نيويورك (الامم المتحدة) : قرر مجلس الأمن إرسال وفد يوم الإثنين المقبل إلى أديس أبابا بدعوة من الاتحاد الإفريقي للمشاركة مع هذا الاتحاد والسودان في مناقشات حول دارفور، فيما يتوجه وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي خلال اليومين المقبلين إلى السودان ومصر لبحث نشر قوة دولية في دارفور.

وأعلنت مصادر دبلوماسية طلبت التكتم على هويتهامساء امس أن دبلوماسيين إثنينمن البلدان الأعضاء في المجلس يتوجهانالى العاصمة الاثيوبية لهذه الغاية. ولم تكشف جنسيتي هذين الدبلوماسيين واسميهما.

وقرر مجلس الامن في 31 آب(أغسطس) ارسال 17 الف جندي وثلاثة الاف شرطي من قوات الامم المتحدة للحلول محل قوة الاتحاد الافريقي في دارفور السيئة التمويل والتجهيز.

واعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك الخميس ان الولايات المتحدة تبحث صيغة تسوية حول القوة التي تحاول الامم المتحدة نشرها في اقليم دارفور مشددا على ان الامم المتحدة تبقى في هذه الصيغة quot;عنصرا رئيسياquot; وبنفس الصفة التي يتمتع بها الاتحاد الافريقي. وقال quot;نبحث حاليا الطريقة التي يمكننا معها طمأنة مخاوف الحكومة السودانية وكذلك القلق الذي تعبر عنه حكومات اخرى في المنطقة حول طبيعة القوة الدوليةquot;.واضاف المتحدث ان واشنطن تشدد على quot;قوة دولية تكون فيها الامم المتحدة عنصرا رئيسيا وكذلك الاتحاد الافريقيquot;.

تحرك فرنسي
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي إن المحادثات ستتناول الوضع في دارفور والدول المجاورة وسبل نشر قوة دولية quot;صلبة تتولى ضمان أمن السكان المدنيين وتسهيل تطبيق اتفاق سياسي في أسرع وقتquot;. وحرصت الخارجية الفرنسية على تفادي الحديث عن قوة للأمم المتحدة مكتفية بالإشارة إلى quot;قوة دوليةquot;، وهو التعبير الذي استخدمه الرئيس الأميركي جورج بوش الأسبوع الفائت.

الخرطوم تجدد موقفها
وفي سول كرر وزير الخارجية السوداني لام أكول رفض حكومته إرسال قوة للأمم المتحدة إلى دارفور، وذلك إثر لقائه نظيره الكوري الجنوبي بان كي مون، الأمين العام المقبل للأمم المتحدة. وقال الوزير السوداني لوكالة يونهاب الكورية الجنوبية إنه لا يفهم لماذا تسعى الأمم المتحدة إلى إرسال قوات إلى دارفور، مضيفا أن السيطرة على هذا الإقليم يجب أن تبقى في عهدة الاتحاد الأفريقي الموجود على الأرض.

ويعارض الرئيس السوداني عمر البشير ارسالهم معتبرا انتشارهم محاولة غربية لاعادة استعمار بلاده. وتتعثر محاولات وقف الحرب الاهلية في درافور بالتزامن مع ازمة انسانية خطرة في الاقليم.

هزيمة الجمهوريين
على صعيد ذي صلة أبدى السودان سعادته بهزيمة الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي، ولكن مسؤولا رفيعا قال إنه لا يتوقع تغييرا في سياسة واشنطن حيال بلاده. وقال نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني في مؤتمر صحفي في الخرطوم إنه سعيد جدا بهزيمة الجمهوريين، معتبرا أن تصويت الأميركيين يعاقب سياسة إدارة جورج بوش في العراق quot;وانحيازها الأعمى لإسرائيلquot;. وأوضح نافع أنه لا يتوقع تغييرا جذريا للسياسة الأميركية حيال السودان، لكنه أكد أن الخرطوم تبذل ما في وسعها رغم التجديد المستمر للعقوبات الأميركية لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، quot;على أساس الاحترام المتبادلquot;.

ودافع نافع بإسهاب عن سياسة بلاده في دارفور في المؤتمر الصحفي الذي شارك فيه عبر الفيديو صحفيون من جنوب أفريقيا وفرنسا. وأكد في هذا الصدد أن الحل في هذه المنطقة التي تشهد حربا أهلية لا يتم عبر قوات من الأمم المتحدة.