إريتريا تواصل وساطتها لاحقاً لدى متمردي دارفور
البشير وجبهة الشرق يوقعان اتفاقاً للسلام بأسمرا
نبيل شرف الدين من القاهرة : غادر أحمد أبوالغيط وزيرة الخارجية المصري القاهرة اليوم السبت متوجهاً إلى العاصمة الاريترية أسمرة للمشاركة نيابة عن الرئيس المصري حسني مبارك، في الاحتفال الذي يقام هناك بمناسبة توقيع اتفاق السلام الشامل بين الحكومة السودانية وجبهة الشرق المتمردة، برئاسه موسى محمد أحمد على أربعة بروتوكولات تمثل اتفاقا نهائيا للسلام بين الطرفين وهي قسمة السلطة، الترتيبات الأمنية، قسمة الثروة، وآليات وجداول التنفيذ .
وحسب مصادر دبلوماسية مصرية وسودانية فإن هذا الاتفاق يأتي مكملا لاتفاق السلام الشامل في جنوب السودان، واتفاق سلام دارفور، الذي جرى التوقيع عليه في أيار (مايو) الماضي لتكتمل بذلك جهود إحلال السلام الشامل والاستقرار في كافة ربوع السودان بما يضمن الحفاظ على وحدة السودان واستقراره وسلامة أراضيه . وأعلن البيت الابيض أن الرئيس الأميركي جورج بوش قرر الإبقاء على كافة العقوبات المفروضة على الحكومة السودانية، واضاف اليها منع أي تعامل متصل بالأنشطة النفطية والبتروكيماوية .
وساطة إريترية
من جانبه وصف عبد الله مسار مستشار الرئيس السوداني اتفاق السلام بين الحكومة السودانية وجبهة الشرق، بأنه اتفاق مكمل لاتفاقى نيفاشا وأبوجا ، اللذين وقعتهما الحكومة السودانية من قبل مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بالجنوب وبعض الفصائل المتمردة في اقليم دارفور غرب البلاد .
وأوضح مستشار الرئيس السوداني ـ في مقابلة مع إذاعة quot;صوت العربquot; جرت عبر الهاتف من الخرطوم ـ أنه بتوقيع هذه الاتفاق سيتم الانتهاء تماما من مشكلة شرق السودان .
وحول ما تردد من أنباء عن وساطة اريترية لحل أزمة اقليم دارفور، أكد مستشار الرئيس السوداني صحة هذه الأنباء، معربا عن أمله في أن تنجح هذه الوساطة الايترية في إنهاء أزمة دارفور، كما سبق ونجحت في التوصل إلى حل لأزمة الشرق .
وكانت دولة اريتريا قد استضافت على مدى الأشهر الأربعة الماضية مفاوضات الحكومة السودانية مع جبهة الشرق ،وهي المفاوضات التي توجت بالتوصل الى اتفاق سلام يتضمن بروتوكولات خاصة بالترتيبات الأمنية وتقاسم الثروة وتقاسم السلطة .
ويبقي المرسوم الذي وقعه بوش تجميد كل أرصدة الحكومة السودانية في الولايات المتحدة، الذي فرضه الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 1997، ويستند المرسوم الى quot;سياسات الحكومة السودانية وتصرفاتها التي تنتهك حقوق الانسان وخصوصاً في دارفورquot; بجنوب السودان الذي يشهد حربا أهلية .
تفاصيل الاتفاق
ويبدأ الاحتفال عصر اليوم بالقصر الرئاسي باسمرا بكلمات ممثل الحكومة والوسيط الاريتري وجبهة الشرق، فضلاً عن كلمتين لكل من الرئيس السوداني عمر البشير، والرئيس الاريتري أسياسي افورقي، ويتخلل الاحتفال حفل غنائي والإنشاد الديني من قبل فرق غنائية سودانية واريتريية .
وكان الطرفان ـ الحكومة السودانية وجبهة الشرق ـ قد اتفقا على الجدول الزمني لتنفيذ اتفاق السلام الذي يبدأ من اليوم التالي للتوقيع مباشرة حيث تم تكوين لجان مشتركة في مختلف المجالات للبرتوكولات المختلفة بضمان اريتريا.
ويتضمن الجدول الزمني كذلك آليات التنفيذ في مجال الترتيبات الأمنية والعسكرية وكيفية دمج الجيشين خلال مدة ثلاثة أشهر على أن تبقى قوات جبهة الشرق لمدة خمس سنوات في أماكنها ما لم يتعرض السودان لعدوان خارجي.
وحدد الجدول مدة ستة شهور لتنفيذ الشق السياسي، وخمس سنوات لمجالات التنمية، التي تبدأ منذ تكوين لجان صندوق التنمية والهياكل التي يقوم عليها الصندوق، مع مراعاة وضع البرامج حيث يبدأ التنفيذ خلال عام 2007 بمبلغ 100 مليون دولار على ان تقسم بواقع 125 مليون دولار لكل سنة خلال 5 سنوات.
التعليقات