طرابلس: التقت بنيتا فيريرو فالدنر مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي الاربعاء مع الزعيم الليبي معمر القذافي في مسعى للافراج عن خمس ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني حكم عليهم بالاعدام في العام الماضي.
والتقت فيريرو فالدنر بالقذافي في مكتب أنيق مليء بالكتب في مجمع يخضع لحماية أمنية مكثفة في العاصمة طرابلس سعيا الى الافراج عن الممرضات والطبيب في الوقت الذي يسعى فيه الاتحاد الاوروبي وليبيا الى تحسين العلاقات بينهما.
ولدى سؤالها عن رد فعل القذافي قالت فيريرو فالدنر لرويترز "قال ان هذه القضية في يد القضاء وهو الذي سيبت فيها وان الشعب الليبي يشعر بحساسية كبيرة جدا جدا تجاه القضية."
وتقول السلطات الليبية ان الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني تعمدوا إصابة 426 طفلا بفيروس اتش.اي.في المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (ايدز) . وسجنوا منذ عام 1999 وحكم عليهم بالاعدام رميا بالرصاص في مايو/ ايار الماضي مما حال دون تحسن العلاقات بين ليبيا والاتحاد الاوروبي.
ولم تعبر فيريرو فالدنر عن امال كبيرة بحدوث انفراجة فورية بعد ان التقت لاكثر من ساعة مع الزعيم الليبي.
الا انها قالت لرويترز خلال رحلتها عائدة الى بروكسل انها حققت اهدافها الثلاثة الرئيسية من الزيارة وهي لقاء اسر الاطفال المصابين وزيارة السجناء وبحث القضية مع القذافي ورئيس الوزراء الليبي شكري غانم.
واضافت فيريرو فالدنر "انا اكثر تفاؤلا نوعا ما لانني ارى فعلا في الافق احتمالات تتعلق بكيفية حل هذه القضية في المستقبل غير البعيد جدا لكن الموقف لايزال بالغ الصعوبة."
وغادرت فيريرو فالدنر بروكسل متوجهة الى ليبيا في رحلة لم يعلن عنها مسبقا في ساعة متأخرة من يوم الاثنين والتقت في السجن بأربع من بين الخمس ممرضات البلغاريات وبالطبيب الفلسطيني كما التقت بأطفال اتهم الستة بتعمد اصابتهم بالفيروس في أول زيارة يقوم بها مندوب من الاتحاد الاوروبي للمسجونين. وتقترب بلغاريا من الانضمام للاتحاد الاوروبي.
ولا يقبل الاتحاد الاوروبي بالأدلة التي ادين على اساسها الستة ويعارض ايضا عقوبة الاعدام في جميع الاحوال.
وتجولت المسؤولة الاوروبية في المستشفى الواقع في مدينة بنغازي والذي شهد تفشي الاصابة بالفيروس وبالمرض عام 1999 والتقت بالاطفال المصابين بالمرض وأسرهم وكذلك الفريق الطبي الليبي المعالج.
وقالت فيريرو فالدنر للقذافي "لقد تأثرت كثيرا من لقاء الاطفال والاسر. ان الاصابة بالايدز أمر فظيع الا اننا نريد ان نعمل معكم لمنحهم أفضل علاج ممكن."
ومن المقرر أن يمنح الاتحاد الاوروبي مستشفى بنغازي أفضل التكنولوجيا والخبرة الاوروبية المتاحة لعلاج المصابين بالايدز وكانت زيارة فيريرو فالدنر تهدف الى انتكون لفتة تضامن مع ليبيا.
وتأتي زيارتها في الوقت الذي يسعى فيه الجانبان لتحسين العلاقات بعد قرار ليبيا عام 2003 التخلي عن برنامجها النووي وموافقة ليبيا على دفع تعويضات لأسر ضحايا تفجير طائرتي ركاب القيت المسؤولية فيهما على ليبيا.
وزار الزعيم الليبي بروكسل في اكتوبر/ تشرين الاول الماضي بناء على دعوة من رومانو برودي رئيس المفوضية الاوروبية في ذلك الحين.
ويدافع المتهمون الستة عن براءتهم ويقولون انهم أجبروا على الاعتراف تحت التعذيب. ومن المتوقع أن تصدر المحكمة الليبية العليا حكمها في دعوى الاستئناف التي أقاموها يوم 31 مايو/ ايار الجاري.
وبدأت محكمة في طرابلس يوم الثلاثاء بمحاكمة تسعة من رجال الشرطة الليبيين وطبيب اتهموا بتعذيب الستة لإجبارهم على الاعتراف بتعمد إصابة الاطفال بفيروس الايدز. وقالت المحكمة انها ستصدر حكمها في السابع من يونيو/ حزيران.
ويزور الرئيس البلغاري جورجي بارفانوف طرابلس يوم 27 مايو/ ايار بدعوة من القذافي ومن المتوقع أن يثير هذه القضية. ووصفت بلغاريا الحكم الذي صدر ضد الممرضات بأنه "ظالم" وأصرت على ضرورة اسقاط الاتهامات.
وتقول ليبيا انها تريد الانضمام الى الشراكة الاوروبية مع دول البحر المتوسط وهي مبادرة من الاتحاد الاوروبي لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين الاتحاد ودول حوض البحر المتوسط. ويشترط الاتحاد الاوروبي حل قضية الممرضات لمنح ليبيا الضوء الاخضر للانضمام الى هذه الشراكة.
التعليقات