى في الاتصال الهاتفي مع الأسد في شأن المحكمة الدولية.

كما سيلتقي مبارك وزير الخارجية اللبناني بالوكالة طارق متري الذي ينقل اليه رسالة السنيورة.

من جهة ثانية، توقفت مصادر ديبلوماسية غربية أمام الموقف الإيجابي لـ laquo;حزب اللهraquo; بتأييده تطبيق القرار الدولي الرقم 1701 والتزامه. وقالت لـ laquo;الحياةraquo; انه يعكس الأجواء الإيجابية التي سادت لقاء مستشار الأمين العام للأمم المتحدة مايكل وليامس مع الوزير المستقيل النائب في كتلة laquo;حزب اللهraquo; محمد فنيش.

ولفتت الى ان وليامس سمع موقفاً إيجابياً من فنيش بتعاون الحزب مع الأمم المتحدة وقوات laquo;يونيفيلraquo; لتطبيق وتبديد الأجواء الناجمة عن بعض الإشكالات التي حصلت مع هذه القوات في قرى جنوبية.

ورأت أوساط مطلعة ان لدى قيادة الحزب توجهاً لقطع الطريق على أي استغلال لبعض الحوادث الفردية مع الـ laquo;يونيفيلraquo; لدفع العلاقة مع الأمم المتحدة الى منحدر سلبي.

لكن المصادر أشارت الى أن الحزب أثار مسألة الخروق الاسرائيلية المتواصلة للقرار الدولي مع وليامس وأكد انه لن ينجر الى الرد عليها التزاماً بوقف العمليات الحربية، مقابل تأكيد وليامس سعي الأمم المتحدة الى وقف الطلعات الجوية الاسرائيلية وتقديرها لاعتماد الحزب ضبط النفس.

لكن المصادر المطلعة كشفت ان الحكومة الاسرائيلية أبلغت الأمم المتحدة عزمها على تكثيف طلعاتها الجوية بذريعة استمرار تدفق الأسلحة الى laquo;حزب اللهraquo; وأنها تدرس كيفية معالجة هذه المسألة مباشرة ملمحة الى إمكان القيام بعمليات عسكرية في الجنوب بحجة ان صبرها أخذ ينفد إزاء مواصلة الحزب تدعيم قدراته العسكرية والقتالية خلافاً لمنطوق القرار 1701.

الا ان وليامس تبلغ من السنيورة ونائبه وزير الدفاع الياس المر، عدم صحة ادعاء اسرائيل ان السلاح يتدفق الى laquo;حزب اللهraquo; في الجنوب وان قيادة الجيش تنفي نفياً قاطعاً ذلك وان التهديدات الاسرائيلية تأتي في إطار المنافسة الدائرة حالياً في حزب laquo;كاديماraquo; وبينه وبين الأحزاب المتحالفة معه على السلطة في اسرائيلraquo;.

في المقابل نقل وليامس عن مسؤولين اسرائيليين ان لديهم أدلة دامغة وأنهم سيطلعون مجلس الامن عليها بينما تردد ان تل أبيب أطلعته على بعض التقارير الخاصة باستمرار تدفق السلاح الى الحزب وقدمت له ادلة وقرائن دامغة.


laquo;حزب اللهraquo; ينفي

وصدر عن laquo;حزب اللهraquo; ليلاً بيان نفى فيه الاتهامات الأميركية التي جاءت على لسان مدير الاستخبارات الأميركية مايك ماكونيل بأن الحزب يدرب عراقيين في لبنان. ووصف هذه الاتهامات بأنها laquo;أسلحة الكذب الشامل التي ما زالت إدارة بوش تمارسهاraquo;. وهاجم الحزب المحافظين الجدد وانحياز الإدارة الأميركية laquo;الوقحraquo; ضد كل قوى المقاومة والممانعة للاحتلال والهيمنة في المنطقة.

وعلى صعيد آخر أعلنت laquo;جبهة الخلاص الوطنيraquo; في سورية في بيان لها ان جنبلاط التقى خلال زيارته واشنطن وفداً منها وان المجتمعين شددوا على ضرورة التغيير الديموقراطي في سورية.