فورين بوليسي : لماذا تُطرح الحرب على إيران من جديد؟

واشنطم

أعد مارك لينش تقريراً نشرته مجلة فورين بوليسي تحت عنوان laquo;لماذا يُطرح الهجوم على إيران على الطاولة من جديد؟raquo;، أشار فيه إلى رفض طرح خيار الضربة العسكرية ضد إيران مرة أخرى على الطاولة. حيث نقل تقرير سابق في مجلة تايم إعادة الولايات المتحدة التفكير بشأن الضربة العسكرية على إيران، كما ورد فيه نتيجة اقتراع يشير إلى أن %56 من المشاركين فيه يدعمون قيام إسرائيل بضرب إيران. كما وردت تقارير إسرائيلية تقنع الولايات المتحدة بصلاحية الخيار العسكري. بالإضافة إلى ما سبق، توجد العديد من التقارير الأخرى بالصحف والمجلات التي تلوح بالتهديد العسكري. إلا أنه من الواضح الآن تراجع الجدل حول العمل العسكري عن الماضي. ويوضح التقرير سبب هذا التراجع، حيث أصبحت إيران أضعف مما كانت عليه إبان تولي الرئيس أوباما منصبه، بعدما كانت تشغل إيران فكر الرئيس بوش بين الأعوام 2005 و2007، حين حاول استقطاب المنطقة ضد إيران. إذ تزايدت في تلك الفترة قوة الإيرانيين بسرعة في المنطقة من خلال التقاطها مشعل المقاومة. حيث تعتبر واشنطن كل من حماس وحزب الله وكلاء إيرانيين، كما كان الحلفاء الإيرانيون في مواقع القيادة بالعراق، مما زاد من تخوف وكره القادة العرب للقوة الإيرانية. حيث طالب القادة العرب المسؤولين بمواجهة إيران وملء الإعلام الغربي بالدعاية المعادية لها، وبهذا كانت سياسة إدارة بوش في الاستقطاب جيدة تجاه إيران. وبمقارنة ذلك بجهود الإدارة لمدة 18 شهر، نجد أن إيران أصبحت بالفعل أضعف في الشرق الأوسط، على الرغم من النقد لبعض نقاط هذا المنهج. ويشير التقرير إلى الانتخابات الإيرانية الفاشلة التي أضرت بصورة طهران بين العرب، ونتج عنها طوفان من الفحص الدقيق لإيران عبر الإعلام العربي. ويشير التقرير إلى التحركات الأميركية التي أوقفت نزيف الجرح العراقي، وقامت بالحد من قدرات حزب الله بالنظر إلى قدراته عام 2006، مما دفع الى التعاطف مع النظام الإيراني الحالي عبر استطلاعات الرأي العام وتعليق وسائل الإعلام العربية. هذا وبينما تواصل إيران برنامجها النووي سراً، لم يؤثر ذلك في زيادة الدعم الشعبي أو النفوذ الإقليمي. فما الداعي إذاً إلى الموجة الأخيرة من التعليقات بشأن الهجوم على إيران؟ ويشير التقرير إلى أن الأوضاع الآن لم تختلف، ورغم ذلك يصر البعض على أن قصف إيران هو الخيار السياسي الوحيد الذي يضمن النجاح. إذ أن تقدير المخاطر أمر مبالغ فيه، كما أن الفوائد المرجوة عظيمة، بل إن كلاً من العرب والإيرانيين يريدون من الولايات المتحدة شن هذا الهجوم. وإذا لم تتغير الردود، فإن السياسات الأخرى متاحة، ومنها على الأقل تعطيل تقدم إيران تجاه إنتاج السلاح النووي. هذا ويأمل المتشددون في الفوز بنقاط الجدل الطويل حول العقوبات من خلال المواجهة التي كثيراً ما طالبوا بها، وهو ما لن يلقى قبولا سريعا. هذا ويعمل الكونغرس على إدارة تمرير العقوبات مما يساعد على تراجع جدول مواعيد واشنطن. ومن جهته، يعمل البنتاغون مع إسرائيل لمنع قيامها بضربة فردية، مما يمد الإدارة بمزيد من الوقت لتتكشف استراتيجيتها الجيدة أو السيئة. أما البيت الأبيض، فيرى أن الهجوم على إيران في أي وقت قريباً سيكون كارثة وغير ضروري وغير منتج. ويوضح التقرير أن المخاطرة الحقيقية هي أن يجعل الخطاب العام الفكرة طبيعية مع مرور الوقت ولا مفر منها، وهو ما يجب إيقافه.