احدى الساحات العامة في براغ (تصوير الياس توما)
الياس توما من براغ : أشار أحدث استطلاع للرأي في جمهورية التشيك أن 53% من المواطنين هنا يريدون أن يكلف الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس إحدى الشخصيات غير الحزبية بتشكيل الحكومة المؤقته كيتقود البلاد إلى حين إجراء انتخابات نيابية مبكرة بدلا من تكليف شخصية حزبية سواء من الحزب المدني اليمني الديمقراطي أو من الحزب الاجتماعي الديمقراطي الذي يصنف بأنه من تيار يسارالوسط.

واظهر الاستطلاع أن 38 % من التشيك يفضلون في المحاولة الثانية لتشكيل حكومة إعطاء الفرصة لرئيس الحكومة السابق الرئيس الحالي للحزب الاجتماعي الديمقراطي أقوى أحزاب الائتلاف الحاكم ييرجي باروبيكفي حين يريد 30% أن تعطى الفرصة من جديد لرئيس الحزب المدني ميريك توبولانيك بينما قال 30% أنهم يفضلون أن تعطى الفرصة لإحدى الشخصيات السياسية من الحزب المدني لكن غير رئيس الحزب توبولانيك . وقد جاء الإعلان عن نتائج هذا الاستطلاع بعد ساعات قليلة من إعلان الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس انه سيقبل يوم الأربعاء القادم استقالة حكومة ميريك توبولانيك التي أخفقت يوم الثلاثاء الماضي في الحصول على ثقة البرلمان ثم سيدعو القيادات السياسية للأحزاب البرلمانية إلى اجتماع لبحث الخطوات اللاحقة للخروج من الوضع الحالي حيث يصعب تشكيل حكومة تتمتع بالاستقرار بالنظر لانقسام مقاعد البرلمان التشيكي بشكل متساو تماما بين اليسار واليمين .

ويؤكد الرئيس كلاوس انه لن يتخذ أي قرار حاسم ومفصلي في مسألة تشكيل الحكومة القادمة إلا بعد الانتهاء من الانتخابات المحلية والانتخابات الجزئية إلى مجلس الشيوخ التي ستجري في 20 و21 من هذا الشهر كي لا تصبح قصية تشكيل الحكومة موضوعا انتخابيا للأحزاب المتنافسة فيها. ووفقا للدستور يمكن للرئيس أن يكلف نفس الشخصية التي كلفها في المرة الأولى بتشكيل حكومة جديدة في حال تقديم هذه الشخصية والمقصود هنا عمليا توبولانيك بتقديم اقتراح أو مشروع للحكومة مخالف لحكومة الأقلية التي لم تنجح في كسب ثقة البرلمان أو بتكليف شخصية أخرى أما في حال إخفاق هذه الشخصية بالحصول على ثقة البرلمان فتنقل مسالة اقتراح الرئيس الثالث للحكومة إلى أيدي رئيس مجلس النواب وفي حال تكرار الإخفاق تتم الدعوة إلى انتخابات مبكرة .

واظهر الاستطلاع أن ثلاثة أخماس التشيك يعتقدون انه يتوجب إجراء انتخابات نيابية مبكرة في البلاد الأمر الذي يسعى إليه الحزب المدني وحزب الخضر فيما لا يوافق بعد على هذا الخيار الحزب الاجتماعي الذي يعتقد رئيسه باروبيكانه يجب أن يمنح الفرصة هو باعتباره يترأس ثاني أقوى حزب في البرلمان لتشكيل الحكومة وان اللجوء إلى خيارتشكيل حكومة تكنوقراطية يجب أن يتم بعد إخفاق المحاولة الثانية لتشكيل الحكومة أما اللجوء إلى الانتخابات المبكرة فيجب أن يتم بعد اخفق المحاولة الثالثة كما ينص على ذلك الدستور.

وحسب باروبيك فان هذه الانتخابات يجب أن تتم بعد عام ومن الأفضل بعد عامين فما يرى الحزب المدني الذي لا تزال شعبيته الأعلى في البلاد أن أفضل موعد لإجراء الانتخابات النيابية المبكرة هو ربيع العام القادم . يذكر أن حكومة توبولانيك التي أخفقت في الحصول على ثقة البرلمان شددت على أنها ستكون حكومة مؤقتة أي حتى الربيع القادم وأنها ستعمل خلال تلك الفترةعلى تعديل النظام الانتخابي بحيث يجري تخفيض عدد أعضاء البرلمان من 200 إلى 199 حنى لا يتكرر ما جرى في انتخابات حزيران يونيو الماضي حيث يمتلك اليسار 100 مقعد فيه مقابل امتلاك اليمين المئة الأخرىا لأمر الذي يجعل من الاستحالة على طرف أن يشكل حكومة مستقرة من دون دعم أو على الأقل تسامح حزب من المعسكر الأخر الأمر الذي لا يبدو انه ممكن في ظل التنافر القائم بين قيادات المعسكرين والاختلافات غير القليلة في برامجها .