باريس: وعدت الحكومة الفرنسية اليوم باعتقال الذين احرقوا حافلة في مارسيليا ما ادى الى اصابة فتاة بحروق خطرة، وقد اثار الحادث جدلا حادا بين المعارضة الاشتراكية ووزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي.واعلن رئيس الوزراء دومينيك دو فيلبان عن تعميم اجراءات المراقبة بالفيديو في وسائل النقل العمومي ودعا القضاء الى المزيد من الصرامة ضد مرتكبي هذا النوع من الجرائم.

واعلن ساركوزي عقب اجتماع خلية ازمة بعد سلسلة حرائق استهدفت حافلات عمومية وانتهت السبت بمأساة مارسيليا quot;اطالب بانزال اشد العقاب وكونوا على ثقة باننا سنعثر عليهمquot;.وقد جعل ساركوزي المرشح الاوفر حظا في صفوف اليمين للانتخابات الرئاسية في نيسان/ابريل 2007 من المشاكل الامنية ابرز مواضيع حملته الانتخابية.

ودعا دومينيك دو فيلبان الشهود المحتملين الى الادلاء بشهاداتهم من اجل العثور على مرتكبي هذا الهجوم موضحا ان بامكان هؤلاء ان يدلوا بشهادتهم دون كشف هويتهم.كما اعلن ان quot;كل من يشارك في كمين سيلاحق ويعاقبquot;.

وادى إحراق حافلة مساء السبت في مارسيليا من قبل ثلاثة او اربعة شبان الى اصابة فتاة بجروح خطرة وهي طالبة من اصل سنغالي (26 سنة)، وقد اصيبت بحروق بنسبة ستين في المئة. وما زالت ماما غاليدو في غيبوبة تصارع من اجل البقاء على الحياة.وفي المجموع تمت مهاجمة واحراق تسع حافلات خلال اسبوع في ضواحي كبرى المدن الفرنسية وفي بعض الحالات كان المهاجمون مسلحين.

ونشرت تعزيزات امنية بلغت اربعة الاف شرطي في الذكرى السنوية للاضطرابات التي هزت فرنسا طوال ثلاثة اسابيع ابتداء من 27 تشرين الاول/اكتوبر 2005، تحسبا لعودة اعمال العنف.واصيب شاب في ال16 من العمر بجرح في عينه برصاص مطاطي اطلقته الشرطة خلال نهاية الاسبوع في كليشي سو بوا قرب باريس، حيث اندلعت اعمال الشغب السنة الماضية. وقدمت الشرطة وعائلة الشاب روايتين مختلفتين للحادث.

وافردت الصحف الفرنسية صباح اليوم الاثنين حيزا كبيرا لحادث مارسيليا الذي اعتبرت صحيفة ليبراسيون اليسارية ان الكيل طفح به ونشرت صورة هيكل حافلة محروق.ووعدت جمعية مستخدمي وسائل النقل بمكافأة من الفي يورو لمن يساهم في إلقاء القبض على مهاجمي الحافلة.

وفي مارسيليا يعكف ثلاثون محققا على البحث عن المهاجمين وقالت الشرطة انها تحقق حول quot;مجموعة من الشبان المجرمين في حي مجاورquot; لمكان الحادث.
وقال ساركوزي ان quot;البطالة والتمييز والعنصرية والظلم لا يمكن ان تبرر إحراق حافلةquot;.

اما بشأن الوضع العام في ضواحي المدن الكبرى فاعتبر الوزير انه quot;باستثناء حادث مارسيليا المأسوي تبدو الامور هادئة وفي الوقت الراهن ليس ثمة خطر انتشارquot; اعمال الشغب.وقبل سنة احرقت نحو عشرة الاف سيارة واكثر من 200 مبنى في اضطرابات غير مسبوقة هزت ضواحي كبرى المدن الفرنسية وخاصة احياءها الفقيرة حيث تضرب نسبة البطالة ارقاما قياسية وتقيم نسبة كبيرة من المتحدرين من الدول الافريقية جنوب الصحراء والمغرب العربي.
وواصلت المعارضة اليسارية هجماتها على ساركوزي واتهمته بشغل منصب وزير جزئيا في حين يكرس بقية وقته لحملته الانتخابية.

وشدد الحزب الاشتراكي على quot;مسؤوليةquot; الحكومة وساركوزي بشكل خاص في المجال الامني بعد حادث مارسيليا.ورد ساركوزي ومعسكره متهمين بشكل خاص قادة الحزب الاشتراكي بانهم تركوا العنف يتفاقم عندما كانوا يتولون السلطة قبل 2002.