نبيل حاوي


تسعة رؤساء افارقة في نجامينا .مهمات لا تحصى امام مجموعة laquo;سين-صادraquo; لدول الساحل والصحراء ،لكن حضور الرئيس السوداني عمر البشير له وقعه الخاص. اولا لانه جاء يتحدى قرارين باعتقاله اصدرتهما laquo;الجنائية الدوليةraquo;. وثانيا لانه استطاع ايجاد اكثر من صيغة للتخفيف من المشاكل الحدودية و laquo;الدارفوريةraquo; مع الخصم التشادي ادريس ديبي الدارفوري المنشأ والفرنكوفوني الاتجاه. لكن المفارقة تكمن في ردود الفعل الدولية - لاسيما في الغرب - لخروج البشير من ارضه، وخروجه عن الطاعة.
قبل سنة ونيف، غادر الى دول غير منضمة الى اتفاقية روما (الجنائية الدولية) فاقامت بعض عواصم الغرب الدنيا ولم تقعدها. الان يحط رحاله في دولة عضو في الاتفاقية. مع ذلك ثمة نوع من غض النظر، مغلف بانتقادات خجولة الى حكومة نجامينا.
حتى الولايات المتحدة، اكتفت بتذكير تشاد بـ laquo;واجباتهاraquo; حيال المحكمة الدولية، لانه laquo;يجب ان يمثل الرئيس البشير امام المحكمة للرد على الاتهامات الموجهة اليهraquo;.
قد يقول البعض ان من عوامل هذا الضعف في الموقف، ان الولايات المتحدة لم توقع على نظام روما.
لكن ابرز هذه العوامل تكمن في بعض البنود laquo;المرنةraquo;، بل المطاطة، في اتفاقية روما بالذات، وبخاصة المادة 98 التي تنص على ان الدولة المعنية (كما هي حال تشاد حاليا) يمكنها عدم اعتقال الشخص الملاحق دوليا اذا كان يتمتع بالحصانة الدبلوماسية.
غير ان اهم من كل ذلك، ان واشنطن باتت تنظر الى اوضاع السودان من منظار اكثر شمولية، في ضوء التحديات المتشعبة المتعلقة بمصير دارفور، واحتمال انفصال الجنوب بعد الاستفتاء، كما ان احداث الصومال وانتشار laquo;الارهاب الافريقي الذي يهدد اميركاraquo;،كلها عوامل تدفع الغرب عموما الى الضغط على الفرامل، والدفع باتجاه المعالجة المتانية للازمات المتداخلة، وقبل فوات الاوان.
هل يستفيد البشير من مثل هذا التروي، وهذا التدرج في المعالجة؟ ربما..ولو الى حين.