إيلاف - سامية المصري : تسببت وزيرة السويد المسلمة نيامكو سابوني, 37 عاماً, بإثارة عاصفة من الجدل لمعارضتها ارتداء النقاب. وطالبت وزيرة المساواة والتكامل بتجريم الترتيبات لزواجٍ تعارضه الفتاة وألا تتلقى المدارس الدينية تمويلاً حكومياً وأن يتعلم المهاجرون اللغة السويدية ويجدوا عملاً لأنفسهم.

يعتقد مؤيدو حكومة يمين الوسط التي تسلمت مقاليد الحكم الشهر الماضي أن رفض الوزيرة القاطع للاختلاف الثقافي سيكون مفتاحاً للتغيير عبر أوروبا, كما يدعوها نقادها بالمتشددة, كما قالت الصحافية هيلينا فريث باول من صحيفة صنداي تايمز البريطانية.

ورداً على ذلك تقول سابوني: quot;لست كذلك. إنما هدفي الذي أسعى إليه هو دمج المهاجرين في المجتمع, بحيث ينشأ أطفالهم كما ينشأ أي طفلٍ سويدي الأصول.quot;

وتعتقد أن على المهاجرين أن يتقنوا تعلم اللغة السويدية كما فعلت هي حينما جاءت من أفريقيا في عامها الثاني عشر, وألا ينعزلوا بأنفسهم عن السكان المحليين.

وقالت بهذا الخصوص: quot;إن اللغة والعمل هما العاملان الأكثر تأثيراً في اندماج المهاجرين في مجتمعهم الجديد. فإن أراد أحدهم أن يصبح مواطناً سويدياً فعليه أن يتلقى أساسيات لغة أهل البلاد.quot;

ناقشت سابوني إجراء حظر شامل على ارتداء الفتيات اللاتي لم يبلغن سن الرشد, الخامسة عشرة حسب القانون السويدي, للنقاب. ووصف المقال الوزيرة بأنها امرأة أنيقة ومفعمة بالحياة.

وعللت سابوني موقفها ذلك بقولها: quot;لم يُذكر في موضعٍ من القرآن وجوب ارتداء الفتيات للنقاب. إنك حالما تضع النقاب على وجه الفتاة فذلك يعني أنك تريد من العالم الخارجي أن يعلم أن الفتاة قد بلغت سن الرشد, وينبغي حجبها.quot;

وُلِدت سابوني في بروندي, وكان والدها منسقاً سياسياً أمضى وقتاً طويلاً من أيام طفولته في السجن. وفي 1980 حصل على حق اللجوء السياسي إلى السويد, ولحقته زوجته وأطفالهما الستة بعد ذلك بعام, واستقروا في منطقة قرب ستوكهولم.

درست سابوني القانون في جامعة أبسالا, الموازية لجامعة quot;أوكسبريدجquot; في بريطانيا, ومن ثم أصبحت مستشارة في العلاقات العامة.

وبعد أن تبوأت منصبها في الدولة تعتبر سابوني أن عديداً من السياسيين يتحرجون من الحديث حول الحاجة إلى استيعاب الآخرين بدلاً من التعددية الثقافية. وقالت: quot;كنت إحدى القلائل الذين تجرؤوا للحديث في مثل هذه المواضيع. وما يؤسف له أن بعض أفراد المجتمع الإسلامي يعتبرون أنهم يتعرضون للإساءة.quot;

إذ تُحضِّر حالياً جماعات إسلامية في السويد عريضة لإبعادها من تشكيلة الحكومة. وقالت: quot;أسفت لأن المسلمين اعتبروني بمثابة تهديد لهم. لكلٍ الحق في ممارسة شعائر دينه, ولن أقبل بالاضطهاد الديني. وإني أمثل كافة المجتمع, وليس مجتمع المسلمين وحده.quot;

وعن وضع المهاجرين في السويد تقول سابوني أن المهاجرين ndash; الذين يشكل المسلمون نصف عددهم ndash; يشكلون 12% من تعداد السكان ولم ينجحوا في الاندماج في مجتمعهم الجديد إلا قليلاً. وقالت: quot;لدينا طبقة كبيرة من الناس لا يجدون وظائف ولا يتحدثون اللغة السويدية ويعيشون على هامش الحياة.quot;

وعلى الرغم من مناهضتها للعنصرية, إلا أنها أمرت الأسبوع الماضي بإغلاق مركز ضد العنصرية بسحب 400.000 جنيه إسترليني من تمويل الحكومة له, وذلك لأنه quot;لم يحقق الأهداف المرجوة منهquot; حسب قولها.

يشعر الوزراء الآخرون الذين عيّنهم رئيس الوزراء فريدريك رينفيلت بالقلق حيال وظائفهم. فمنذ توليه الحكم في السابع عشر من سبتمبر (أيلول) استقال وزيران في سلسلة من الفضائح شملت إعطاء رخص تلفزيونية غير مدفوعة الثمن ودعم السوق السوداء المحلية, ويواجه الآن وزيران آخران الضغوط لترك منصبيهما.

وفي حال سقطت حكومة رينفيلت فلن تمانع سابوني أن تأخذ مكانه. ففي تصريحٍ تلفزيوني لها منذ ثلاث سنوات قالت أنها ستصبح أول رئيسة وزراء للسويد. quot;لا أفكر بالأمر يومياً, ولكن طالما أني أشتغل في السياسة فسيكون الهدف النهائي هو الوصول إلى رئاسة الوزراء.quot;

وفي صحيفة إكسبريسن Expressen الليبرالية قال المعلق السياسي أندرز جونسن: quot;أرى أنه من الجيد أن تطرح امرأة سوداء مثل هذه القضايا, وقد أثبتت أنها مستعدة لاتخاذ قوانين صارمة لتنفيذ ما تريده.quot;

ترجمة: الرياض
22 أكتوبر 2006