- أكمل الاحتراب الأهلي في السودان شهره الخامس في ظل تراجع كل البوادر التي يمكن أن تشير إلى أملٍ يلوح في الأفق قد ينهي هذه الحرب المجنونة.
- يرى البعض من المراقبين، والمتابعين بأن المشاكل، والكوارث الطبيعية التي شهدها العالم مؤخراً قللت من اهتمام الناس بما يحدث بين السودانيين، ويرى البعض أن الاهتمام الاقليمي، والدولي بمقاربة الأوضاع على الأرض السودانية، قد خف كثيراًَ، لدرجة أنه لم يعد يسمع إلاَّ عن آمرين الأول استمرار الاحتراب الأهلي الذي يتضرر منه المدنيين بالهجرة لدول الجوار، أو بالنزوح إلى مناطق جديدة غير مدنهم، وقراهم، وآخر الأخبار من هناك صادم، ومروع حيث يتبادل الطرفان المتحاربان التهم بمسئولية كل طرف عن قصف جوي تعرض له سوق في إحدى ضواحي العاصمة الخرطوم، وذهب ضحية ذلك القصف العشرات من المواطنين.
- الكل يعرف أن الجيش هو الطرف المتمكن من احتكار القوة الجوية منذ انطلاق هذا الصراع في منتصف شهر أبريل الماضي، والتنصل من المسئولية حول حادثة قصف سوق شعبي تثير التساؤل، كيف يقصف الدعم السريع المواطنين من الجو، وهو لا يملك قوة طيران نارية، هل هذا النفي من الجيش المالك الوحيد حسب المعلومات التي لدى الغالبية من الناس للقوة الجوية يعني بصورة أو أخرى أن قوات الدعم السريع أصبحت تملك هذا السلاح النوعي؟ وكيف توفر لها، ومتى دخل هذا العنصر الجديد في معادلة الصراع الأهلي السوداني، وماهي المآلات المتوقعة بناءً على كل ذلك.
- من الملاحظات الأخيرة على ما يحدث في السودان حالة الجدل الكبيرة، والغير مفهومة بين منظمة اقليمية هي الاتحاد الأفريقي، وبين وزارة الخارجية السودانية التي تعبر عن رأي قيادة الجيش السوداني، والتي استخدمت فيها عبارات غير لائقة في الخطاب السياسي الرسمي بين وحدات القانون الدولي التي هي الدول، والمنظمات، الأمر الذي لفت الغالبية من المراقبين في جدل وزارة خارجية السودان مع الامانة العامة للاتحاد الأفريقي هو خروج اللغة التي استخدمتها الخارجية السودانية عن المألوف، وتجاوز ذلك إلى « التهديد « ورأى البعض أن العلاقة المتوترة مع الاتحاد الأفريقي منذ انطلاق الاحتراب الأهلي أفقد السودان أي الجيش طرف مهم كان من الممكن أن يكون ذراعاً سياسياً فاعلاً للجيش في حربه مع قوات الدعم السريع.
- السؤال الذي قد يكون منطقياً في هذا السياق هو هل هناك علاقة بين طول فترة الصراع بين طرفين متحاربين وبين أن يصبح صراعهم ذاك منسياً، ولا يعني أحد.