رفع أتراكٌ صوراً للناطق باسم كتائب عز الدين القسام السيد أبو عبيدة على جسر في أنقرة وعلى أحد أجزاء سور اسطنبول. ورفع توانسة صوره على مدارج ملعب رادس. وحمل صوره متظاهرون. وصنع جمهور فريق مولودية الجزائر أجواء خيالية في المدرجات بتقديم أكبر (Tifo) لوحة فنية يشكلها انصار الفريق على المدرجات على الإطلاق للشخصية البارزة في المقاومة أبو عبيدة. وعلت الهتافات في عمان بعدما دعا الأردنيين إلى تصعيد الحراك الشعبي. ولا حاجة هنا إلى من يحثنا على الحراك الجهادي والشعبي. ففي ساحة الشهداء في صيدا وفي طرابلس وفي بيروت تكحّلت عيون اللبنانيين بصور عملاقة لـ «الناطق باسم الأمة». ولن تتأخر إحدى بلديات الضاحية الجنوبية لبيروت في إطلاق اسم أبو عبيدة على أحد شوارعها. ربما يأتي يوم، عساه قريباً، وتكرّمه وزارة الإعلام بتسمية أحد استديوات الإذاعة اللبنانية باسمه. ولن أُفاجأ أن يفتتح الوزير جبران باسيل مخيماً صيفياً لأشباله بحضور «أبو عبيدة» شخصياً أو من ينوب عنه.

عرف اللبنانيون في ستة عقود باقة «نوعية» من «الأبوات» ما زال اثنان منهم على قيد الحياة: أبو اللطف، أي فاروق القدومي الذي تخطت أعوامه الـ 92 وكان بمثابة وزير خارجية فلسطين في أعوام «فتح» الذهبية، وأبو مازن: محمود عباس (88 عاماً) وهما من رعيل أبو إياد ( صلاح خلف) وأبو جهاد ( خليل الوزير) وأبو الوليد (سعد صايل).

بعد الجيل الرابع ظهر على مسرح النضال أبو نضال (صبري البنا) مؤسس المجلس الثوري في حركة فتح وملهمه الفكري وأبو علي مصطفى أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين واسمه الرباعي مصطفى علي العلي الزبري وأبو موسى (سعيد مراغة) أمين سر «فتح الإنتفاضة» وأبو حسن (علي حسن سلامة) الأكثر وسامة وذكاء بين الأبوات، وهو العقل المدبّر لعملية ميونيخ (1972) والزوج السابق لملكة جمال الكون جورجينا رزق (1978)، ومن ألقابه الأمير.

وأبو الأبوات أبو عمار أي ياسر عرفات، هو نفسه محمد عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني بحسب شهادة الميلاد. وأبو عمّار بشهادة خصومه قبل محبّيه هو الرمز والرئيس والمؤسسس.

لم يتوقع الزعيم أبو عمّار أن يلقّب أحد القادة نفسه بـ «أبو الزعيم». فعلها عطالله عطالله وذلك قبل سنوات من بزوغ نجم «أبو عبيدة» المنتمي إلى جيل الأبوات الأصوليين. والملفت أن أبو عمار بدأ مشواره السياسي العام 1968 كناطق رسمي باسم فتح ومثله أبو عبيدة.

عاد أبو عمار إلى غزة رئيساً في العام 1994، وبعد ثلاثين عاماً أنظروا جيداً ماذا فعل لغزة أبو عبيدة وربعه؟