اندريه مهاوج من باريس: لم تعرف العلاقات الفرنسية ـ الاسرائيلية منذ بداية عهد ارييل شارون في السلطة انحدارا ولا تشنجا كالذي تعرفه الان والسبب يعود لامرين اساسيين تعتبر باريس انهما يضعان السلام العام في المنطقة في دائرة الخطر ويشكلان تحديا مباشرا لسياسة باريس القاضية باعادة تفعيل عملية السلام ودور اللجنة الرباعية وتهدئة الاوضاع على الجبهة اللبنانية ـ الاسرائيلية بهدف الانصراف الى معالجة ملفات لبنانية داخلية تضعها باريس حاليا في سلم اولوياتها وهي انجاز تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي ودعم حكومة فؤاد السنيورة وتامبن ظروف انعقاد مؤتمر باريس ثلاثة.
وتعتبر فرنسا ان الممارسات الاسرائيلية اليمدانية اكان في الاراضي الفلسطينية او في لبنان تعرقل بطريقة مباشرة او غير مباشرة الاهداف الفرنسية اولا بالنسبة الى السلام الفلسطيني ـ الاسرائيلي الذي اصبح متعثرا حاليا من جراء حجم العملية العسكرية التي نفذتها القوات الاسرائيلية في مدينة بين حانون ونظرا للعدد المرتفع من الضحايا في صفوف المدنيين مما ادى الى تقوية موقف المتطرفين في الصف الفلسطيني وخصوصا موقف حماس التي دعت الى استئناف العمليات الانتحارية وحسب باريس فان العملية الاسرائيلية اساءت جدا الى موقع رئيس السلطة محمود عباس ووضعته في موضع حرج تجاه الشارع الفلسطيني الذي لم ير حتى الان أي ثمار ايجابية لعملية السلام كما ان هذه العملية جمدت أي مسعى فرنسي حالي لاعادة اطلاق عمل اللجنة الرباعية واعادة تفعيل خارطة الطريق التي تتمسك باريس بها كاطار اساسي للحل المنشود .
وقد بدى الامتعاض الفرنسي واضحا من التصرفات الاسرائيلية من خلال بيانات استنكار المتتالية التي صدرت عن الخارجية الفرنسية منذ بدء عملية بيت حانون والتي توجها وزير الخارجية فيليب دوستي بلازي اليوم بلقاء مع بطريرك القدس لطائفة اللاتين ميشال صباح حيث عبر الوزير الفرنسي عن تاثره البالغ للوضع الذي وصفه بالماسوي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني منذ ايام خصوصا في عزة . وكرر دوستي بلازي امام البطريرك صباح الذي التقاه في مقر وزارة الخارجية عبارات الاستنكار للقصف المدفعي الاسرائيلي الذي استهدف مناطق سكنية وذلك بشكل مخالف للقانون الدولي. واوضح الناطق باسم الخارجية ان المحادثات تناولت ايضا وضع القدس واعلان المشترك بهذا الشان الذي تبناه رؤساء وبطاركة الكنائس بمبادرة من البطريرك صباغ .
هذا اعلان يهدف الى اقرار وضع خاص للقدس . وقد اكد الوزير الفرنسي ان بلاده خصوصا والاتحاد الاوروبي عموما يوليان اهمية خاصة لمسالة القدس ويؤكدان ان وضعها النهائي يجب ان يكون مدار نقاش واتفاق بين الافرقاء المعنيين ويجب الا يتم فرضه من قبل أي طرف. اما بشان الشر يط الامني او الجدار العازل فان وزير الخارجية الفرنسي دعا اسرائيل الى احترام القانون الدولي وعدم قضم اراض فلسطينية مع الاعتراف بحقها في الدفاع عن امنها ومواجهة الارهاب.
الوزير الفرنسي والبطريرك الفلسطيني ناقشا ايضا الاوضاع الانسانية للفلسطينيين وعبر دوستي بلازي عن قلقه للوضع الانساني الكارثي مؤكدا العزم على زيادة المساعدات الانسانية. بشان لبنان فان استمرا تحليق الطيران الاسرائيلي في اجوائه يثير امتعاضا فرنسيا واضحا عبر عنه اخيرا كل من وزيرة الدفاع ميشال اليوت ماري التي قالت ان الجنود قد يردون على الطائرات الاسرائيلية التي حلقت على علو منخفض فوق بواخر حربية فرنسية والمانية في حين اوضح وزير الخارجية ان بلاده ستتقدم باعترض رسمي لاسرائيل
وبالفعل فان دوستي بلازي استدعى السفير الاسرائيلي في فرسنا وابلغه انسغاله الكبير وقلقه من الوضع الناجم عن استمرار خرق الطيران الاسرائيلي حرمة الاجواء اللبنانية ووفقا للناطق باسم الخارجية فان الوزير الفرنسي قال للسفير الاسرائيلي quot; لقد كاد حادث خطير ان يقع في 31 من الشهر الماضي عندما قامت طائرات اسرائيلية بالانقضاض على الفرقة الفرنسية المشاركة في قوات اليونفيل المعززة في لبنانquot; وابلغه بضرورة ان يوقف الطيران الاسرائيلي فورا مثل هذه الاعمال ولكن الوزير الفرنسي قال ان تعديل مهمة القوة الدولية حاليا غير مطروح للبحث.
وتعتبر فرنسا ان الممارسات الاسرئيلية لامذكورة تخالف القرار 1701 وتعتبر تحديا لارادة المجتمع الدولي وتحديدا لفرنسا التي كانت وراء وضع مشروع القرار كما ان هذه الممارسات تهدد بعودة الاعمال الحربية مما سيشكل ضربة قاضية لحكومة السنيورة التي تدعمها باريس بكل قوة خصوصا ان هذه الحكومة تتعرض لهجمة داخلية لاسقاطها كما ان تجدد العنف سيؤدي الى القضاء على جهود اعادة الاعمار والالتزام الفرنسي بدعم لبنان في هذه المسيرة وبعقج مؤتمر باريس 3 في حين ستؤدي أي اعمال عدائية جديدة الى تاخير اذا لم نقل تناسي مشالة المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة رفيق الحريري وهو امر يعيره الرئيس جاك شيراك اهتماما خاصا ويريد انجازه قبل انتهاء ولايته في ايار مايو المقبل .
سفير اسرائيل في باريس يعتبر ان التحليق الاسرائيلي quot;لم يكن عدائياquot;
اعلن السفير الاسرائيلي في فرنسا دانييل شيك اليوم ان تحليق الطيران الاسرائيي فوق موقع للقوات الفرنسية في قوة يونيفيل الذي كاد ان يتسبب برد حسب السلطات الفرنسية، لم يكن quot;عدائياquot; وقد quot;تم تفسيره بصورة خاطئة من قبل القوة الفرنسيةquot;. وقال السفير الذي استدعي صباح اليوم الى وزارة الخارجية الفرنسية على خلفية هذا التحليق quot;جميع عمليات التحليق التي يقوم بها الطيران الاسرائيلي في لبنان ليس لها الا هدف واحد، انها طلعات استطلاعية (...) لا يوجد اي استثناء لهذه القاعدةquot;. واضاف quot;يبدو ان احدى هذه الطلعات قد اسيء فهمه من قبل القوات الفرنسيةquot;.
واكد شيك انه خلافا لما تطالب به فرنسا quot;لا يمكن وقف عمليات التحليق في الوقت الراهنquot;. ولكنه اوضح ان عمليات التحليق هذه في لبنان quot;ليس لها اي طابع عدائي او هجومي حيال قوة يونيفيل وخصوصا القوات الفرنسيةquot; المنتشرة ضمنها. وقال ايضا ان quot;فرنسا واسرائيل دولتان صديقتان وجيشاهما صديقان ويتعاونان عادة. لا توجد اية مشكلة يمكن ان نتخيلها وتسعى من خلالها القوات الاسرائيلية الى الحاق الاذى باي نوع كان بالقوات الفرنسيةquot;.
واعتبر الدبلوماسي الاسرائيلي ايضا ان استدعاءه الى وزارة الخارجية الفرنسية، وهو اجراء نادرا ما يتعرض له دبلوماسي اسرائيلي في باريس، لا يعتبر تدهورا في العلاقات بين البلدين. واوضح ان دوست بلازي اكد له ان الامر يتعلق بquot;خطوة صداقة للحؤول دون حصول سوء تفاهمquot;.
وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي قال ان وزير الخارجية فيليب دوست بلازي quot;عبر (للسفير) عن قلقنا البالغ ازاء مواصلة تحليق الطائرات الاسرائيلية فوق الاراضي اللبنانيةquot;.
التعليقات