طالباني يرحب بالتحقيق الأممي في شكاوى التصويت
دعوات لحكومة تشرف على انتخابات جديدة

أسامة مهدي من لندن : دعا 24 كيانا سياسيا عراقيا رافضا لنتائج الانتخابات النيابية الاخيرة احتجاجا على مايقولون انها عمليات تزوير وخروقات قد شهدتها الى تشكيل حكومة مؤقتة مهمتها الاشراف على الاعداد واجراء انتخابات جديدة تجري خلال ستة اشهر في حين رحب الرئيس العراقي جلال طالباني بقدوم بعثة من الامم المتحدة الى العراق للتحقيق في الشكاوى ضد انتخابات الخميس الماضي التي رفضت مفوضية الانتخابات اليوم اعادتها لكن الائتلاف العراقي الشيعي قال انه يتعامل مع الشكاوى باهتمام وعناية ويواصل اتصالاته مع القوى الفائزة لتشكيل الحكومة المقبلة .

وفي مؤتمر صحافي لعدد من زعماء الكيانات الرافضة في بغداد اليوم ان الاتجاه يسير نحو المطالبة بتشكيل حكومة جديدة تكون مهمتها محددة بالاعداد والاشراف على انتخابات جديدة خلال ستة اشهر تشكل بعدها اخرى على ضوء النتائج الجديدة في حين قالت مصادر عراقية ان هذه القوى قد لاتمانع ان تكون الحكومة المؤقتة برئاسة عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية الحالي والقيادي في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وان تقوم لجنة من الامم المتحدة بالاشراف على العملية الجديدة . وستنظم القوى السياسية الرافضة للانتخابات غدا الجمعة تظاهرات واعتصاما احتجاجا على نتائج الانتخابات وللمطالبة بحل المفوضية العليا للانتخابات لمساهمتها في التستر على التزوير . وقال ثائر النقيب الناطق الرسمي باسم رئيس الوزراء السابق رئيس القائمة العراقية اياد علاوي إن الجميع اتفقوا على رفض نتائج الانتخابات والدعوة لحل المفوضية العليا للانتخابات وإعادة الانتخابات ملمحا الى امكانية رفض شغل مقاعد في الرلمان الجديد موضحا إنه إذا قاطع النواب جلسات البرلمان فإن أي حكومة جديدة ستكون غير شرعية.

وفي رده على هذه الاحتجاجات قال الائتلاف العراقي الشيعي الموحد انه يواصل اجتماعاته اليومية لمتابعة ما آلت اليه الانتخابات التشريعية من نتائج.
واضاف الائتلاف في بيان صحفي وزعه اليوم انه يتعاطى مع هذا الملف بجدية لتكريس مبدأ الشفافية في عملية فرز الاصوات ويتعامل مع ملف الشكاوى بشأن الخروقات بأهتمام وعناية بالغين . واكد ان الائتلاف العراقي ابدى عناية خاصة بهذه الملفات وشكل لجانا خاصة بها كموضوع هيكلية الائتلاف و آليات عمله ونظامه الداخلي والحوار مع القوائم الفائزة بصدد تشكيل الحكومة المقبلة والتفاهم معها حول برنامج العمل الذي سيكون في اولوياته استتباب الامن وتعزيز الوحدة الوطنية واعادة بنائها .

ومن جهته رحب الرئيس العراقي جلال طالباني بقدوم بعثة من الامم المتحدة الى العراق للتحقيق في الشكاوى التي قدمها الكيانات السياسية ضد عمليات تزوير وخروقات قالت ان الانتخابات النيابية الاخيرة قد شهدتها . وقال بيان رئاسي ارسل الى quot;ايلافquot; اليوم ان طالباني تلقى اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية البريطاني جاك سترو هنأه فيه سيادته بانجاز العملية الانتخابية التي جرت الأسبوع الماضي. وأكد رئيس الجمهورية خلال المكالمة على ضرورة quot; تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم جميع مكونات وأطياف الشعب العراقي المتمثلة في القوائم الرئيسية التي ستشكل مجلس النوابquot; كما رحب الرئيس بفكرة مجيء بعثة من الأمم المتحدة إلى العراق للتحقيق في الشكاوى التي تقدمت بها أطراف سياسية بشأن نتائج الانتخابات الأولية التي أعلنتها المفوضية المستقلة للانتخابات quot;وأعرب عن استعداده لقبول النتائج التي ستتوصل إليها البعثة الدوليةquot; كما اشار البيان الرئاسي .

وقد نددت الاحزاب والتكتلات الرافضة للنتائج بتزوير نتائج الانتخابات وقررت مطالبة الامم المتحدة والجامعة العربية بالتدخل وعقدت هذه القوى اجتماعا في مقر حركة الوفاق الوطني العراقي التي يتزعمها اياد علاوي تم خلاله تشكيلغرفة عمليات شكلت بدورها ثلاث لجان مشتركة هي : لجنة متابعة الشكاوى والطعونات و لجنة خارجية تعمل على ابلاغ الجامعة العربية والأمم المتحدة بالخروق و لجنة داخلية تعمل على جمع الوثائق التي تؤكد حصول الخروق في الانتخابات.

وشاركت في الاجتماع اضافة الى القائمة العراقية بزعامة علاوي كل من جبهة التوافق العراقية (السنية) المكونة من الحزب الاسلامي بزعامة طارق الهاشمي ومؤتمر اهل السنة بزعامة عدنان الدليمي ومؤتمر الحوار الوطني بزعامة خلف العليان. كما حضر الاجتماعات صالح المطلك رئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني وعدد من الاحزاب والتيارات الصغيرة التي لم تحقق نتائج تذكر في الانتخابات. وأكد المطلك ان هناك تحركات ستجري في الداخل والخارج وعلى كل المحاور الدولية والعربية وأضاف ان الجميع يؤكد ان الانتخابات مزورة ولا يجوز الاعتراف بها . وقال انه لذلك سوف نفضح عمليات التزوير وسنطالب المجتمع الدولي والمجتمع العربي بالضغط لإسقاط هذه الانتخابات وإبطالها وتشكيل حكومة وحدة وطنية او حكومة انقاذ وطني تعد لانتخابات بعد تغير المفوضية وحل الميليشيات .

واعترضت جبهة التوافق العراقية بشدة اول من أمس على النتائج التي اعلنتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في بغداد والتي اشارت الى فوز الائتلاف العراقي الموحد الشيعي بـ 58% من اصوات الناخبين فيما تحفظت قائمة علاوي عن النتائج وقال مصدر فيها ان الكتل والتيارات السياسية المجتمعة قررت بعث رسائل الى الامم المتحدة والجامعة العربية واحاطتها بتطورات الوضع في العراق من اجل ممارسة الضغوط السياسية وإيجاد حلول للقضية التي اثرت بشكل كبير على الاوضاع داخل البلاد وما ستسفر عنها من تأثيرات على العملية السياسية في البلاد. ومن جهتها رفضت مفوضية الانتخابات اليوم اعادة الانتخابات او حل المفوضية . وقال عضو مجلس مفوضي المفوضية صفوت عزيز ان الخروقات كانت بسيطة وطبيعية خلال الانتخابات رافضا اعادة الانتخاب في أي مركز انتخابي كما شدد على ان المطالب بحل المفوضية غير قانونية لان الدستور هو الذي شكلها وان حلها من اختصاص البرلمان .