يتساءل المواطنون بدولة الكويت – وهي العضو في منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك (OPEC) و7 % من احتياطيات النفط الخام في العالم، ويعد صندوق الثروة السيادي التابع لها من أكبر الصناديق السيادية في العالم – عن أسباب قطع الكهرباء في فصل الصيف وقد تجاوزت درجة الحرارة 51 درجة مئوية (124 فهرنهايتية). وقد أعلنت وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة عن: «قطع مبرمج للتيار الكهربائي عن بعض المناطق عند الحاجة خلال فترة الذروة، تباعاً من الساعة 11 صباحاً إلى الساعة 5 مساء لمدة تتراوح بين ساعة وساعتين في حال استدعت الحاجة ذلك، وذلك لتجنب انقطاع التيار الكهربائي لفترة أطول»، حيث قطعت الكهرباء عن مناطق سكنية عدة رغم وجود الاطفال بالمنازل بسبب العطلة الدراسية السنوية وكذلك كبار السن المصابين بأمراض مزمنة. وبررت الوزارة الانقطاع بأنه نتيجة: «عدم قدرة محطات توليد الطاقة الكهربائية على استيفاء الطلب المتزايد على الأحمال الكهربائية خلال أوقات الذروة، إضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة». وحين نسأل ونتساءل نحن المواطنين عن حقيقة اضطرار الحكومة للجوء إلى قطع التيار الكهربائي بهذه الصورة المفاجئة وبطريقة مبرمجة نعلم يقيناً بان هناك «أزمة كهرباء» بالبلد بسبب الحر الشديد ولجوء المواطنين والمقيمين الى استخدام اجهزة التبريد والتكييف في منازلهم بصورة تفوق قدرة المحطات الكهربائية علي تحملها، وبخاصة أنها أنشئت قبل عقود عدة من الزمن حيث كان عدد سكان دولة الكويت يبلغ فقط 1.5 مليون فرد، وحالياً يبلغ عدد مواطنيها والمقيمين بها 4.5 ملايين فرد، وكل ذلك يحدث بسبب التردد بشأن بناء محطات كهرباء جديدة لتتناسب مع ارتفاع استهلاك الكهرباء بسبب الزيادة المهولة بعدد السكان، وزيادة اختراع الاجهزة الإلكترونية المستهلكة للكهرباء. ولا علم لي هل تمت صيانة هذه المحطات القديمة بشكل دوري، ام ان تغيير الحكومات بالدولة بصورة مستمرة تسبب في عدم الاهتمام بصيانة المحطات الكهربائية القديمة وعدم طرح مشاريع جديدة بمجال المحطات الكهربائية ؟ولماذا لم تخطط وزارة الكهرباء للسنوات المقبلة ضماناً لاستمرارية الكهرباء وعدم انقطاعها؟ لماذا لا تتوجه وزارة الكهرباء نحو استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بالتعاون مع معهد الكويت للأبحاث العلمية والذي تتضمن اختصاصاته: «اكتشاف موارد الثروة الطبيعية والحفاظ عليها، وخاصة موارد المياه والطاقة». كما أناط المرسوم الأميري بالمعهد: «مهمة تقديم الاستشارات البحثية والعلمية والتكنولوجية لكل من المؤسسات الحكومية والخاصة في دولة الكويت»؟!

أ.د. بهيجة بهبهاني