بهية مارديني، خلف خلف: يعكس استقبال العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لنائب الرئيس السوري السابق المنشق عبد الحليم خدام مدى الحدة التي تميز العلاقات السورية السعودية في هذه المرحلة ومدى السوء الذي وصلت اليه هذه العلاقات الى الدرجة التي تحتضن فيه الرياض اشد واشرس معارض الرئيس بشار الاسد .

تشخيص اسباب هذا الجفاء يمكن ارجاعها كما يقول دبلوماسي غربي في دمشق الى اختلاف الخيارات الكبرى في سياسات البلدين بعدما بات التعايش بين سياستهما امرا صعبا وشبه مستحيل .

فالرياض التي حملت على الدوام صفة الاعتدال العربي هالها ان تخرج الشقيقة الاقل وزنا عن الطوق لتتحالف مع خصم لدود (ايران ) يهدد دول الخليج العربية بشكل غير خفي ولايفتأ يصدر اليهم الازمات والهواجس النووية وغير النووية ويتسلح ويتنمر عليهم رغم تصريحاته التي تتبدى فيها لغة الحملان التي تجيدها النمور احيانا .

ويضيف المصدر ان الرياض لن تغفر لدمشق (بحسب اعتقاده) انها قوضت اهم حلفاءها في لبنان الحريري الاب وهاهي تتحالف مع مناهضي وتسعى الى اقتلاع النفوذ السعودي من لبنان كما انها (اختطفت) حركة حماس التي فازت بالانتخابات في فلسطين ثم وفوق كل ذلك هاهو الرئيس السوري يهاجم علنا وبدون أي (مراعاة للبروتوكول)قادة بعمر (والده) ويصفهم بانهم انصاف رجال وقد وقع هذا الامر وقعا مرا على الملك السعودي الذي يقال انه لم يقطع حبل العلاقات مع دمشق ولكنه يرغب بان يضمن بان الاسد لن يعيد مافعله مع الرياض .

ولكن هذه العرض الذي يقدمه الدبلوماسي الغربي لايروق لمعلق سوري متابع لمسار العلاقات السورية السعودية وفضل عدم الكشف عن هويته اذ يرى بان الرياض هي جزء من محور يضم الولايات المتحدة ومصر والاردن وتونس والمغرب وهي ملتزمة بالتوجهات العامة لهذا المحور التي ترى بانه يجب الحد من النفوذ السوري في الاقليم برمته خصوصا بعد تعاظم هذا النفوذ بعد انتصار حزب الله ضد اسرائيل .

ويرى المعلق بان سورية التزمت ضبط النفس كثيرا ازاء الخطوة السعودية المتمثلة باستقبال خدام بحيث لم تصعد مع المملكة لا اعلاميا ولاسياسيا وهو مايمكن وصفه بان سياسة الواحدة بواحدة ولكن بعد ذلك فان أي خطوة سعودية اخرى قد تقابل بتصعيد سورية غير مسبوق .

ولكن المعلق السوري يستبعد حدوث مثل هذا الامر ولكنه لايبدي الكثير من التفاءل بمستقبل العلاقات العربية العربية في ظل تصدع محور دمشق الرياض القاهرة وانتفاء الثقة بين دول هذا المحور وفشل كل الترتيبات لعقد قمم ثنائية او ثلاثة بين قادة هذه الدول بسبب استحالة التوصل الى قواسم مشتركة بينها وهو مايعني ان المنطقة قابلة للاشتعال وان بفتيل بطيء وتحتاج الى اطفائي ماهر وقدير ليوقف اشتعال الفتيل .

البعض يراهن على ان العلاقات بين سورية والسعودية لم تصل بعد الى مستوى القطيعة ولكن اخرون يدعون الى التامل والربط بن استقبال العاهل السعودي لخدام وترحيب واشنطن بافتتاح مكتب لجبهة الخلاص في واشنطن ربط بالتاكيد قد لايكون موحيا جدا ولكنه على الاقل رسالة قوية للاسد .

مصادر إسرائيلية: سوريا تتسلح بالرادارات والصواريخ

وفي سياق آخر قالت مصادر إسرائيلية اليوم أن سوريا تتسلح بالصواريخ ومعدات حربية متطورة منها رادارات وصواريخ غير تقليدية، وحسب المصادر فأن بارجة حربية سورية وصلت مؤخرا سرا إلى ميناء ليماسول في قبرص وحملت شحنة الأنابيب والرادارات التي كانت على سفينة غريغوريو-1، التي أوقفت قبل نحو شهرين للاشتباه بأنها كانت تقل منظومات لإنتاج صواريخ بالستية من كوريا الشمالية إلى سوريا.

وتقول المصادر الإسرائيلية أن سلطات قبرص أوقفت السفينة اليونانية في بداية أيلول عندما توقفت في ليماسول بالتزود بالوقود وتحميل بضائع. وحسبما أوضحت صحيفة يديعوت فأن الحديث يدور عن سفينة بملكية يونانية تحمل علم بنما، بدأت رحلتها في الصين تحت اسم quot;بينيرquot; ومن هناك واصلت إلى كوريا الشمالية - حيث غيرت اسمها إلى غريغوريو-1 وحملت على متنها شحنة من 2.400 أنبوب و21 شاحنة تحمل منظومات من الرادارات. وفي الطريق رست في سنغافورة وفي بورسعيد وكانت غايتها النهائية ميناء اللاذقية في سوريا.

وبسبب المسار المشبوه للسفينة تابعتها الاستخبارات الأمريكية والانتربول وحذرت السلطات في قبرص من حمولتها، للاشتباه بان الحديث يدور عن تهريب منظومة صواريخ بالستية ومعدات للدفاع الجوي. حسبما تشير الصحيفة الإسرائيلية.

وأضافت: ولكن في أعقاب ضغط كبير مارسته دمشق على قبرص استجابت السلطات لمنح السفينة الإذن بالإبحار إلى سوريا، وليس قبل أن يطالب وزير الصناعة القبرصي بان تتعهد سوريا بعدم إرسال المعدات إلى محافل أخرى، كحزب الله. وطوال الوقت نفت دمشق أن يكون الحديث يدور عن منظومة لإنتاج الصواريخ البالستية وادعت بان هذه أنابيب للسقاية وأجهزة رادار لتوقع حالة الطقس.

ولكن حسب يديعوت القبطان اليوناني خشي من الانطلاق على الدرب خوفا من أن تضرب إسرائيل أو ربما الولايات المتحدة السفينة وهي في طريقها إلى سوريا. ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن وسائل الأعلام في قبرص قولها بان سفينة أمريكية ترسو بمحاذاة غريغوريو-1 وتطل عليها وأن في القدس وواشنطن لا يزالون يعتقدون بأن على متنها بالفعل معدات عسكرية حساسة - أغلب الظن أجهزة رادار متحركة للدفاع الجوي.

وتؤكد الصحيفة أن تقريراً وصل إلى إسرائيل انه وصلت مؤخرا سرا بارجة حربية سورية رست إلى جانب غريغوريو-1 وحملت محتوياتها. وبعد ذلك انطلقت في دربها. وأفادت وسائل الأعلام القبرصية بان قبرص قررت تحرير الشحنة رغم طلب الولايات المتحدة مصادرتها وذلك كي لا تمس بعلاقاتها مع دمشق.

والى ذلك أفادت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية أمس بان محافل عسكرية في الدولة لاحظت حركة مشبوهة لجنود وشاحنات وكذا إقامة مبنى جديد، في موقع كانت تستخدمه كوريا الشمالية لتنفيذ التجربة النووية الأولى لها قبل نحو شهر. وجاء في التقرير أنه يحتمل أن تكون هذه استعدادات من النظام في بوينغ ينغ لتجربة نووية أخرى. ونقل على لسان مسؤول عسكري كبير في كوريا الجنوبية قوله: أننا نتابع عن كثب للتأكد إذا كانت استعدادات لتجربة نووية ثانية.