ريما زهار من بيروت: بعد انتهاء الانتخابات النيابية في مرحلتها الثالثة في جبل لبنان والبقاع والتي اتسمت بالمعركة الانتخابية الحقيقية جاءت ساعة المساءلة. خلافًا عن نتائج كل من لبنان الجنوبي وبيروت، اتت انتخابات جبل لبنان خصوصًا لتعبر عن الارداة الشعبية الحقيقية بعد الانسحاب السوري من لبنان. مع هذا يقول المحلل السياسي جورج عيد ل"إيلاف" يجب الانتظار بضعة ايام للتحليل الحقيقي لهذه الانتخابات التي تعتبر شرعية منذ العام 1972.

ان توزيع المقاعد النيابية بين الوجوه الجديدة في القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر يعتبر عاملًا اساسيًا في المستقبل السياسي القريب. لكنه غير كاف لتقييم موضوعي للثقل السياسي والقاعدة الشعبية للزعماء اللبنانيين وخصوصًا المسيحيين منهم.

بمعنى آخر، على المحللين السياسيين استخلاص القوى الحقيقية لكافة الاحزاب من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والاصلاحية الكتائبية في كل من بعبدا وعاليه قبل ان تعممها على سائر المحافظات لان قانون ال2000 اعطى صورة خاطئة عن التمثيل الحقيقي لكافة الفئات .

وفي الشوف ايضًا يجب تحليل القوى الموجودة من حزب الاحرار الى التيار العوني الى القوات اللبنانية وكذلك الامر في دير القمر وفي زحلة. والغرض من هذا التحليل ليس فقط معرفة حجم القوى الموجودة في جبل لبنان بل ايضًا للتعويض عن عدم العدالة في التقسيمات الانتخابية لقانون 2000.

فالبلد يستعد لاستحقاقات كبيرة واساسية ولفتح ملفات حيوية خلال الاشهر القريبة المقبلة، هذه الملفات تحدد مصير اللبنانيين، ولا يمكن التعاطي معها الا من خلال الاخذ بعين الاعتبار نسيج القوى التي يتشكل منها المجتمع اللبناني.

غير ان قانون ال2000 والتحالفات المتسرعة التي شكلتها الانتخابات النيابية اعطت صورة مشوهة عن اللعبة السياسية خصوصًا في بعبدا عاليه وفي الشوف. ان مناقشة هذه الملفات الكبيرة تستوجب اشراك كل القوى السياسية، آخذة بعين الاعتبار الفائزين بالمقاعد النيابية الى جانب فئات أخرى لم يحالفها الحظ.

ويضيف :"ولهذا فعلى التيار العوني والقوات اللبنانية ان يتحدا من اجل معالجة القضايا الملحة المطروحة ومنها القانون الانتخابي والتمثيل الصحيح في كل من السلطتين التشريعية والاجرائية، لذلك يجب ان تراعى النتائج في كل من جبل لبنان وزحلة على صعيد التوازن الوطني، وهذا التوازن كان ضروريًا بعد سلب الارادة الشعبية خلال 15 عامًا، واليوم اكثر من اي وقت مضى على كل من القوات اللبنانية والتيار العوني ارساء قواعد مشتركة متجاوزين الخلافات الصغيرة من اجل مصلحة لبنان الغد".