واشنطن: اجرى الرئيس الاميركي جورج بوش السبت مشاورات مع القادة العسكريين الاميركيين حول سبل مواجهة التدهور الخطير في الوضع الامني في العراق الذي بات يشكل ضغطا من اجل التغيير. وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض نيكولا غيومار ان هذا المجلس الحربي استمر تسعين دقيقة لكنها لم تشر الى اي قرارات محددة.

واضافت ان المشاورات تناولت quot;طبيعة العدو والتحديات في العراق وافضل الوسائل لتطبيق استراتيجيتنا والرهانات لتحقيق النجاح من اجل المنطقة ومن اجل امن الاميركيينquot;. واوضحت ان هذه المشاورات جزء من عملية quot;تشاور منتظمةquot; وتشكل الثالثة من نوعها، مشيرة الى ان بوش يعتزم عقد اجتماع مماثل في الاسابيع المقبلة.

وتجري هذه المشاورات بينما يشهد العراق تصاعدا في اعمال القتل وتحديا اكبر من جانب الميليشيات الشيعية لسلطة الحكومة المركزية، وسجل الجيش الاميركي اكبر عدد من الخسائر في صفوفه خلال شهر واحد منذ غزوه هذا البلد في آذار/مارس 2003 . كما تأتي قبل اسبوعين من الانتخابات التشريعية الاميركية التي ستجري في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل ويشكل العراق فيها قضية اساسية.

وعلى الرغم من الضغوط التي يمارسها اعضاء حزبه، رفض بوش السبت اي تغيير اساسي في الاستراتيجية وانسحاب مبكر من العراق وفضل الحديث عن quot;تعديلاتquot; تكتيكية. وقال في خطابه الاسبوعي ان quot;هدفنا في العراق واضح وثابت: انه تحقيق النصر. ما يتغير هو التكتيك الذي نستخدمه لتحقيق هذا الهدفquot;. واضاف quot;هناك شىء واحد لن نفعله: لن نسحب قواتنا من ميدان القتال قبل انجاز مهمتناquot;.

وتحدث بوش السبت عن quot;تعديلاتquot; تكتيكية خلال اجتماعه مع الجنرال جورج كيسي قائد القوة المتعددة الجنسيات في العراق والجنرال جون ابي زيد قائد القوات الاميركية في المنطقة، والجنرال بيتر بايس رئيس اركان الجيوش الاميركية. كما حضر الاجتماع وزير الدفاع دونالد رامسفلد ونائب الرئيس الاميركي ديك تشيني والسفير الاميركي في بغداد زلماي خليل زاد ومستشاري الرئيس للامن القومي ستيفان هادلي وجاك كروش.

وشارك كيسي وخليل زاد بالدائرة المغلقة من بغداد. وبين الحلول المطروحة بدون اجراء تغييرات كبرى، مراجعة خطة احلال الامن في بغداد التي يفكر فيها الجيش الاميركي حاليا.

وكانت صحيفة quot;ذي غارديانquot; البريطانية ذكرت السبت ان لندن وواشنطن تدرسان ثمانية خيارات لتجاوز المأزق العراقي بدء بانسحاب قوات التحالف وانتهاء بتعزيزها، مرورا باشراك سوريا وايران في ايجاد حل والرغبة في استبدال رئيس الوزراء نوري المالكي.

وذكرت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; على موقعها على شبكة الانترنت السبت ان الولايات المتحدة ستقدم للحكومة العراقية برنامجا زمنيا لمعالجة اعمال العنف المذهبية والوضع الامني وستهدد بعقوبات ما لم يتم تنفيذه. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اميركيين كبار ان تفاصيل البرنامج الذي سيقدم لرئيس الحكومة العراقية قبل انتهاء السنة الجارية، ما زالت قيد الاعداد.

واوضح هؤلاء المسؤولون ان البرنامج يتضمن للمرة الاولى مطالب محددة على الحكومة العراقية تنفيذها مثل نزع اسلحة الميليشيات الطائفية، ونقاطا سياسية واقتصادية عسكرية يفترض ان تؤدي الى احلال الاستقرار في هذا البلد.

وتابعت الصحيفة ان البرنامج لا يتضمن تهديدا لحكومة المالكي بسحب القوات الاميركية من العراق، لكن مسؤولين عدة قالوا ان ادارة الرئيس جورج بوش يمكن ان تدرس تغييرات في استراتيجيتها العسكرية وعقوبات اخرى اذا امتنع العراق عن تبني البرنامج او فشل في تنفيذ النقاط الواردة فيه.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) يشارك في وضع البرنامج انه تتم مشاورة المسؤولين العراقيين اثناء وضع هذه الخطة الاساسية وسيدعون لتوقيعه قبل نهاية العام الجاري. ونقلت الصحيفة عن مسؤول اميركي قوله quot;اذا لم يتمكن العراقيون من تحقيق ذلك، سيكون علينا اعادة النظرquot; في الاستراتيجية الاميركية في العراق.

ويقوم باعداد البرنامج الجنرال جورج كيسي والسفير زلماي خليل زاد، اللذان يحتلان اعلى منصبين عسكري ومدني في العراق، الى جانب مسؤولين في البنتاغون.