عيسى العلي من الدار البيضاء: بدأت وتيرة نشاط المهربين في شمال المغرب تتصاعد من جديد، بعد أن كشفت عملية للأجهزة الأمنية في الناظور عن خلق المهربين مسالك جديدة هربوا من خلالها، عبر زوارق نفاثة، كميات مهمة من الشيرا توصلوا بها من طرف مزارعي القنب الهندي في كتامة على شكل صفائح صنعت من quot;الكيفquot;. وذكرت مصادر من المنطقة أن المزارعين تمكنوا من مد عدد من المهربين بمنتوجهم عبر الالتفاف على نقاط للقوى الأمنية، مضيفة أن كتامة تشهد حاليا انتعاشا ورواجا كبيرين.

وبعد رصدها لفترة طويلة تحركات مهربين، تمكنت مصالح الأمن من تحديد احدى هذه المسالك في الناظور، حيث توجد بحيرة تدعى مارتيشكا، تسعتمل كنقطة انطلاقة لعدد من الزوارق المطاطية المستعملة في التهريب الدولي للمخدرات. وفي عملية منسقة، جاءت على خلفية مطاردة شاركت فيها ثلاثة أجهزة ومروحيات، ألقت عناصر الأمن القبض على ثلاثة مهربين في الناظور، كما حجزت زورقا مطاطيا و3 مراكب إنقاذ و10 أطنان من الشيرا، إلى جانب سيارة خفيفة. وكشفت مصادر أمنية أن مجموعة من المهربين تمكنوا من الفرار عبر زوارق مطاطية، ذات محركات قوية، إلى وجهة مجهولة في البحر الأبيض المتوسط، مضيفة أنه quot;رغم إطلاق النار على زوارق الفارين، إلا أن عددا منهم تمكن من اجتياز الطوق الأمني المضروب على البحيرةquot;.
وكان من بين المحجوزات، وفق أفادت المصادر ذاتها، 24 مركبا من نوع زودياك من مختلف الأشكال، و5 مراكب ذات محركات، و3 مراكب إنقاذ.
ولم تنحصر هذه الحملات، التي انطلقت مباشرة بعد انفجار قضية محمد خراز الملقب ب quot;الشريف بين الويدانquot; الذي أتى في اعترافاته على ذكر مسؤولين الأمن والدرك والقوات المساعدة يحقق معهم حاليا، على المنطقة الشمالية فحسب، بل امتدت إلى مختلف المدن التي أوصل إليها المزارعون مخدر الشيرا.
فمن الدار البيضاء إلى سيدي قاسم ثم العرائش، حجز عناصر الدرك الملكي كميات كبيرة من المخدرات، منها 1264 كلغ من مادة quot;الكيفquot; و134 كلغ من التبغ و30 كلغ من مخدر الشيرا، كما تمكنوا من اعتقال سبعة مهربين.

وكانت هذه العملية، التي طالت بوسكورة وعين حرودة بالدار البيضاء والمهدية بالقنطيرة ومنطقة البهاليل في فاس وزومي بطنجة ودمنات ببني ملال وسبت كزولة بآسفي وبرشيد، هي الثانية في شهر رمضان، بعد اعتقال 13 مهربا، ضمنهم مروجون للمخدرات ضبط بحوزتهم (156 كلغ من الشيرا)، و(270 كلغ من الكيف)، و(70 كلغ) من التبغ quot;طاباquot;. وحسب بلاغ للدرك الملكي، فقد حجز ببوسكورة حوالي 220 كلغ من الكيف و70 كلغ من التبغ و12.5 كلغ من الشيرا، كانت مخبأة داخل عربة رباعية الدفع تحمل صفائح ترقيم مزورة. وخلال الحملة رفض موقوفان، كانا بداخل السيارة المذكورة، الامتثال لرجال الدرك وبحوزتهما بندقية صيد، إلا أنهما وقعا في الأخير في قبضة الأمن دون تسجيل إصابات. وتدر تجارة هذه المادة نحو 12 مليار دولار، أي 20 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي للمغرب، الذي دفعته ضغوط داخلية وخارجية، خاصة من دول الاتحاد الأوروبي، إلى التصدي لزراعة المخدرات المنتشرة في الشمال.