سركيس نعوم

وافقت الباحث العريق الذي كان له دور مهم في ادارات اميركية سابقة وخصوصاً في الشرق الاوسط والذي يرجح ان يكون له دور مهم فيه في الادارة المقبلة، رأيه في موضوع الحوار بين اميركا وسوريا في ظل ادارتها المقبلة او بالاحرى رئيسها المقبل. وتحدثنا في الوسائل التي يمكن ان تمهد للحوار من دون ان تترك آثاراً على المعركة الانتخابية الرئاسية وكذلك التي تسمح بالتأكد من جدية النظام السوري وتحديدا رئيسه بشار الاسد في سعيه الى الحوار او في رغبته فيه وفي التزام نتائجه وتنفيذها. وتطرق الحديث ايضاً الى الإتهام الذي يوجهه الاميركيون وآخرون في المجتمع الدولي الى الرئيس السوري ويشير الى انه يَعِد كثيراً لكنه لا يفي عادة بوعوده والذي قد يكون ناجماً عن طبع ايجابي ومتجاوب وربما متسرع ينتج وعوداً يرى بعد درسها مع معاونيه او شركائه ان تنفيذها مضر له وللنظام ولسوريا. بعد ذلك قال الباحث المذكور: quot;والده كان شخصية مختلفة تماماً. كان اقناعه بأي امر صعباً، لكنه عندما يقتنع ويعد كان يتمسك بكلمته وينفذها وان تكن شفهيةquot;. علَّقت: معك حق، الرئيس حافظ الاسد كان يستطيع المساعدة على حل مشكلة لبنان بسهولة لكنه لم يفعل ربما لانه كانت لديه استراتيجيا يشكل لبنان جزءاً اساسياً منها تتناقض في الكثير من وجوهها مع استقلال لبنان وسيادته. اقول ذلك لان اللبنانيين كانوا فعلاً جاهزين بعد الحرب للتنسيق مع سوريا في السياسة الخارجية والدفاع والامن لكنهم لم يكونوا جاهزين لادارة سورية مباشرة او لوصاية مباشرة رغم انهم تقبلوهما نيفاً و15 سنة ولكن على مضض. وعندما سمحت الظروف صار الذي صار عام 2005. على كل حال دعني اسألك عن ايران. هي نافذة جداً في لبنان، فهل تستطيع سوريا ذات النفوذ في لبنان ايضاً ان تنفصل عنها؟ اجاب: quot;سمعت من كثيرين في الشرق الاوسط وخارجه وفي اميركا شكوكا كثيرة في قدرة سوريا على quot;الانفصالquot; عن ايرانquot;. قلت: ايران ليست على وفاق دائماً مع سوريا وخصوصاً في لبنان. ردّ: quot;اعرف. اتفقت ايران والسعودية على المحكمة الدولية من جهة وعلى الثلث المعطل من جهة اخرى. لكن سوريا رفضتquot;. تابعت: بين سوريا وايران تفاهم عميق جداً وتنسيق واضح لكل من يريد ان يرى، وبينهما ايضاً مشكلات عدة بعضها عميق. لماذا لا تحاور اميركا الاثنين معاً؟ سألت. فاجاب: quot;معك حق قد يكون الحوار على خطين مفيداً. ماذا تعتقد ان سوريا ستفعل اذا حاورنا ايران ولم نحاورهاquot;؟ اجبت: ستغضب كثيراً، وربما تفجر غضبها المدمر في لبنان. علّق: quot;عندها القدرة على ذلك. فهي ملاصقة له من الناحية الجغرافية. ولها حلفاء مباشرون فيه. وquot;حزب اللهquot; الحليف الاول لايران مضطر الى التعامل معها بايجابية كي لا يتعرض لمشكلات، ربما الحوار مع سوريا وايران في وقت واحد مهمquot;. علّقت: لكن هناك مشكلة مهمة هي ان ايران لا تريد في اعتقادي حواراً شاملا مع اميركا اليوم، اي في المرحلة الراهنة. وهي لن تقبل الانخراط في حوار كهذا الا بعد نجاحها في تحقيق انجازات داخلية تجعل اميركا وغيرها يعدون الى العشرة قبل ان يفكروا في الاعتداء عليها، والعمل لقلب نظامها، كما تجعلهم يقبلون معاملتها كشريك له مثل ما لهم مصالح ونفوذ في المنطقة. علّق: quot;قد تكون محقاً. اما في ما يتعلق بالضربة العسكرية لايران فانها ستبقى خياراً قائماً سواء مع الجمهوريين اذا بقوا في البيت الابيض عبر المرشح جون ماكين، او مع الديموقراطيين. ويتوقف هذا الامر في النهاية على التطوراتquot;.
علّقت: لكن لبنان لا يستطيع الانتظار عشرة اشهر، اي لتسلم رئيس جديد السلطة في اميركا. فالاشهر القليلة المقبلة صعبة عليه او قد تكون صعبة عليه. لا تنسَ المحكمة الدولية وما تثيره من احتمالات شغب وفوضى وفتن ودم في لبنان. طبعاً لا يعني ذلك انني ادعو الى توجيه ضربة عسكرية لايران الآن.
ردّ على ذلك: quot;ماذا نفعل؟ لنرَ الادارة الحالية ماذا ستفعل حيال ذلك او اذا كانت ستفعل شيئاً. على كل حال ان خيار الحوار مع سوريا الذي فيه جدول زمني وجزرة ليس لبنان جزءاً منها، وعصا، وربما لاحقاً مع ايران سيكون اساساً في الادارة الديموقراطية الجديدة. اما ماكين المرشح الجمهوري فانه يهتم بالامن والامن القومي او بالاحرى هو اختصاصي فيهما. وهيلاري كلينتون وباراك اوباما مهتمان بالوضع الاقتصادي. لذلك سيخسر ماكين لأن هناك احساساً عند الشعب الاميركي بدخول بلاده مرحلة من الركود الاقتصادي الصعب رغم عدم اعتراف جورج بوش وادارته بذلك. الا ان الخيار العسكري سيبقى وارداً مع ماكين الجمهوري، سواء حيال ايران او غيرها.
في النهاية دعني اعود الى الحديث عن سوريا وامكانات الحوار معها لأقول بصراحة تامة انني لا اعرف اذا كانت سوريا ستتجاوب مع الدعوة الى الحوار او بالاحرى مع الدعوة للإعداد له سواء حصل ذلك قبل الانتخابات الرئاسية او بعدها. ربما يلجأ السوريون الى quot;بلفناquot;. وربما يكون هدفهم كسب الوقت والحصول على مكاسب من دون اي مقابل. في اختصار اعتقد انه يجب اختبار سوريا حول هذا الموضوعquot;.
ماذا عن الاوضاع في غزة والضفة الغربية واسرائيل وماذا عن الحوار الفلسطيني ndash; الاسرائيلي الدائر؟