قتلى بمدينة الصدر خلال عملية لاعتقال قائد فرقة موت
المالكي يحذر من خطر صراعات داخل الفيدراليات
أسامة مهدي من لندن : حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من مخاطر صراعات سياسية وطائفية داخل الفيدراليات المزمع انشاؤها في العراق خلال 18 شهرا مؤكد انها يجب ان تكون عامل قوة ووحدة للعراق وان لاتعرض الدولة للخلل وهدد باتخاذ اجراءات ضد دول الجوار التي تتدخل في الشؤون الداخلية لبلاده .. في وقت تنفذ القوات الخاصة العراقية بعدم عسكري بري وجوي اميركي عملية مسلحة بمدينة الصدر في بغداد منذ ليلة امس لاعتقال احد قادة فرق الموت مما ادى الى مقتل واصابة واعتقال العشرات من ابناء المدينة التي تعتبر معقل رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر .
وقال المالكي في مؤتمر صحافي في بغداد اليوم ان قانون الاقاليم سينفذ بعد 18 شهرا لاقامة الفيدراليات في العرق شرط ان لا تعرض هذه وحدة العراق للخلل وان لاتؤثر على قوة الدولة العراقية او تعرضها للضعف . واكد ان الفيدرالية يجب ان تبقي وحدة البلاد وان تقام في اجواء وعي وفهم وتبتعد عن المشاحنات الطائفية او الامنية او السياسية بين القوى التي تضمها . وشدد على ان تطبيق الفيدراليات يجب ان يتم من اجل الحفاظ على وحدة وقوة الدولة وان لاتؤدي بشكل خاص لاي اصطدام طائفي .
واكد انه مصمم على العمل ضد الميليشيات المسلحة التي اعتبرها مسؤولة عن تفشي العنف الطائفي في العراق. وقال انه لا يحق سوى لقوات الامن بحمل السلاح، وتعهد بأنه سيضرب أي مجموعة تتحدى سلطة الدولة.
وحول ما ذكر من تحديد الادارة الاميركية مهلة زمنية للحكومة العراقية لتحسين الاوضاع في بلادها اكد المالكي ان حكومته لم تعط مثل هذه المهلة وقال ان هذا ليس المنطق الرسمي للحكومة الاميركية وانما هو احد افرازات التنافس الانتخابي في اميركا .
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال امس أن العراق يمكن أن يظهر في مكانه عدد من الكيانات القائمة بذاتها فيما لم تستبعد وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت أيضا إمكان تقسيم العراق. كما اشار المتحدث باسم البيت الأبيض الى أن الإدارة الأميركية بحثت احتمال تقسيم العراق ولكنها خلصت إلى استنتاج أن هذا ليس أفضل أسلوب لتحقيق الاستقرار في العراق وفي المنطقة. وأضاف أن الإدارة الأمريكية لن تجري تغييرات جذرية على سياستها تجاه العراق.
واشار المالكي الى ان الحكومة قدمت الى المجلس السياسي للامن الوطني الذي يتراسه الرئيس جلال طالباني ويضم اعضاء الرئاسيات الثلاث وقادة الكتل السياسية في البرلمان مشروعا يشمل تعديلات واسعة على بقاء القوات الاجنبية في العراق التي تنتهي ولايتها مع نهاية العام الحالي يحدد العلاقة بينها وبين السلطات العراقية ويضع اسسا للتنسيق بين الجانبين .
واضاف انه ماض في تفعيل مبادرة المصالحة الوطنية والاستمرار بعقد مؤتمراتها الذي يكون يوم السبت المقبل موعدا لمؤتمر الاحزاب والقوى السياسية . وشدد على ان حكومته ستمضي على ارض صلبة في تحقيق اصلاحات سياسية واقتصادية بعد انجاز المصالحة .
وقال ان قانون مكافحة الارهاب سيتم تطبيقه بعد المصالحة محذرا من انه سيستخدم القوة ضد جميع المسلحين الخارجين عن القانون . وشدد على ان حكومته عازمة على اقتلاع جذور الاحتقان الطائفي والقضاء على سياسات التهميش والعزل السياسي .
وحذر المالكي في مؤتمره الصحفي دول الجوار من التدخل في الشأن العراقي وقال ان الحكومة العراقية ستتخذ اجراءات بحق تلك الدول التي لم يسمها اذا لك تكف عن التدخل في شؤون العراق الداخلية.
واشاد بدعوات الصدر لتهدئة الاجواء السياسية والامنية ووقوفه ضد المسيئين والمتجاوزين من افراد جيش المهدي التابع له وقال ان مواقف الصدر مسؤولة وتحظى بالتقدير . واوضح انه سيقدم استفسارا الى القوات المتعددة الجنسيات عن العملية العسكرية التي بداتها في مدينة الصدر ويطلب وضع اسس للتنسيق بينها وبين السلطات العراقية وقواتها يمنع تكرار التجاوزات .
واشار المالكي انه سيقوم بزيارة لتركيا بعد عطلة عيد الفطر الحالية بعد ان منعت عاصفة جوية القيام بها الاسبوع الماضي .
وياتي المؤتمر الصحافي للمالكي بعد يوم من تحديد الادارة الاميركية على لسان سفيرها في بغداد زلماي خليلزاد اهدافا لحكومته عليه انجازها خلال اشهر قليلة قليلة لانهاء العنف الطائفي وتعديل الدستور واصلاح هيئة اجتثاث البعث .
وقبل أقل من أسبوعين من انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الاميركي التي وضعت الحزب الجمهوري الذي ينتمي اليه الرئيس الاميركي جورج بوش في موقف الدفاع بشأن استراتيجيته في العراق قال خليلزاد وقائد القوات المتعددة الجنسيات جورج كيسي في مؤتمر صحافي مشترك ان النجاح ما زال ممكنا من خلال quot;جدول زمني واقعيquot;. ويصارع المالكي لتحقيق التوزان بين المطالب المتضاربة للحكومة العراقية الائتلافية التي يقودها الشيعة. وأشار خليل زاد لميليشيا جيش المهدي قائلا ان هناك حاجة quot;لوضعها تحت السيطرةquot;.
ويصر الرئيس الاميركي جورج بوش على أن الولايات المتحدة يجب أن تبقى من أجل ارساء الاستقرار في العراق ولكن العديد من المنتقدين يريدون الان تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الاميركية. وقال مسؤول دفاعي أميركي امس بأن الجيش البريطاني يأمل سحب قواته من العراق خلال 12 شهرا وقال مسؤولون بريطانيون لنظرائهم الاميركيين بأن الجيش البريطاني البالغ عدد افراده في العراق 7200 عسكريا quot;يقترب من نقطة الانهيارquot;.
ومن جهة اخرى سقط عشرة قتلى وضعفهم من الجرحى خلال عملية دهم عسكرية واسعة تستخد فيها الطائرات الاميركية تنفذها منذ الليلة الماضية قوات الجيش العراقي الخاصة بدعم من مستشاري قوات التحالف و بتخويل من الحكومة العراقية في مدينة الصدر معقل رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر وذلك لاعتقال قائد احدى فرق الموت يدعى (ابو درع) مسؤول عن عمليات قتل ومهاجمة مساجد وترويع السكان تبحث عنه القوات منذ شهرين . وقال بيان للقوات المتعددة الجنسيات ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; اليوم انه quot;خلال عملية الدهم تعرضت قوات الجيش العراقي الى اطلاق نار وكان عليهم الدفاع عن انفسهم اذ طلبوا الدعم من طائرة قوات التحالف والتي اطلقت النار بدقة فقط لتقليل تهديد العدوquot;.
وابلغ شهود عيان quot;ايلافquot; في اتصال هاتفي ان القوات الاميركية تستخدم طائرات لم تشاهد في سماء العاصمة منذ دخولها الى بغداد في التاسع من نيسان (ابريل) عام 2003 خلال العملية المستمرة لحد الان مؤكدين مقتل عشرة اشخاص واصابة اكثر من عشرين بجروح اضافة الى اعتقال عشرات اخرين . واشاروا الى عددا من الدور قد تم تدميرها او احراقها في الوقت الذي أشيع بان من بين المعتقلين بعض النساء. واضافوا ان بعض القطاعات في مدينة الصدر ماتزال مغلقة وتجري فيها عمليات تفتيش من منزل لاخر .
وكات القوات العراقية والاميركية قد نفذت عملية دهم مماثلة لمدينة الصدر لاعتقال ابو درع قبل شهرين لكنه تمكن من الهرب حينها بعد ان اشتبك انصاره مع القوات المهاجمة التي كررت الهجوم منذ ليلة امس بعد حصولها على معلومات بانه دخل المدينة لزيارة عائلته لمناسبة عيد الفطر المبارك . ولم ترد انباء لحد الان عن تمكن القوات من اعتقال المطلوب الذي يتزعم اخطر عصابات الموت في العاصمة العراقية .
وذكر شهود العيان ان القوات المشتركة تقوم حاليا بتفتيش السيارات الداخلة الى المدينة والخارجة منها تفتيشا دقيقا . وقالوا ان طائرات حربية اميركية قد قصفت فجرا عددا من المنازل في مدينة الصدر فيما اندلعت مواجهات عقب القصف بين مسلحين وقوة اميركية عراقية مشتركة. وقد قصفت الطائرات قطاعي 74 و 75 في أطراف المدينة مما ادى الى الحاق اضرار بعدد من المنازل، مشيرين الى ان الطائرات الاميركية حلقت في سماء المدينة منذ الساعة الخامسة فجر اليوم وحتى السابعة صباحا.
تعتبر مدينة الصدر التي تشكل الجزء الشرقي من العاصمة بغداد من المدن المكتظة بالسكان حيث يبلغ تعداد سكانها نحو ثلاثة ملايين نسمة اغلبهم من الشيعة وتضم 79 حيا سكنيا وكل حي يضم الف منزل علما ان العاصمة بغداد تضم 7 ملايين نسمة .
التعليقات