طرابلس: قال مسؤولون ان محكمة ليبية برأت يوم الثلاثاء تسعة من رجال الشرطة الليبية وطبيبا من تهمة تعذيب خمس ممرضات بلغاريات لاجبارهن على الاعتراف بنقل عدوى فيروس (اتش.اي.في) المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) عمدا الى مئات الاطفال الليبيين.
وقال القاضي عبد الله عون رئيس المحكمة ان المحكمة رأت ان كل المتهمين غير مذنبين وبرأتهم من كل التهم المنسوبة اليهم.
وكانت محكمة ليبية قضت في العام الماضي باعدام الممرضات الخمس وطبيب فلسطيني بالرصاص لنقلهم العدوى عمدا الى 426 طفلا في مستشفى بمدينة بنغازي الشرقية.
وأدت القضية الى الاضرار بعلاقات ليبيا مع الاتحاد الاوروبي الذي رفض الادلة ضد الممرضات.
وقالت مفوضة العلاقات الخارجية للاتحاد الاوروبي بنيتا فيريرو فالدنر التي زارت الممرضات في الشهر الماضي وأثارت قضيتهم مع الزعيم الليبي معمر القذافي في محاولة لتأمين الافراج عنهم ان المحاكمة تشوبها اخطاء.
وقالت في بيان "لقد أصبنا بخيبة أمل كبيرة نتيجة للاجراءات في هذه المحاكمة."
واضافت "حرم محامون من منظمة محامون بلا حدود من الحصول على تأشيرات ولذلك لم يتمكنوا من حضور المحاكمة أو مساعدة موكليهم تمشيا مع المعايير الدولية المعتادة للقانون."
ودفعت الممرضات اللاتي استأنفن الحكم بانهن أرغمن على الاعتراف وقلن ان ليبيا جعلت منهن كبش فداء بدلا من الاعتراف بان عدوى فيروس (اتش.اي.في) ناتجة عن سوءاجراءات الوقاية الصحية. والممرضات في السجن منذ عام 1999 .
ومن المنتظر ان تصدر المحكمة الليبية العليا حكمها في الاستئناف المقدم من جانبهن يوم 15 نوفمبر تشرين الثاني.
وكان المسؤولون البلغاريون يأملون في ادانة رجال الشرطة مما قد يساعد على الغاء ادانة الممرضات.
وقال عثمان بيزنطي محامي الممرضات انهم قد يقدمون استئنافا ضد احكام البراءة التي صدرت يوم الثلاثاء.
وقالت جيرجانا جرانشارونا نائبة وزير الخارجية البلغارية ان "القرار محبط بلا شك لكنه ليس قرارا نهائيا .. انه يثير بالتأكيد تساؤلات حول كفاءة نظام المحاكم الليبي." .
وقال جمعة المشري ضابط الشرطة الذي تولى رئاسة التحقيق ضد الممرضات انه كان واثقا دائما من البراءة. وقال انهم لم يشكوا اطلاقا في صدور هذا الحكم لانهم ابرياء.
وقال الشهود ان بعض انصار واقارب المتهمين الليبيين بكوا من الفرح عندما سمعوا بالقرار.
وقد وصف الاتحاد الاوروبي الذي تـأمل بلغاريا ان تنضم اليه قريبا احكام الاعدام ضد الممرضات بانها عقبة رئيسية امام اتجاه الزعيم الليبي معمر القذافي نحو تجديد العلاقات مع الغرب.
لكن القذافي يتعرض ايضا لضغوط شديدة من عائلات الاطفال الذين يطالبون بمعاقبة المسؤولين عن اصابتهم. وتقول ليبيا ان 50 طفلا توفوا بالايدز حتى الان.
وقام الرئيس البلغاري جورجي بارفانوف وفيريرو فالدنر بزيارة ليبيا في الشهر الماضي.
وقالت الحكومة الليبية انه يمكن تسوية القضية اذا حصل الضحايا على تعويضات مالية أو دية. في هذه الحالة يمكن للعائلات ان تتنازل عن احكام الاعدام.
ورفضت بلغاريا قائلة ان ذلك يعني الاعتراف بالذنب.
وتسعى بلغاريا وحلفاؤها الى تقديم مخرج للقذافي بتقديم معدات طبية وخبرة وبعض المساعدات المالية للمستشفيات والاطفال.
وترغب ليبيا والاتحاد الاوروبي في تحسين العلاقات في اعقاب قرار طرابلس في عام 2003 بتفكيك برنامجها النووي والاتفاق على دفع التعويضات عن تفجير طائرتي ركاب في الثمانينات القي اللوم فيهما على ليبيا.
التعليقات