استبقها بإعلان اعتذاري على صفحة كاملة بالأهرام:
بدء محاكمة النائب المصري طلعت السادات عسكرياً


نبيل شرف الدين من القاهرة : بينما بدأت اليوم الأربعاء وقائع المحاكمة العسكرية للنائب المصري طلعت السادات، ابن شقيق الرئيس الراحل أنور السادات، على خلفية اتهامات وجهت إليه بترويج شائعات، وإهانة القوات المسلحة، فقد خرجت صحيفة اليوم quot;الأهرامquot; كبرى الصحف المصرية، وقد احتل صفحتها الأخيرة بالكامل إعلان مدفوع الثمن نشره طلعت السادات وتصدرته صورة ضخمة للرئيس حسني مبارك وأخرى لطلعت السادات ذاته وإلى جوارها صورة ثالثة بنفس الحجم للمشير حسين طنطاوي وزير الدفاع المصري، كما تصدر الإعلان الأية الكريمة quot;إن حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدلquot; .
وتضمن الإعلان الدعائي مدفوع الثمن بياناً ممهوراً بتوقيع quot;عائلة الساداتquot;، أكدت فيه أن طلعت السادات يُكنّ كل الاحترام والتقدير للقوات المسلحة ورجالها، ولم يكن يقصد توجيه أي إهانة إلى القوات المسلحة، خلال تصريحاته في البرنامج التلفزيوني، وهي التصريحات التي وصفها بيان طلعت السادات بأنها جاءت في سياق quot;حديث الذكرياتquot; . ووفقا لخبراء قانونيين فإن طلعت السادات يواجه في حالة إدانته عقوبة قد تصل إلى الحبس ثلاث سنوات.

ردود فعل
وفي الوقت الذي قرر فيه النائب العام المصري حظر النشر في قضية طلعت السادات، فقد أعربت سبع منظمات حقوقية مصرية عن بالغ انزعاجها، بشأن إسقاط الحصانة البرلمانية عنه وإحالته على القضاء العسكري على النحو المتسارع الذي اكتنف الإجراءات التي اتخذت بحق النائب البرلماني .
وفي خطوة عقابية أخرى له على تصريحاته، أجرى مجلس الشعب (البرلمان) تعديلا مفاجئا على جدول اعمال لجنة الدفاع والأمن القومي، والذي كان مقررا فيه مناقشة قضية النائب طلعت السادات ، فقد صدرت تعليمات لفاروق طه رئيس اللجنة بحظر الكلام في القضية، وتوجيه مسار الاجتماع الي بيان بتهنئة القوات المسلحة بمناسبة ذكري نصر السادس من أكتوبر .
وقالت المنظمات الحقوقية السبع في بيانها المشترك إن تصريحات النائب طلعت السادات بشأن المسؤولية عن اغتيال الرئيس الراحل، لم تخرج عن نطاق الحماية المكفولة دستورياً للحق في حرية التعبير بموجب الدستور المصري، والاتفاقيات الدولية الملزمة للحكومة المصرية، وفي مقدمتها quot;العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسيةquot;، وquot;الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوبquot;، وقد أدان بيان المنظمات السبع قرار محاكمة طلعت السادات أمام محكمة عسكرية، وأكدت موقفها الدائم بشأن حق المدنيين في المحاكمة أمام القضاء المدني الطبيعي .
وكان المدعي العام العسكري في مصر قد أطلق سراح طلعت السادات يوم السبت الماضي بكفالة مالية، بعد أن وجهت له النيابة العسكرية عدة اتهامات، حول إهانة القوات المسلحة وترويج شائعات من شأنها تكدير الرأي العام، ونفى طلعت هذه الاتهامات جملة وتفصيلاً، قائلاً إن ما تحدث عنه إلى وسائل الإعلام عن ظروف وملابسات اغتيال عمه الرئيس الراحل أنور السادات، ليس أكثر من نقل لما يردده ملايين المصريين في مجالسهم الخاصة .
وأدلى طلعت السادات بتصريحات مثيرة للجدل عبر إحدى الفضائيات الخاصة، قال فيها إن اغتيال عمه الرئيس الراحل كان نتيجة مؤامرة دولية شارك فيها حرسه الخاص وبعض قادة القوات المسلحة إضافة لدول أجنبية أبرزها إسرائيل وليبيا وسورية، وطالب بفتح تحقيق دولي لكشف ملابسات الاغتيال على غرار اللجنة التي تم تشكيلها لكشف ملابسات اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري .