أعلن تمرده على قيادة الحركة الشعبية بعد الانتخابات.. ويخوض حربا للإصلاح وقال إن قواته تسيطر على laquo;أعالي النيل الكبرىraquo;.. ونفى دعم الخرطوم

* لدينا 3 شروط لوقف الحرب منها إلغاء نتائج الانتخابات وقيام حكومة قومية في الجنوب تحضر للاستفتاء

* لم أرفض نتائج الانتخابات رغم التزوير.. وأجبرت على رفع السلاح بعد محاولة قوات laquo;سلفاraquo; اعتقالي

* نحن حركة إصلاحية داخل الحركة.. انطلقت منذ 2005.. ولسنا ميليشيا خارجها * انضم إلينا 35 ألف عنصر خلال 30 يوما وقادرون على مواجهة الجيش الشعبي

* لم أجلس مع مسؤول من المؤتمر الوطني.. وإذا التقيتهم سأطالب بتنفيذ اتفاقية السلام

* تأجيل الاستفتاء شيء يقرره الجنوبيون.. والحركة الشعبية لا تقرر مصيرهم

* ليست لدي مشكلة مع حكام الشمال.. بل مع الذين سرقوا أصواتنا

لندن

* مع اقتراب موعد الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان، تزايدت التقارير التي تلوح بخطورة الأوضاع الأمنية في الجنوب، وكذا نقص الغذاء، وآخرها ما جاء على لسان مسؤولة بارزة في الأمم المتحدة هي لايس غراند (نائب منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة) التي أشارت إلى أن سوء الأوضاع الأمنية والإنسانية ربما تؤثر سلبا على إجراء عملية استفتاء الجنوبيين المحدد له في يناير (كانون الثاني) من العام المقبل. ورغم أن الحركة الشعبية لم تنف مثل هذه التقارير على الأقل في شقها الأمني، فإنها حملت المؤتمر الوطني الحاكم برئاسة المشير عمر البشير مسؤولية الانفلاتات الأمنية، واتهمته بتجييش الميليشيات، وتمويلها والدفع بها إلى الجنوب لزعزعة الاستقرار، بهدف تأجيل الاستفتاء.

ومن كبرى الجماعات التي تقاتل الحركة الشعبية الآن في الجنوب، هي جماعة الفريق جورج أتور، القيادي البارز في الحركة الشعبية وزميل سلفا كير في الحرب ضد الشمال التي دامت لأكثر من عقدين، والذي كان يتولى حتى وقت قريب نائب رئيس هيئة الأركان للتوجيه المعنوي في الجيش الشعبي الجنوبي. وقد أعلن أتور تمرده عقب فشله في انتخابات أبريل (نيسان) الماضي حيث كان مرشحا لمنصب حاكم ولاية جونغلي، الغنية بالنفط، واتهم أتور الحركة بالتزوير، وقاد حربا ضد قوات الجيش الشعبي، سقط فيها المئات حتى الآن.

يقول أتور، في حوار مع laquo;الشرق الأوسطraquo;، أجري من لندن على هاتفه laquo;الثرياraquo;، إن لديه 3 شروط لإيقاف الحرب ضد قوات الحركة، من بينها إلغاء نتائج الانتخابات، وقيام حكومة قومية تحضر للاستفتاء، وقال أتور الموجود حاليا في منطقة لم يكشف عنها بولاية جونغلي إنه يستطيع إسقاط حكومة سلفا كير قبل حلول الاستفتاء، في يناير، وإنه أجبر على خوض الحرب، لأن قوات سلفا كير حاولت اعتقاله، رغم قبوله نتائج الانتخابات. وقال إنه مع وحدة السودان، في دولة عادلة وديمقراطية، أما إذا لم يتحقق ذلك، واختار الجنوبيون دولة لهم.. فإن ذلك لن يكون خياره.

* كنتم أحد قادة الجيش الشعبي.. والآن انقلبتم عليه... لماذا؟

- كنت أحارب ضمن صفوف الجيش الشعبي لتحرير السودان، منذ إنشائه عام 1983، من أجل 4 أهداف هي تحقيق الديمقراطية في السودان، والعدالة والحرية والمساواة. وكان من بين بنود اتفاقية السلام الشامل التي وقعت في يناير عام 2005 أن تقوم انتخابات حرة ونزيهة في كل السودان. ولما جاءت الانتخابات في أبريل الماضي، كنت مرشحا لمنصب والي ولاية جونغلي.. لكن هذه الانتخابات لم تكن حرة أو نزيهة في الجنوب.. فقد جاءت مزورة. وأنا لا أقول إن الحركة كلها مسؤولة عن التزوير ولكن مجموعة صغيرة بداخلها تريد أن تحتكر السلطة، قامت بالتزوير لصالحها. ورغم أن كل الدلائل تشير إلى فوزي فإن النتيجة جاءت معاكسة.. ولم أقم بأي اعتراض، بل قبلت بالنتيجة والتزمت منزلي، ولكنهم حاولوا التحرش بي، فأرسلوا مجموعات مسلحة من أجل القبض علي دون أن أعرف سببا لذلك. وبما لي من أنصار ومؤيدين داخل الجيش الشعبي، رفض هؤلاء ما يحدث لي وقامت مجموعة منهم بالتمرد على قرارات قيادة الجيش الشعبي.

* متى تفجر أول نزاع مسلح؟

- أول طلقة أطلقت كان في فجر اليوم الأول من مايو (أيار) الماضي، في منطقة اسمها (دوليفل).. وبعد الانفجار.. حاولنا أن نفتح حوارا معهم، وطلبنا منهم أن لا تتطور الأمور، وقمنا من جانبنا بوضع 3 شروط لوقف النار، وهي أن يقوم مؤتمر جامع يشارك فيه جميع القوى السياسية الجنوبية، لإصدار توصيات حول القضايا محل الخلافات. على أن تقوم حكومة قومية بتنفيذ هذه التوصيات، والشرط الثالث هو إلغاء نتائج الانتخابات المزورة.

* وماذا كان رد الحركة؟

- رفضوا الشروط، وقرروا محاربتنا، وأرسلوا جيشا قوامه laquo;فرقةraquo; لمهاجمتنا، وقمنا بمقاومتهم. ثم انضم إلينا ضباط في الجيش الشعبي من مناطق جنوبية أخرى، غير جونغلي التي أنتمي إليها، مثل ولاية الوحدة. وفي الأسبوعين الأخيرين هاجمونا 3 مرات، وهاجمناهم 6 مرات. وآخر هجوم كان يوم الجمعة، وقتلنا منهم نحو 70.

* ولكن ألا ترى أن الشروط التي وضعتها قاسية جدا.. خاصة أن من بينها إلغاء نتائج الانتخابات؟

- هذه انتخابات مزورة.. نحن نريد تشكيل حكومة قومية تجمع كل أطراف الطيف السياسي الجنوبي، لتقوم بالإعداد للاستفتاء، ولنضمن إجراءه في نزاهة وشفافية، يعبر عن رأي أبناء الجنوب الحقيقي، خوفا من تزويره هو أيضا من حكومة سلفا كير. وإذا لم تلغ نتائج الانتخابات فإن حكومة سلفا كير ستقوم بتزويره.. لذا نحن لا نريدها.

* هل ستدعو الحكومة القومية المقترحة إلى قيام انتخابات جديدة.. أم إعادة فرز جديد للأصوات؟

- الحكومة القومية مهمتها التحضير للاستفتاء.. وبعده ستدعو إلى انتخابات جديدة نزيهة لتحديد من سيحكم الجنوب.

* ولكن أليس من الممكن أن تطالبوا ذلك عبر الحوار؟

- هم لم يتركوا لنا الخيار.. هم الذين هاجمونا.. وحاولوا اعتقالي من دون ذنب.. وكنا في حالة دفاع، في الأول قبل أن نبدأ مهاجمتهم مضطرين إلى ذلك.

* كيف تكونت جماعتك.. هل تكونت تلقائيا.. أم قمت باختيار عناصرها؟

- نحن مجموعة من أبناء الحركة الشعبية، أحسسنا بالظلم داخل الحركة، مباشرة بعد تكوين حكومة الجنوب عام 2005، وبدأنا بتكوين حركة إصلاحية، من أجل ترسيخ الديمقراطية والعدالة.. وعندما جاءت الانتخابات الأخيرة تشاورنا مع بعضنا، واتفقنا على خوض الانتخابات، وإذا فزنا يمكن أن نقوم بالإصلاحات التي نريدها. خاصة أننا نملك قاعدة شعبية عريضة في مناطقنا.

* بمعنى أنها حركة إصلاحية تحولت إلى عسكرية؟

- هي كذلك.

* ماذا تسمي مجموعتك؟

- نحن ما زلنا حركة شعبية.. ولم نجتمع بعد لاختيار اسم.. وحتى لو اجتمعنا لن نختار اسما جديدا لأننا في الأساس طلاب إصلاح داخلي.

* بمعنى أنك تقود حركة إصلاح داخلية عسكرية؟

- نعم كذلك.

* هل هناك وساطات توفيقية بينكم؟

- قامت الأمم المتحدة بمجهودات كبيرة من أجل الإصلاح بيننا، ولكنهم رفضوا الحوار، وأنا أتحدث إليكم الآن وهناك محاولات يجريها مجلس الكنائس السودانية. وبالتأكيد سيرفضونها، هم يعتقدون أنهم إذا استجابوا لشروطنا الثلاثة التي وضعناها، فإن السلطة ستفلت من بين أيديهم، وهذا ما لا يريدونه.

* الحركة تقول إنهم يطاردونك ويحاصرونك.. هل أنت في موقف دفاعي أم هجومي؟

- كنت في البداية في موقف دفاع ولكني الآن في موقف هجوم. ونحن مسيطرون تماما على ولاية الوحدة.

* حدثنا عن قوة جيشك، عدده وعتاده.. وهل هو قادر على مواجهة الجيش الشعبي؟

- أولا أنا قادر على مواجهة الجيش الشعبي فالقوة التي انضمت إلينا خلال الأيام الثلاثين الأخيرة نحو 35 ألف جندي، وهذا دليل على الإقبال الكبير على حركتنا. وأعلم ndash; وقد كنت ضابطا في الجيش الشعبي ndash; أن كثيرا من العناصر غير راضين عن قيادات الجيش، بمن فيهم سلفا كير نفسه، وسيتمرد عدد كبير من هؤلاء وسينضمون إلينا، وبذلك سنكون قادرين على هزيمة laquo;العدوraquo;.

* لماذا تطلق عليهم كلمة laquo;العدوraquo;، هل باتوا أعداء.. وخاصة أنك تقول إنك رجل إصلاح؟

- العدو هو الإنسان الذي يرفع في وجهك السلاح.. هم استخدموا السلاح ضدنا.. لذا فهم أعداء لنا ولمبادئ الحركة.

* من أين يأتيك الدعم المالي.. واللوجيستي؟

- حتى الآن نستخدم أسلحة وذخيرة من الذين ينضمون إلينا من قبل الجيش الشعبي. المتمرد عندما يأتي إلينا، يجيء بسلاحه وذخيرته. حتى الآن لم نتلق أي دعم من أي جهة، سواء كان مالا أو سلاحا.

* هناك اتهامات من الحركة بأنكم تتلقون الدعم من المؤتمر الوطني، وتنفذون سياستهم وخططهم لزعزعة الجنوب.

- هذه أكاذيب ولغة مهزوم، ومستفز.. ليس لدينا علاقة معهم.. ولم أجلس يوما مع أي مسؤول منهم للناقش أي مسألة.

* ألم يحدث أبدا أن جلست مع أي منهم وتناقشتم حول دعم عملكم؟

- علاقتنا مع المؤتمر الوطني تأتي فقط من خلال اتفاقية السلام وتنفيذ بنودها. وإذا جاءوا وتحدثوا معنا سنقول لهم شيئا واحدا وهو.. نفذوا ما تبقى من اتفاقية السلام.

* أيهما ترون أنه سلب حقوقكم أكثر.. البشير في الشمال.. أم سلفا كير في الجنوب؟

- حتى الآن فإنني أقول إن البشير لم يتدخل في شؤون الجنوب.. واحترم تنفيذ معظم بنود اتفاقية السلام، ليس لدي أي مشكلة مع الحكام الشماليين، ولكن المشكلة التي جاءت بالحرب هي مع الذين سرقوا أصواتنا ويظلمون الشعب.

* البعض يرى أن خروجك على الحركة جاء بدوافع شخصية، لفشلك في الانتخابات.. وليس من أجل مبادئ الحركة التي تؤمن بها؟

- كنا نقود حركة إصلاحية سلمية، وإذا كانت الانتخابات جرت بنزاهة كنا سنفوز وكان من الممكن حينها أن نقوم بتغييرات جذرية لصالح الحركة وترسيخ مبادئها وتوطيد الديمقراطية فيها.. وتنمية الجنوب، وهذا ليست أهدافا شخصية. وما حصل تم تزوير الانتخابات ولم نجد وسيلة غير الحرب.

* الحركة الشعبية أطلقت حوارا جنوبيا ndash; جنوبيا، هل ستشارك فيه؟

- إذا دعيت له سأشارك فيه.. بشرط واحد، وهو أن يعقد خارج السودان، حتى لا تؤثر على مجرياته أي جهة سياسية.

* حتى ولو عقد في منطقة شمالية؟

- الحركة الشعبية هي جزء من الحكومة المركزية في الخرطوم، ولا نضمن أن يكون لديها تأثير هناك.

* ما هي مساحة الأراضي التي تحتلها قواتك؟

- أنا أسيطر على كل ضواحي ولايات أعالي النيل الكبرى (3 ولايات من 10) ما عدا المدن الكبرى فيها. ولدينا وجود ضئيل في المناطق الاستوائية، وبحر الغزال.

* هل هناك ميليشيات أخرى تقاتل الحركة في المنطقة؟

- إذا كانت كلمة laquo;ميليشياraquo; بمعناها السلب لدى الحركة الشعبية، فأنا أقول لك ليس هناك أي ميليشيات في المنطقة في الوقت الحاضر. هناك ضباط وعناصر جنوبية كانت تسمى قديما بميليشيات، ممن كانوا يقاتلون الجيش الشعبي قبل اتفاقية السلام، وعندما تم توقيع الاتفاقية انضموا إلى الجيش السوداني.. والآن ليس هناك أي ميليشيات في الجنوب.

* لا أحد من هؤلاء يقاتل معك حاليا؟

- معظمهم يتعاطفون معي.. ولكنهم الآن جزء من الجيش السوداني، وسينضمون إلينا يوما.. ورغم أننا نختلف معهم في الرأي، ولكن اختلاف الرأي لا يفسد قضية، ما داموا لا يرفعون السلاح ضدك.

* بمعنى آخر إنك تلقى تعاطفا من الجيش السوداني؟

- ليس من الجيش السوداني ولكن من هؤلاء الذين ذكرت.

* هل تجد منهم أي مؤن أو مساعدات؟

- لا أبدا.. بل تعاطف فردي.

* هل الموالون لك من قبيلة جنوبية واحدة أم من قبائل أخرى؟

- من كل قبائل الجنوب.. هناك تمثيل لجميع القبائل.

* الأكثرية من أي قبيلة؟

- من laquo;النويرraquo; (ثالث أكبر قبيلة في الجنوب من حيث العدد، بعد الدينكا والشلك)

* وأنت من أي قبيلة؟

- من الدينكا (نفس قبيلة رئيس حكومة الجنوب سلفا كير).

* ما هو هدفك الأبعد؟ هزيمة الجيش الشعبي أم الاستيلاء على السلطة في الجنوب؟

- هدفي الأول كما قلت هو قيام حكومة قومية في الجنوب تحترم أهداف ومبادئ الحركة الشعبية الأربعة وهي الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية. لا بد أن يكون الجنوب ديمقراطيا.. الكل يعبر فيه عن رأيه بديمقراطية وبلا خوف.. إذا استطعنا أن نستولي على الحكومة، سنقوم بإجراء انتخابات عامة حرة ونزيهة في الجنوب خلال عام ونصف، على أن تشرف عليها بالكامل الأمم المتحدة.

* وما هو مصير الاستفتاء إذن.. هل ستقومون بتأجيله؟

- هذا شيء يقرره الجنوبيون وحدهم.. إذا أرادوا التأجيل أو إقامته في موعده.. وهذه إحدى القضايا التي جعلتني أختلف مع قادة الحركة الشعبية، هم يقولون إن الجنوب سينفصل أو إن الجنوبيين سيقررون الانفصال، من الذي أخبرهم بذلك.. الجنوبيون لم يعبروا عن رأيهم وسنعرفهم عندما يجيء الاستفتاء. وعلى الجميع أن يتركوا الجنوبيين يقررون ما إذا كانوا يريدون التأجيل أو غيره، وهناك وسائل كثيرة يمكن من خلالها معرفة آرائهم.

* مثل ماذا؟

- هناك أحزاب سياسية كثيرة في الجنوب، وعندما يخرج زعماء الأحزاب ويقولون إنهم يريدون التأجيل، على الجميع الاستجابة لذلك.

* ما هو رأيك الشخصي في التأجيل هل أنت مع أم ضد؟

- أنا مع قيامه في وقته المحدد حسبما تنص اتفاقية السلام.

* وهل أنت مع الانفصال أم مع الوحدة؟

- الكل يعرف أن الحركة الشعبية حركة وحدوية، تؤمن بالسودان الجديد، الذي يتساوى فيه الجميع في الحقوق والواجبات، وتسود فيه العدالة والديمقراطية. إذا قدرنا أن نحقق مثل هذه الدولة فأنا من الأفضل أن يكون السودان دولة واحدة.

* وهل يمكن أن تتحقق في 7 أشهر؟

- إذا جاءت حكومة في الجنوب تكون أمينة على أموال الجنوبيين، وتستطيع إقامة حوار جاد وصريح مع الشماليين.. واستطاع الشماليون أن يثبتوا لنا إمكانية العيش جميعا في بيت واحد من دون مشكلات.. فإن الدولة التي نحلم بها يمكن أن تتحقق في شهرين أو ثلاثة فقط.

* وهل هناك أي مؤشرات إيجابية لذلك؟

- حقيقة نحن بعيدون كل البعد عن دولة السودان الجديد.. كنا نتصور قيام دولة يحمي فيها الشرطي المواطن الضعيف، وليس حماية الأقوياء.. ولكننا نعيش في دولة تحمي فيها أجهزة الأمن الحكام، وليس المواطنين. فهذه ليست الدولة التي نحلم بها.

* وما هو موقفكم إذا سارت الأمور كما هي الآن؟

- إذا لم ننجح في قيام السودان الجديد فيما تبقى من زمن.. ورأى الجنوبيون أن من الأفضل لهم إقامة دولة ديمقراطية لهم في الجنوب، فأنا أقول لهم هذا رأيكم.. نحترمه.. ولن يكون رأيي.

* هل هناك فرصة في أن ينعم الجنوب بالاستقرار؟

- هذا إذا سمع سلفا كير الصوت الذي ننادي به، وترك للجنوبيين الفرصة لكي يقرروا أمورهم بأنفسهم، بدلا من التحكم في الأمور من قبل فرد أو اثنين أو خمسة.. يتحكمون في كل شيء.

* هل ستواصل حربك في الجنوب حتى إذا قامت دولة جديدة؟

- الحريات هي أهم شيء في أي دولة مستقرة.. أما إذا قامت دولة استبدادية.. فأنا لن أعيش فيها.

* الجنوب عاش لأكثر من 50 عاما في حروب.. ألا يكفي الجنوبيون من شر هذه الحروب؟

- الجنوبيون تعبوا.. ولكن ليس لدينا خيار ثالث.. إذا نسي سلفا كير مرارة الحرب، ونسي مبادئ الحركة فنحن علينا أن نذكره.. ونحن قادرون على إزالتهم قبل أن يحين موعد الاستفتاء. نحن واثقون من إمكانية قيام دولة ديمقراطية في الجنوب.. نحن متأكدون من ذلك.

* جورج أتور في سطور:

الفريق جورج أتور.. ولد في منطقة صغيرة بولاية جونغلي الجنوبية الغنية بالنفط، عام 1964.. وفي عام 1983، التحق بالجيش الشعبي (قوات الحركة الشعبية)، وتدرج في رتبه إلى أن صار برتبة فريق، وأصبح نائب رئيس هيئة الأركان للتوجيه المعنوي، وهو من مجلس دفاع الحركة. وتمرد على الحركة بعد انتخابات أبريل حيث خسر الانتخابات لمنصب والي ولاية جونغلي، واتهم الحركة بالتزوير وقاد عمليات مسلحة تعتبرها الحركة الشعبية جزءا من مخطط المؤتمر الوطني، بقيادة الرئيس البشير، لزعزعة الجنوب من أجل تأجيل الاستفتاء.