اوتاوا: يجد أهالي كيبيك أنفسهم مجددا في قلب النقاش السياسي الكندي مع اعتراف اوتاوا انهم يشكلون quot;أمةquot; ضمن كندا موحدة وهي سابقة لها دلالات رمزية خصوصا لكنها تشكل رهانا انتخابيا كبيرا. وقد اطلق رئيس الوزراء الكندي المحافظ ستيفن هاربر ما وصفته عدة صحف بأنه quot;قنبلة سياسيةquot; بإعلانه الاربعاء عرض اقتراح يعلن ان quot;اهالي كيبيك يشكلون أمة ضمن كندا موحدةquot;.

وذاتية هذه المقاطعة الناطقة بالفرنسية هي موضع نقاش قديم ومتكرر في كندا لكنها المرة الأولى التي يقر فيها رئيس للوزراء ب quot;مفهوم الأمةquot; مع ان هذه البادرة تبقى رمزية في الأساس على ما تفيد انطونيا مياوني مديرة الدراسات الكندية في جامعة ماكغيل.ويعتبر اريك بيلانجيه استاذ العلوم السياسية في الجامعة ذاتها ان الأمر يتعلق خصوصا ب quot;معركة رموزquot; تنطوي على رهانات انتخابية. ويقول quot;المهم هو استعادة دعم الناخبين في كيبيكquot; مشيرا الى ان الحكومة المحافظة بحاجة الى تحسين نسبة التأييد لها في كيبيك لكي تتوافر لها فرص الحصول على الغالبية خلال انتخابات يفترض ان تنظم العام المقبل.

بيد ان شعبية هاربر في المقاطعة الناطقة بالفرنسية تراجعت بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة لا سيما بسبب معارضته لبروتوكول كيوتو وسياسته الخارجية التي تعتبر قريبة جدا من واشنطن. وقد تجدد النقاش حول الأمة اخيرا مع مايكل اينياتيف المرشح لقيادة الحزب الليبرالي وهو حزب المعارضة الرئيس الذي سينتخب زعيما جديدا له الاسبوع المقبل وهو منقسم حول هذه المسألة.

وفي محاولة على ما يبدو لإحراج مؤيدي الفيدرالية، عرضت كتلة كيبيك (انفصالية) اقتراحها الخاص حول امة كيبيك الذي تتجنب في الاشارة الى كندا قبل ان يقطع عليها الطريق ستيفن هاربر. لكن الكتلة غيرت موقفها الجمعة معلنة أنها ستصوت تأييدا للنص الحكومي المقترح الذي كانت تأخذ عليه ربط الاعتراف بكيبيك على انها تشكل أمة، بانتمائها الى quot;كندا موحدةquot;.

ويفترض ان يقر مجلس العموم الكندي اقتراح رئيس الوزراء من دون أي مشكلة مطلع الاسبوع المقبل لانه بات يحظى بدعم كل الاحزاب الممثلة في المجلس. وقال زعيم كتلة كيبيك جيل دوكيب في محاولة لتفسير التغيير في موقف حزبه quot;اقتراحنا لم يكن ليمر. المهم هو الاعتراف بكيبيك على انها تشكل امةquot;. واضاف quot;يجب ان نفرح هذا الاسبوع لان كندا اصبحت اول دولة تعترف رسميا بكيبيك كأمةquot; مشددا على ان هذا الاعتراف يشكل quot;سلاحا اضافياquot; في المعركة للتوصل الى استقلال كيبيك.

واجرت مقاطعة كيبيك استفتاءين حول السيادة العام 1980 والعام 1995 رافضة بهامش ضئيل الانفصال عن كندا في المرة الثانية. واعلن الانفصاليون الكنديون عن نيتهم تنظيم استفتاء ثالث في حال عودتهم الى السلطة في كيبيك.

من جهته سعى هاربر الجمعة الى طمأنة الذين يتهمونه في صفوف الكنديين الناطقين بالانكليزية، بالمخاطرة بوحدة البلاد مؤكدا ان اقتراحه quot;لا يشكل تعديلا دستوريا او نصا قانونياquot; لكنه فقط quot;اعلان اعتراف وبادرة مصالحةquot;. واقر ان مفهوم الاعتراف بكيبيك على انها أمة quot;يطرح بعض المشاكل لعدد من الاشخاص في كنداquot; موضحا انه ينظر الى هذا التعبير في معناه السوسيولوجي اي مجموعة تمتلك لغة وتاريخا وثقافة مشتركة.
وختم يقول quot;غالبا ما ننسى ان كنديين ناطقين بالفرنسية اسسوا كنداquot;.