مطلق سعود المطيري
أرجو أن أنفي أي شبهة للتهكم أو التعريض أو حتى مجرد الفكاهة يمكن أن يوعز به العنوان، سواء بالنسبة لزواج المسيار ndash; طالما أنه أصبح تقليدا تقره بعض فئات المجتمع ndash; أو بالنسبة للصحافة أو لجريدة معينة، فالقضية تبدو خطيرة وتحتاج الى طرحها بكل الجدية..
من ضمانات موضوعية الطرح تحييد الكتابة، بمعنى أن أستبعد أي رأي شخصي أو موقف أو قناعة حتى وإن كان من حق الكاتب عادة، لأفسح المجال كله لرأي القارئ.
الذين قالوا إن زواج المسيار يمثل واحدا من الحلول الناجعة لمشكلة quot; العنوسةquot; لم يجانبهم الصواب الى حد، فبالفعل المسيار يقفز على عقبات المهور والسكن ويهيئ النجاة من طوق اجتماعي أسري يحكم الخناق على الرقبة عند الذين لا يعنيهم ما يهيئه الزواج التقليدي من استقرار وتكوين الأسرة وإنتاج الخلف الصالح، ورغم أن هذا هو الأساس في خلق الخالق عز وجل في التزاوج والتناسل وإعمار الكون.. لم يحلّ المسيار مشكلة quot; العنوسة quot; ولكنه حل مشكلة الاحتياجات الطبيعية لبعض الفئات، وبقيت العانس في ظل المسيار على عنوستها الاجتماعية، وليست هذه قضيتنا هنا.
القضية تخص معضلة مستحيلة يواجهها الاعلام العربي عموما وبمعظم أدواته ووسائله، تبدو كأبرز ما تكون في القنوات الفضائية المجانية التي تعتمد في حصد أرباحها الهائلة على الإعلان وحده، ومن اجل أن تجتذب القناة معلنا يروج لسلعته فلابد أن تكون لها قاعدة عريضة من المشاهدين، ولكي تكون لها تلك القاعدة فلابد أن تكرس لرغبات العامة والغوغاء وفئات العمال وأبناء البطالة، وتسقط من حساباتها تماما أنها كجهاز quot; تحمل رسالة quot; نحو المجتمع والنهوض به،بل هي في مواجهة هذا التحدي التجاري تعمل ضد كل مواثيق الشرف والضمير والأمانة فتكرس للتخلف وغياب الوعي .
هذا مانعرفه عن كثير من الفضائيات المجانية، وإليه يمكن أن نرد كل الأرقام القياسية في تردي الفن والأدب والفكر والموسيقى والغناء، والأهم نرد اليه الفضل في كثير من حوادث الارهاب التي يحركها غياب الوعي ومبادئ الالتزام والحرص على القيمة، أقول هذا مانعرفه جيدا، وربما لا نفكر في حل يعزز جهود علماء الدين أعزهم الله في محاربة بعض انحرافات الفضاء، أو فضحه على الأقل ومعهم قليل من النابهين المخلصين من مفكرينا وكتابنا.. هذا مانعرفه كنت أقول، أما ما يصدمنا من جديد فهو أن يمتد حلّ quot; المسيار quot; إلى الصحافة أيضا..!
التعليقات