سمية درويش من غزة :توقعت مصادر فلسطينية تحدثت إليها إيلاف الليلة أن تشهد الساحة الفلسطينية موجة جديدة من أعمال العنف والاقتتال الداخلي ، عقب محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها احد اكبر قادة حركة فتح عبد العزيز شاهين ، اشد خصوم حركة حماس التي تقود دفة الحكم بالأراضي الفلسطينية.وأعربت المصادر ذاتها عن تخوفها من جر الساحة الفلسطينية لموجة دم جديدة عقب محاولة الاغتيال هذه ، لاسيما في ظل حالة الاحتقان السياسي وتعثر جهود تشكيل حكومة الوحدة الوطنية لإصرار حركة حماس على تمسكها بالوزارات السيادية للحكومة المأمولة.

وقد هدد الجناح المسلح لحركة فتح ، الذي دعا عناصره للاستنفار الكامل ، بإعدام كل من تورط بعملية الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها مؤسس منظمة الشبيبة الفتحاوية ، حيث أكدت كتائب الأقصى ، بأنها ستلاحق الجناة وستطبق فيهم حكم الشعب وستضرب بيد من حديد كل من يتجرا على فتح وقياداتها ورموزها وأنها ستلاحق من ارتكب هذا الفعل ليكون عبرة لمن يعملوا من اجل أجندة خارجية، بحسب تعبيرها.

وتشهد محافظات القطاع حالة من الغليان والترقب المشوب بالحذر ، بعدما خرجت قيادات حركة فتح من رفح حتى جنين للتنديد بمحاولة الاغتيال هذه ، وتوعد مرتكبيها.
وحملت حركة فتح مسؤولية الاغتيال هذه لسياسية التكفير والتخوين التي تمارس على الملأ ونتاج للتحريض المباشر على شاهين وكوادر حركة فتح ، مضيفة أنه إذا كان لبعض الجهات أن تغيير منطق الوحدة الوطنية بمنطق الاغتيالات السياسية ومهاجمة القيادات في حركة فتح فإن ذلك يدل أنهم لا يعبئون بالمجتمع الفلسطيني ويريدون أن يوصلوا بالشعب إلى الهاوية ويشعلون النار.

وكان عضو المجلس الثوري لحركة فتح والوزير السابق ، قد نجا من محاولة اغتيال فاشلة ، حين فتح مسلحون مجهولون النيران عليه لدى خروجه من مبنى إذاعة محلية بمدينة غزة ، تعرض خلالها لعيار ناري في ساقه .وتعرض شاهين للنيران بينما يهم لركوب سيارته بعدما أنهى لقاء على الهواء مباشرة في استوديوهات البث في إذاعة الحرية وسط مدينة غزة ، تناول خلاله الوضع السياسي الراهن في الأراضي الفلسطينية وتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية للمواطنين الفلسطينيين.
وقد طالب أبو علي شاهين الذي يرقد حاليا في مستشفى القدس بحي تل الهوى على مقربة من مقر جهاز الأمن الوقائي ، بأعلى صوته مؤخرا سحب القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية من شوارع غزة ، والتي وصفها بالمليشيات السوداء .