علي اوحيدة من بروكسل: نشرت السلطات السويسرية نهار الخميس أول تقرير شامل حول التواجد الإسلامي في البلاد ويعاين مختلف توجهات وانتماءات الطائفة الإسلامية. واكد التقرير الذي أشرفت عليه الحكومة السويسرية ونفذه المركز الاتحادي للهجرة في بيرن أن غالبية المسلمين الذين يعيشون في سويسرا حاليا يؤدون الفصل بين الدين والدولة ويحبذون الخيار العلماني في إدارة الشان العام. وبين التقرير ان سويسرا تعد حاليا 310 ألف مسلم ينتمون لطوائف و أصول واتجاهات مختلفة ومتعددة وان هذا الرقم يمثل عشرة أضعاف ما كان عليه عدد المسلمين في البلاد عام 1970. وبينت الدراسة السويسرية ان سويسرا أهملت لعدة سنوات عملية دمج المسلمين و انصهارهم داخلها وتجاهلت الأسئلة الملحة الواجب طرحها في التعاطي مع هذه الإشكالية.

وقال فرنسيس ماتيهي رئيس المركز الاتحادي للهجرة والذي صاغ التقرير ان مناخ إدارة ازمة الإرهاب وتطرف بعض الفئات من بين الطائفة الإسلامية الحقا أضرارا جسيمة بصورة المسلمين داخل المجتمع السويسري وشكك في عملية دمجهم في العديد من الحالات ضمن شرائح المجتمع الأخرى(…). واستندت الدراسة السويسرية على ما خلص إليه المعهد السويسري للبحوث حول الإسلام وعلى دراسات ميدانية طالت للمرة الأولى شخصيات إسلامية غير منتمية لجمعيات و هيئات دينية واجتماعية متعارف عليها. وخلصت الدراسة الى أن سويسرا تضم العديد من التيارات الإسلامية المتباينة بسب اختلاف الأصول التي ينحدر منها المسلمون وان عددا قليلا فقط من الرعايا المسلمين يؤدون كافة فرائض العبادة اليومية. ويتضح ان غالبية المسلمين في سويسرا تؤيد الخيار السياسي الديمقراطي والتعددية وفصل الدين عن الدولة و انه بالإمكان التوفيق بين ممارسة الدين والحياة في مجتمع علماني. ويحمل اكثر من ثلاثين ألف مسلم حاليا الجنسية السويسرية كما ان اكثر من نصف الجالية الإسلامية يتكون من أشخاص لا تزيد أعمارهم عن الخمس والعشرين عاما. وينحدر المسلمون في سويسرا من أصول تركية وبلقانية وعربية بالدرجة الأولى…