وائل الحساوي

تصريحات الرئيس الأميركي أوباما جاءت لتزلزل أركان مفاهيم خاطئة أراد بعض الكارهين ترسيخها في مخيلة الملايين من البشر وهي ان الإسلام laquo;صِنْوraquo; ورديف للارهاب، وان كل من يدعو إلى الإسلام انما هو جزء من تنظيم القاعدة، وقد قال أوباما كلامه هذا وسط نقاش حساس وساخن في الاوساط الأميركية حول طلب المسلمين بناء مركز إسلامي في نيويورك قريب من مركز التجارة العالمية الذي فجره المجرمون في أحداث سبتمبر 2001 ليقطع الطريق على الفئات الصهيونية التي تنخر في الجسد الأميركي من أجل تحريضه على المسلمين، والتي نجحت في عهد بوش في تحويل الولايات المتحدة إلى معسكر عدائي لاضطهاد المسلمين وتحويل الولايات المتحدة إلى ما يشبه المعتقل الذي يطارد الناس بالشبهات وبالشكل وباللون وبالمعتقد، وبشعار laquo;من ليس معنا فهو ضدناraquo;.
ان النتيجة قد جاءت سريعة ردا على سياسة بوش حيث ازداد الإرهاب درجات وتحول الاصدقاء إلى اعداء وهرب الناس من السفر إلى الولايات المتحدة حتى الهنود والصينيين وغيرهم.
إن كلمة أوباما بأن المسلمين هم الأكثر تضررا من جرائم تنظيم القاعدة يجب ان تكون كافية لاقناع من يملك العقل والتفكير بأن القاعدة ليست إلا نبتا شيطانيا استمد مشروعيته من أفكار الخوارج ثم لبس ثوب الإسلام ليخدع الآلاف من المسلمين الجاهلين، وان التصدي له لا يكون إلا بفضح عقيدته وأساليبه والتي لا يقدر عليها إلا العلماء الربانيون الذين يفقهون دين الله وينشرونه بين الناس.
وماذا عن ساركوزي؟!
عجيب أمر هذا الدين، فكلما ضيّق عليه اعداؤه ازداد انتشارا وازداد تمسك الناس به، فعلى الدعاة إلى الله تعالى ان يستغلوا تلك الاحداث ليشرحوا حقيقة الدين للناس، ولنعلم بأن هنالك الكثيرين في العالم ممن ينشدون الحقيقة، ومتى أحسنا عرضها عليهم فإنهم سيستقبلونها، كما يجب على المسلمين الصبر على ما يصيبهم من مضايقات والبعد عن العنف مع سلوك الطرق القانونية للحصول على حقوقهم.
أعجبني حكم لمحكمة بريطانية بسجن بريطاني سنتين لانه نزع نقابا عن مسلمة بالقوة، وأتمنى من الرئيس الفرنسي ساركوزي ان يكف عن سياساته العدائية ضد المهاجرين وعلى رأسهم الجاليات المسلمة وان يقتدي بحكام الولايات المتحدة وبريطانيا في حسن التعامل مع المسلمين وان يكف عن حرب الحجاب والنقاب، وأنا متأكد من ان قضية منع الحجاب في فرنسا يمكن ان تسقط لو تصدى لها مجموعة من المحامين المتمكنين ليثبتوا بأنها تتناقض مع مبادئ الثورة الفرنسية ومع الدستور الفرنسي.
لقد استعانت فرنسا بالمسلمين العرب لبناء دولتها التي دمرتها الحرب فهل ترفسهم اليوم بعد ان انتهت حاجتها منهم؟! أما أحداث العنف التي وقعت من بعض المسلمين قبل سنوات فلا دخل لها بالارهاب بل سببها الاضطهاد الذي تعاني منه فئة كبيرة من الشباب الفرنسي.