بهية مارديني من دمشق: استعرض الرئيس السوري بشار الأسد مع رئيس الوزراء الروسي الأسبق يفغينى بريماكوف اليوم الأحداث الجارية على الساحة الإقليمية والدولية ، وبحثاعلاقات الصداقة والتعاون بين سورية وروسيا.وقدم بريماكوف للرئيس الأسد نسخة من كتابه quot;الشرق الاوسط المعلوم والمخفي quot;الذي يتحدث عن الوقائع في الشرق الأوسط وشرح له الدافع لتأليف هذا الكتاب حسبما ذكر بيان رسمي بثته سانا. هل ماتت العلاقات السورية السعودية ؟
كما التقى بريماكوف بنائب الرئيس فاروق الشرع، وتركز اللقاء حول آخر مستجدات الأوضاع في العراق والأراضي الفلسطينية والأحداث الجارية في المنطقة وعلاقات الصداقة بين سورية و روسيا.
وكان بريماكوف وصل إلى دمشق صباح اليوم وعبر بريماكوف في تصريحات سابقة عن قناعته بعدمتورط سورية باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.الى ذلك روى بريماكوف في محاضرة مساء اليوم في مكتبة الاسد انه التقى الحريري قبل خمسة ايام من اغتياله وقد اخبره بانه سيلتقي الرئيس بشار الاسد قريبا وقال له ان يبلغ الاسد بان لبنان سيضع في دستوره انه لن يوقع ابدا أي معاهدة سلام مع اسرائيل بدون سورية والحريري كان مع انسحاب القوات السورية من لبنان وابلغ بريماكوف بانه يقدر الوضع الصعب الذي تمر به سورية من ضغوط خارجية عليها واكد بان الحريري كان على وفاق مع الاسد وان الاسد ابلغ بريماكوف ايضا بانه كان يرغب لقاء الحريري وعبر مجددا عن قناعته بعد تورط سورية في اغتيال الحريري.
وفي حفل اطلاق النسخة العربية من كتاب بريماكوف التي حضرها وزارء الاعلام والاقتصاد والدولة لشؤون الهلال الاحمر والدولة لشؤون التنمية الادارية والثقافة ورئيس اتحاد غرف التجارة والقائم باعمال السفير الروسي بدمشق واعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين بدمشق وحشد من الكتاب والمفكرين والاعلاميين والمهتمين، قال بريماكوف ان الشرق الاوسط يكتسب بعدا كونيا كبيرا وكان دوما يكتسب الاهمية من امدادات النفط الوافرة التي يقدمها للعالم والذي كان تعتمد عليه الدول الاستعمارية القديمة وهذا الموضوع أي النفط مايزال يكتسب اهمية محورية بالرغم من هناك اسواق نفطية ومصادر نفطية اخرى تنافس الشرق الاوسط في النفط كما ان كل مايحدث في المنطقة يندرج في اطار هذه الاهمية الاستراتيجية للشرق الاوسط الذي يرغب المحافظون الجدد في الولايات المتحدة والذين يسيطرون على السياسة الاميركية بان يسيطروا على هذه المنطقة .
واعتبر بريماكوف ان عالما احادي القطب لن يستمر طويلا لان عالما متعدد الاقطاب يتشكل حاليا لانه لايجوز لدولة واحدة تحديد مصير العام والسيطرة عليه هي الولايات المتحدة حتى لو كانت الاقوى وانتقد غزو العراق واباحة الولايات المتحدة لنفسها ماتقول انه نشر الديمقراطية في العراق فكانت النتيجة هذه الفوضى العارمة وانتشار الحروب الطائفية في العراق الذي باتت وحدته موضع نقاش رغم انني في العام 1970 عندما كنت مراسلا لصحيفة البرافدا السوفيتية في شمال العراق سالت الملا مصطفى البرزاني ان كان يريد دولة مستقلة فقال ان اخراجنا من العراق يعني القضاء علينا وان كل ماادريده هو حكم ذاتي في المناطق الكردية ، وقال بريماكوف ان الازمة في العراق وصلت الى حائط مسدود ومن الصعب القول ان هناك حلا او مخرجا ما لما يحدث واشار الى ان الاميركيين يعرفون انهم فشلوا في العراق ولكن من المؤسف ان الشعب العراقي بات ضحية لاعتبارات سياسية داخلية اميركية ، واضاف ان خروج العراق من الشرق الاوسط كقوة موحدة قوية يقوي موقف ايران كقوة اقليمة لها امتدادتها ونفوذها وغياب العراق نجم عنه غياب للتوازن في المنطقة بشكل كامل طبعا لااحد في العالم بما فيها روسيا ترغب بامتلاك ايران للسلاح النووي ولكن ايران تختلف عن كوريا الديمقراطية التي انسحبت من معاهدة حظر الانتشار النووي ولذلك فان التوصل الى حل بالمفاوضات مع ايران هو امر ممكن ولابديل عنه لان التجارب اثبتت فشل كل الخيارات العسكرية .
وانتقد بريماكوف محاولات لي ذراع حماس تحت ذارئع كثيرة رغم انها اقدمت على الالتزام بالهدنة مع اسرائيل وقبلت الانضمام الى منظمة التحرير الفلسطينية مشيرا الى ان هناك جناح في اسرائيل يريد ان يعلن حدود اسرائيل من طرف واحد ولذلك فهم لايريدون شريكا فلسطينيا يتحاورن معه كما ااشار الى ان الاسرائيليين والاميركيين يضغطون على الرئيس الفلسطيني لكي لايشكل حكومة وحدة وطنية مع حركة حماس .
واوضح بريماكوف ان الحرب الاسرائيلية الاخيرة على لبنان والتي فشلت فيها اسرائيل في تحقيق اهدافها كانت تهدف الى القضاء على حزب الله والى اشعال حرب داخلية ضد المقاومة في لبنان ولكن ذلك لم يحصل داعيا اللبنانيين الى الحوار والتوافق على اهداف مشتركة .
ودعا المسؤول الروسي السابق الى خلق افضل بيئة ممكنة للتسوية في الشرق الاوسط لان الحل العسكري اثبت عدم نجاعته وعدم قدرته على تحقيق أي تقدم مشيرا الى ان العالم يجب ان يقف الى جانب التسوية واحلال السلام كما اكد الرئيس الراحل حافظ الاسد الذي وصفه بريماكوف بانه واحد من كبار السياسيين في المنطقة والعالم في القرن العشرين .
ونوه الى ان روسيا لعبت على الدوام دورا مهما في عملية سلام الشرق الاوسط وهي تعمل وترغب باخراج الشرق الاوسط برمته من الاوضاع التي يعيشها حاليا . واعتبر ان العلاقات السورية الروسية لم تكن في يوم من الايام افضل مما هي عليه اليوم وقد استقبلنيالرئيس بشار الاسد وهو شخص مهيىء بشكل جيد وتفكره ممتاز وهو خير ابن لخير أب .
ولفت الى ضرورة ان يطرح موضوع السلام بشكل شامل وان تقر اسرائيل باعادة الجولان لكنه اشار الى ان اسرائيل غير جاهزة للسلام الذي لايمكن ان يحصل بدون سورية .
من جانب اخر وفي محاضرة له امس بعنوان انتصار المقاومة وميزان القوى الجديد فى المنطقة قالنواف الموسوي، مسؤول العلاقات الدولية فى حزب الله، أن سوريا شريكة بنصر المقاومة، ووصف الموسوي موقف سوريا الداعم، والمساند للمقاومة الوطنية فى لبنان، وخاصة فى هذه الظروف الصعبة، بالموقف الحكيم والجريء والشجاع. وشكر الموسوي سوريا، وشعبها، وقيادتها على دعمها، واحتضانها للمهجرين، خلال فترة العدوان الإسرائيلي على لبنان، ولفت إلى أنه سيأتي اليوم الذي يدرك فيه جميع من تخلى عن هذا الخط، والطريق الذى اختارته سوريا هو طريق الصواب وطريق انتصار الأمة ووحدتها.
وأكد الموسوي، أن خيار المقاومة، هو الخيار الأمثل، والأقل كلفة، في مواجهة التحديات التى تتعرض لها أمتنا العربية، مشيراً إلى أن انتصار المقاومة اللبنانية، وصمودها في وجه العدوان الاسرائيلي، أفشل المشروع الأميركي الإسرائيلي، وفتح الباب أمام شرق أوسط جديد، وزمن عربي جديد، ستكشف الأشهر والسنوات القريبة القادمة، وجه هذا الزمن.
التعليقات