أسامة العيسة من القدس: اتهم أقدم أسير أردني لدى إسرائيل والمحتجز في مستشفى سجن الرملة، جهات إسرائيلية بمحاولة تصفيته.

وقدم سلطان العجلوني، الذي يوصف بعميد الأسرى الأردنيين، تصريحا مشفوعا بالقسم لمحامية نادي الأسير الفلسطيني حنان الخطيب، التي تمكنت من زيارته اليوم الثلاثاء.

وقال العجلوني، الذي يعاني أوضاعا صحية صعبة وبحاجة الى إجراء عملية جراحية نتيجة انسداد الأمعاء، انه نقل يوم الجمعة الموافق 23/9/2005 إلى مستشفى (مئير) في مدينة كفار سابا، بعد تدهور حاد على وضعه الصحي، وتبين انه يعاني انسدادا كاملا بالأمعاء "بسبب الإهمال والمماطلة وعدم تقديم العلاج اللازم" كما يقول.

وعلى اثر ذلك تقرر إجراء عملية جراحية له لاستئصال الجزء المغلق من الأمعاء. ولكن بعد 3 أيام من العلاج المكثف والصيام المتواصل حصل مرور للسوائل بالأمعاء ولذلك تم تعليق إجراء العملية، مع إمكانية إجراء العملية في أي لحظة.

وقال العجلوني انه يتم علاجه بأدوية عديدة أهمها الكورتيزون ومسموح أن يتناول الأكل المطحون والمصفى فقط.

وأضاف العجلوني في تصريحه انه بقي في مستشفى مئير لغاية يوم الاثنين 26/9/2005 حيث طلب العودة إلى السجن على مسؤوليته الخاصة بسبب إبقائه مقيد الأيدي والأرجل بالسرير طوال 24 ساعة واستحالة أداء الصلاة وقضاء الحاجة مع مراقبة مشددة ومسلحة بالإضافة إلى حادثة تعرض لها يوم السبت 24/9/2005.

وقال "في يوم السبت الموافق 24/9/2005 تم إحضار أسير آخر من سجن (اشمودت) إلى قسم الجراحة في مستشفى مئير-الطابق الرابع، وهو القسم نفسه الذي احتجز فيه، وتم وضع الأسير في غرفة أخرى ولم أتمكن من رؤيته. وفي صبيحة اليوم نفسه جاء احد الحراس الذين رافقوا الأسير الآخر وتحدث مع احد أعضاء الحراسة الخاصة المفروضة علي، ودارت محادثة قصيرة بينهما بدأ الشرطي خلالها يحرض الحارس الواقف على باب غرفتي، على إعطائي إبرة هواء بالوريد واستغلال فرصة انني نائم ومقيد، فاستغرب الحارس ذلك وقال للشرطي الآخرإن هذا سيسبب لي جلطة وكان رد الشرطي الآخر: هذا هو المطلوب ونرتاح ونخلص منه. ولكن الحارس رفض أن يستجيب لطلب هذا الشرطي".

وهنا تدخل الأسير سلطان موجهاً حديثه باللغة العبرية لحارسه واسمه (اساف) طالبا منه أن يفهم الشرطي الآخر انه يتحدث العبرية ومن المستحسن أن يتوقف عن كلامه وان لا يتكلم زيادة على ذلك. وفي تلك اللحظات دخل طاقم الحراسة إلى الغرفة وابلغ رئيس الطاقم بما يحدث، ولكن تفاجأ برده بأن ذلك لا يعنيه وعمله أن يفحص ويخرج.

ويقول سلطان ان هذه الحادثة أثارت الشك في نفسه، وعلى ضوء ما حصل طلب أن يخرج من المستشفى على عاتقه الشخصي.

ويضيف "ان كان طاقم الحراسة، هذه المرة جيدا، لا اعلم ماذا سيحدث عندما تتغير مناوبة الأمن ويأتي شرطي آخر يستجيب لمطالب الشرطي سيئ النية".

وعلى الفور طالب بالعودة إلى سجن هداريم، وبالغ الأسرى بالسجن، مروان البرغوثي وسمير قنطار وتوفيق أبو نعيم وطلب منهم إثارة الموضوع مع إدارة السجن. وأضاف العجلوني انه وضع القنصل الأردني محمد أبو وندي بتفاصيل ما حدث وطلب منه إبلاغ الخارجية الأردنية بالموضوع ومتابعة ذلك قانونياً.

وقال العجلوني انه وعلى ضوء ما حدث وسوء العلاج الطبي والإهمال الشديد فقد قرر أن لا يجري العملية في مستشفى إسرائيلي مهما كلف الأمر، ويطالب الحكومة الأردنية بإرسال وفد طبي مختص لمعاينته ومتابعة علاجه.

وناشد سلطان في تصريحه المؤسسات الحقوقية بإثارة الموضوع قانونياً وقضائياً وتقديم شكوى رسمية ضد الشرطي المتورط في الحادثة وتقديمه للمحاكمة.

ويذكر أن الأسير سلطان العجلوني هو أقدم أسير أردني في سجون الاحتلال ويبلغ من العمر 31 سنة ومعتقل منذ تاريخ 13/11/1990 ومحكوم بالسجن المؤبد.