نبيل شرف الدين من القاهرة : ثمة معركة أخرى يثيرها، فاروق حسني وزير الثقافة المصري، الذي فجرت تصريحاته حول انتشار الحجاب جدلاً واسعاً، فقد وصفه بأنه quot;عودة إلى الوراءquot;، انطلقت عبر الصحف والمواقع الإلكترونية حملة إعلامية شرسة، قادها التيار الإسلامي وفي الصدارة منه نشطاء جماعة quot;الإخوان المسلمينquot; فضلاً عن آخرين محسوبين على الجماعات السلفية، ضد تصريحات الوزير الذي طالما أشعل معارك مماثلة .

ورفض فاروق حسني العدول عن تصريحاته قائلاً إنه عاش في الغرب سنوات طويلة ويدرك جيداً قيمة التعبير عن الرأي، مؤكدا أنه لا يخشى ابتزاز أي جماعات بسبب رأيه الشخصي، ورفض الاعتذار أو التراجع عن رأيه الشخصي .

وقالت مصادر في جماعة الإخوان المسلمين أن نوابها في البرلمان طالبوا بإقالة وزير الثقافة المصري، وقال حمدي حسن النائب عن الإخوان المسلمين quot;قدمنا الطلب بالفعل، وينتظر أن ينظر المجلس فيه خلال الأيام المقبلة، باعتباره بيانا عاجلا يستهدف إقالته من منصبهquot; .

وأضاف النائب ذاته في بيان وجهه إلى فتحي سرور رئيس البرلمان المصري quot;أقيلوا هذا الفنان الوزير وأتوا بوزير للثقافة يحترم دستورنا وشريعتنا وقيمناquot;، على حد قوله .

رائحة المؤامرة

من جانبه صرح فاروق حسني وزير الثقافة المصري اليوم السبت بأنه لا يقصد أن يكون مثيرا للجدل، وأنه لم يكن يود إثارة مثل هذه الزوبعة حول رأيه في أمر من أمور الدين لا يعني مطلقاً أنه فقيه، يخوض في أمور الدين، بقدر التعبير عن رأيه الشخصيquot;، على حد قوله .

وأضاف الوزير المصري أن تصريحاته بشأن الحجاب كانت رأيا شخصيا تناوله خلال حديث ودي جانبي عبر الهاتف مع إحدى الصحف المحلية، ولم تكن تصريحات رسمية صادرة عنه كوزير، موضحا أن quot;الدردشةquot; الخاصة بالحجاب، التي جاءت ضمن تصريحاته عن مشاركة مصر في انتخابات اتحاد الكتاب العرب قد استغلت بشكل يدعو للريبة ويشتم منه رائحة المؤامرةquot;، حسب تعبيره .

ومضى الوزير المصري الذي اشتهر بكونه فناناً تشكيلياً قائلاً إن تصريحاته حول مسألة الحجاب متعلقة بالرأي الشخصي ولم تخرج عن هذا النطاق وأنه رغم كل الانتقادات التي تعرض لها، وأنه لا يزال متمسكاً برأيه، والتعبير عنه، وأعرب عن أمله بألا يكون البعض قد فهم آراءه حول الحجاب بأنها موقف سياسي، مؤكداً أنه مجرد رأي شخصي، ولا يتجاوزه إلى أي تفسيرات أخرى، يمكن أن يروج لها البعض .

وتابع فاروق حسني قائلاًً إنه ايضا خلال حديثه عن الحجاب لم يتطرق أبدا إلى كونه حلالا أو حراما أو فريضة أو غير ذلك، فالأمر يرجع في ذلك لرجال الدين، لافتاً إلى أن الأمر ظهر كما لو كان يتم الحجر فيه على أحد .

وأضاف أن التصريحات الشخصية ليست حجرا على المحجبات فلهن كل الاحترام لأن ذلك اختيارهم، وأبلغ دليل على ذلك أن وزارة الثقافة بها مئات من السيدات العاملات من المحجبات يمارسن عملهن بكل الحرية والمساواة مع زملائهن ، ولا احد يتعرض لهن بأي سوء ويؤدين عملهن على أكمل وجه .
وحول مطالبة بعض نواب برلمان مصر بحضور وزير الثقافة إلى البرلمان لتفسير تصريحاته حول الحجاب قال فاروق حسني quot;إنني على استعداد أن تطرح في الثقة ، طالما هناك رغبة للاستجواب من نواب البرلمان quot;.