صبحي زعيتر

وصلت الرسالة إلى إسرائيل. وهذه المرة عبر الدم.
الجيش اللبناني لم يكن ولن يكون حرس حدود لإسرائيل، ولا شاهد زور عما يجري ضد أرضه وسيادته.
تسلمت إسرائيل الرسالة عبر ضابط مقتول وآخر جريح، حسب بيان الجيش، ولكن حضور سيارات الإسعاف وطائرة الإخلاء الطبي يؤكد أن الرقم أكبر بكثير.
عمّد الجيش اللبناني دفاعه عن تراب بلده باستشهاد ثلاثة عسكريين، وإعلامي فرضت عليه آداب المهنة أن يكون في المقدمة, دفاعا عن الأرض وشرف المهنة ولرفع كلمة الحق عاليا.
تعرف قوات العدو الصحفي من المقاتل والجندي، فهو يحمل إلى جانب قلمه وآلة التصوير شارة الصحافة الدولية.
ولكن المفاجأة التي أطلقها الجيش اللبناني أربكت العدو، وأصبح يفتش عن البطولات ضد المدنيين ومنازلهم، وضد من تصادفهم آلته التدميرية.
المواجهة بدأت بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي من أجل شجرة، أراد العدو أن يقتلعها من الجانب اللبناني بحجة أنها تحجب عنه رؤية ما يجري داخل الأراضي اللبنانية، واعتقد أنه يقوم بنزهة سيعمد بعدها إلى إشعال حطب الشجرة واللعب لعبة النار، دون أن يدري أن النار هذه المرة كانت مستعرة، من أجل أن تحرق من عبث بها.
ربما كانت إسرائيل تنتظر أن تُطلق عليها النار من جهة أخرى، غير الجيش اللبناني، ولكن الحكمة فوتت الفرصة.