فيصل محمد المرزوقي

تباكى السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني على ما حدث في البحرين للمعارضين المسالمين، وكما يقول لم يكسروا زجاجة، بل أكد على سلمية مطالبهم، وما كان ينبغي مواجهتهم بالقوة والسلاح!
بالرغم أن الوقائع تؤكد على أن مطالبهم وصلت إلى مرحلة إسقاط النظام، وبث الفوضى في كل المرافق العامة من مدارس، وجامعات، ومحاصرة المستشفيات، وإغلاق الطرقات الرئيسية، هؤلاء من وجهة نظر نصر الله مسالمون!
ثم عاب -نصر الله- على فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي موقفه من أحداث البحرين، مقارنة بموقفه من ثورة تونس ومصر وليبيا، وأخيرا أعلن السيد حسن نصر الله عن استعداد الحزب لتقديم الدعم المباشر للمعارضة البحرينية!
ولو عدنا بذاكرتنا قليلاً لتراءى أمام أعيننا ما ينقض وينسف حديث نصر الله، وقد تجلى ذلك باقتحام ميليشيا حزب الله بيروت، لفرض نفسها بقوة السلاح، مبرراً ذلك بأن هناك من أراد المساس بمكانة وسلاح حزب الله، بينما كان الحوار قائماً ولمن هناك ما يستدعي سفك الدماء، ترويع الآمنين!
ولماذا نعود بالذاكرة ولا ننظر للأحداث الجارية في سوريا، ها هي المجازر ترتكب من القوات الأمنية العلوية ضد مواطنين سوريا العزل، لم يحاوروهم ولم يتفاوضوا معهم، ولم يخرج لهم أي مسؤول، وإنما كان الرد بالرصاص!
فأين موقف نصر الله مما يحدث؟! والحديث يدور حول دور إن لم نقل تدخل مباشر لميليشيا حزب الله في هذه المواجهات، والأكيد أن خبراتهم في حرب الشوارع تجعل من اللجوء إليهم تصوراً مقبولاً!
لسنا في مقام التفنيد، بقدر الاستفزاز الذي لم يكن مقبولاً ممن تصورنا يوماً أنه قد يشكل درعا لهذه الأمة، ولطالما كنا بقلوبنا معه في معركة صيف 2006 مع العدو الصهيوني، ولكن منذ ذلك الوقت وهذا الحزب يتصاغر في مواقفه، ولعل حراك الشارع العربي أوجس في نفسه خيفة من أن يسحب البساط منه، وجعله يتقوقع في مذهبيته!
نتمنى على ولي عهد البحرين:
تم توقيف بعثات (40) طالبا بحرينيا من المبتعثين على نفقة الدولة، لإساءتهم لوطنهم إبان الأحداث التي جرت في البحرين، إنني أتمني، وأخص بالتمني على ولي العهد البحريني الشاب الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، بأن يتدخل لمراجعة هذا القرار، للتجاوز عنهم ليستكملوا تعليمهم، باعتبارهم شبابا يمكن القول إنهم مغرر بهم، لعل وعسى مثل هذه المواقف تعيدهم إلى جادة الصواب، وباللهجة المحلية (بطو عيونهم بخير ونعم البحرين عليهم)!