محمد الخامري من لندن : كشفت مصادر إعلامية عراقية تتخذ من صنعاء مقراً لها عن مصادر وصفتها بالعراقية الموثوقة مقيمة في اليمن قيام جماعات من البعثيين العراقيين المهاجرين إلي اليمن في أعقاب سقوط نظام الرئيس صدام حسين بتشكيل تنظيم سياسي يحصر الانتماء على البعثيين من أبناء الطائفة السُنية، وتتولى ابنة الزعيم الليبي معمر القذافي quot;عائشةquot; رعايته وتمويله.
وأكدت المصادر لموقع نبأ الذي ترأسه الصحافية العراقية ولاء الصفار المقيمة في اليمن أن التنظيم البعثي (السُـني) ضمّ عدد كبير من أساتذة الجامعات، وعسكريين، وسياسيين، ومثقفين- بينهم عشرات الكوادر النسوية- ممن نزحوا إلى اليمن بعد الاحتلال، مشيرة، إلى أن قيادات التنظيم رفضت قبول عضوية أياً من البعثيين السابقين من أبناء الطائفة الشيعية، الأمر الذي أثار استياء هذه الفئة ودفعها إلى الاستعانة بقيادة حزب البعث اليمني إلاّ أن الأخير فشل في تدخلاته.
وقالت المصادر: أن البعثيين شكلوا هذا التنظيم بتشجيع من ليبيا التي مدت قنوات تواصل معهم من خلال ابنة الزعيم معمر القذافي- عائشة القذافي- التي أبقت الاتصال محصوراً على إحدى الشخصيات النسوية العراقية المقيمة في صنعاء، والموصوفة بأنها من القيادات البعثية المخضرمة، والتي قامت خلال العام الجاري بزيارتين إلى ليبيا التقت خلالهما بعدد من الشخصيات السياسية الليبية لتنسيق أمر التنظيم، واتجاهات عمله المستقبلية.
ونوهت إلى أن التنظيم البعثي (السني) يحصل أيضاً على quot;تسهيلات حركةquot; من جهات رسمية تابعة لوزارة الخارجية العراقية ndash; رفضت المصادر الكشف عما إذا كانت تلك الجهات داخل العراق أو خارجه.
وحذرت المصادر من أن تكون هناك جهات عالمية تحاول تصدير الفتنة الطائفية العراقية إلى الدول التي يتجمع فيها العراقيون في الخارج لغايات في نفوسها.. حيث أن اليمن تستضيف أكثر من 26 ألف عراقي من مختلف الأعمار بحسب دراسة أعدتها quot;نبأ نيوزquot; ونشرتها في تقرير سابق.كما أكدت أن صنعاء تحرم العمل السياسي على أراضيها من قبل أي جهة غير يمنية، حيث أنها لم تسمح للعراقيين في عهد الرئيس المخلوع ممارسة أي عمل سياسي منظم ، كما هو عليه الحال بعد الاحتلال في منعها العراقيين من تشكيل أي تنظيم أو تكتل لممارسة النشاط السياسي؛ رغم موقفها المندد بالاحتلال الامريكي للعراق.
وكانت عائشة القذافي أبدت ردود فعل مستاءة من قرار إعدام الرئيس صدام حسين يوم الأحد (5 نوفمبر)، وقالت أن قرار المحكمة بإعدام صدام شنقا، قد صدر من quot;البيت الأبيضquot;.
وقالت عائشة في تصريح صحفي: إن الأمريكيين يعتقدون بإعدامهم الرئيس صدام حسين سوف يعدمون quot;المقاومة الباسلةquot;، ثم استدركت قائلة quot; لكنهم لا يعرفون أن كل عراقي غيور مجاهد هو صدام حسينquot;.
وتعد ابنة الزعيم الليبي معمر القذافي، واحدة من بين قلة من أبناء الملوك والزعماء العرب الذين يعلنون دعمهم وتأييدهم بشكل مباشر للمقاومة العراقية المسلحة، ويعتبرونها حق شرعي لقتال ما تصفه ابنة القذافي بـ quot;الاحتلال الأمريكيquot;.
وسبق لعائشة القذافي التي درست القانون، أن أعلنت انضمامها إلى هيئة الدفاع عن الرئيس السابق صدام حسين، برفقة مئات المحامين العرب والدوليين.
كما أعلنت في وقت سابق، تسمية المحكمة التي يمثل أمامها صدام بـ quot;المهزلةquot;، وقالت quot;أرفض أن تسمى هذه المهزلة بمحكمة.. فهذه المحكمة تعقد في دولة ناقصة السيادة تحت وضع الاحتلال، وثانياً هذه المحكمة وضعها الاحتلال وهذه الحكومة خلقها الاحتلالquot;.
واعتبرت ابنة القذافي، في تصريحاتها التي بثتها وكالة الأنباء الليبية الرسمية، يوم النطق بالحكم على صدام، أن quot;ما يحدث اليوم يذكرنا بمشهد شيخ المجاهدين عمر المختار أمام المحكمة الفاشيةquot;، وأضافت quot;التاريخ يعيد نفسه بوجوه جديدة وأبطال جدد، وإذ لا قدر الله نفذ حكم الإعدام فستبقى حياة الرئيس quot;صدام حسينquot; أطول من حياة شانقيهquot;، على حد وصفها.
جدير بالذكر أن أنباء تواردت خلال الفترة القصيرة الماضية أشارت إلى تنامي دور ليبي في اليمن، والى أن الأجهزة الأمنية السعودية وزعت تعميماً إلى دول الجوار بقائمة أسماء لمن تعتقدهم مدفوعين من قبل النظام الليبي للقيام بأعمال إرهابية في المملكة. ونوهت إلى أن بينهم مشائخ وشخصيات يمنية ترددوا على ليبيا في الآونة الأخيرة.
ومن ناحية أخرى فإن علاقات ليبيا بنظام الرئيس علي عبد الله صالح قد شهدت تحسناً خلال العام الجاري بعد زيارة قام بها الرئيس صالح إلى ليبيا رغم البرود الذي انتابها منذ مطلع عهد الرئيس صالح 1978م بعد تورط ليبيا في دعم انقلاب ناصري على النظام بعد ستة أشهر فقط من تسنم الرئيس صالح رئاسة اليمن.