نبيل شرف الدين من القاهرة: بعد سلسلة من المواقف والتصريحات الحادة التي اتخذها د. محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر خلال الأيام الماضية، في سياق تعقيبه على ما ورد في المحاضرة المثيرة للجدل التي ألقاها بابا الفاتيكان في مسقط رأسه في ألمانيا، استقبل اليوم شيخ الأزهر مايكل لويس فيزجيرالد سفير الفاتيكان في القاهرة الذي زار الأزهر على رأس وفد رفيع المستوى .
وعقب اللقاء أعرب الدكتور محمد سيد طنطاوي عن أمله في أن تبقى العلاقات الطيبة مزدهرة بين الأزهر والفاتيكان، وأن يسودها الاحترام المتبادل والإخاء الانساني والمحبة .
وجدد شيخ الازهر التأكيد على أن ما قاله الامبراطور البيزنطي قبل 600 عام، وأساء فيه إلى الإسلام ورسوله كان غير صحيح وان الاسلام لم ينتشر بحد السيف كما ادعى المقال، مطالبا رجال الدين بأن يسود بينهم الاحترام المتبادل والتحاور بأسلوب علمي مهذب بعيدا عن الإساءةquot;، على حد قوله .
وقبل أيام صرح شيخ الازهر ـ خلال لقائه في حفل الافطار السنوي الذي أقامته جمعية رجال الاعمال في الاسكندرية ـ بأنه ستكون هناك جولة ثانية من الحوار مع الفاتيكان لتوضيح المفاهيم الصحيحة عن الدين الاسلامي، باعتباره دينا يخاطب البشرية جمعاء ويدعو الى السلام والأمن، ونبذ العدوان والكراهية بين الناس جميعاً .
سفير الفاتيكان
وانتقد شيخ الأزهر بعض وسائل الإعلام التي قال إنها تتحدث عما أسماه quot;الأسلوب الخاطئ لحرية التعبير، وتسيء إلى الأنبياءquot;، مشيرا الى اهمية دور رجال الدين لتوضيح الحقيقة بأسلوب علمي هادئ .
وأوضح طنطاوي أن سرد القصة التى نقلها بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر في محاضرته في ألمانيا واستدل فيها ببعض اقوال الامبراطور البيزنطي لم يكن لها داع، وكان ينبغي على البابا ان يعلق عليها ويوضحها بدلا من مجرد نقلهاquot;، حسب تعبيره .
من جانبه أعلن سفير الفاتيكان لدى القاهرة عقب المقابلة أن امين عام العلاقات مع الدول ـ وهو الشخصية الثانية في الفاتيكان بعد البابا ـ سيقوم بزيارة إلى مصر قريبا .
وأضاف السفير انه قدم لشيخ الازهر نص الترجمة للمحاضرة التي ألقاها بابا الفاتيكان في ألمانيا، مصحوبة بالترجمة العربية للقاء الذي دار بين البابا وسفراء الدول العربية والاسلامية لتأكيد الاحترام للاسلام والمسلمين .
تجدر الإشارة إلى أن البابا بنديكتوس الذي يتزعم أكثر من مليار كاثوليكي في أنحاء العالم، كان قد عبر عن أسفه ثلاث مرات خلال الأيام الماضية، لردود الفعل التي سببها خطابه والذي استخدم خلاله اقتباسا يرجع الى القرن الرابع عشر عن الامبراطور البيرنطي مانويل باليولوجوس الثاني، الذي قال ان الرسول محمد لم يأت الا بكل شر مثل quot;أمره بنشر الدين الذي يدعو اليه بحد السيفquot;.
التعليقات