الياس توما من براغ : بدأت الأوضاع تأخذ منحا أكثر تعقيدا بالنسبة للتوصل إلى حل نهائي لمستقبل إقليم كوسوفو وذلك بعد أن أخفقت المحادثات التي جرت بتقطع في فيينا على مدى عدة اشهر وبدء مبعوث الأمم المتحدة لمحادثات الوضع النهائي مارتي اهتساري بلوره أفكاره بشأن الحل الذي سيقترحه على مجموعة الاتصال ومجلس الأمن.

ففي الوقت الذي أعلن فيه ألبان كوسوفو الذين يشكلون أكثر من 90% من سكان الإقليم الواقع جنوب صربيا لكنه يخضع للإدارة المدنية الدولية ولقوات كيفور منذ عام 1999 بأنهم لن يعودوا إلى المحادثات مع الصرب بشان مستقبل الإقليم بدأ الصرب يطالبون من جانبهم بتغير مارتي اهتساري كونه يقف إلى جانب الألبان حسب قولهم .

ويرى الناطق باسم فريق التفاوض الألبان كوسوفو سكندر هيسيني بأنه ليس هنالك من حاجة للتفاوض مع الصرب لتحديد مستقبل الإقليم بل أن التفاوض معهم هو بالاحرى مضر وان الألبان يريدون فقط التفاوض مع ممثلي المجتمع الدولي .

وعلى خلاف هذا الموقف لألبان كوسوفو فان الصرب لا يطالبون بوقف التفاوض مع الألبان بل بتغيير مارتي اهتساري ويتهمونه بأنه قد اتفق سرا مع الألبان على استقلال الإقليم. ويقول سرجان جوريتش رئيس مكتب الحكومة الصربية للتعاون مع وسائل الإعلام بأنه سيكون من الأفضل لو أن مارتي اهتساري قدم استقالته . وشدد على أن اهتياري لم يحصل على تفويض أن يعد بشكل سري مع الألبان أية ورقة كانت حول كوسوفو .

واتهم اهتساري بأنه لم ينجح في تنظيم محادثات جدية حول مستقبل كوسوفو يكون هدفها التوصل إلى حل وسط مؤكدا أن صربيا لم تطلع حتى الآن على أي حرف من مقترحات اهتساري الأمر الذي يعتبر حسب قوله دليلا على أن مفاوضات حقيقية لا توجد في الواقع وان اهتساري يحاول استبدالها بالنهاية المعروفة مسبقا .

ويؤكد جوريتش حسب ما نقلت عنه الإذاعة الصربية اليوم بأن الوقت قد حان كي يترك اهتساري عمله كوسيط دولي لوسيط أخر يتمسك بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي .

وشدد على انه سيكون من الأفضل إلقاء كل ورقة كتبت بشان مستقبل كوسوفو من دون معرفة الصرب في سلة المهملات لأنه لا يوجد هناك احد ولم يعط احد اهتساري الحق في أن يهدي 15% من صربيا لأحد في إشارة إلى المساحة التي يشكلها الإقليم من صربيا .

يذكر أن مجموعة الاتصال الخاصة بيوغسلافيا السابقة ستعقد اجتماعا في فيينا في العاشر من هذا الشهر مع اهتساري لمناقشة الأفكار التي كان قد عرض الخطوط العريضة لها في وقت سابق.

ويتم النظر الآن باهتمام إلى الموقف الذي ستطرحه روسيا في هذا المجال التي يراهن عليها الصرب كثيرا لمنع صدور قرار دولي في مجلس الأمن يدعو إلى استقلال الإقليم الذي حصن الصرب موقفهم فيه أيضا بتضمين الإقليم في ديباجة دستورهم الجديد باعتباره quot; جزء لا يتجزأ من صربيا quot; .