أحمد نجيم من الدار البيضاء: أسفر لقاء دولي حول الطريقة الصوفية المعروفة بالتيجانية، نظم في ولاية الأغواط بالجزائر بإشراف مباشر من الرئيس الجزائري بوتفليقة، عن اشتعال حرب بين المغرب والجزائر، فقد انتقدت الصحف المغربية، خاصة الرسمية، بما فيها وكالة الأنباء الرسمية، ما اعتبرته quot;الرداءة التي صاحبت تنظيم اللقاءquot;، وأبرزت أن من تجليات ذلك quot;رفض ممثل للطريقة التيجانية بكل بساطة قراءة التوصيات التي صدرت عن اللقاءquot;.
وربطته بتضمن التوصيات الصادرة عن اللقاء quot;فقرة تشيد بالجزائر وتشكرها على حسن تنظيم هذه التظاهرة وهو الأمر الذي لم يكن صحيحا البتةquot;.
وأوضحت وكالة الأنباء الرسمية أن مستشار لوزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري تكلف quot;عناء الصعود إلى المنصة وأصر على قراءة التوصيات وضمنها طبعا الفقرة التي رفض المسؤول تلاوتهاquot;. ودخل على الخط رئيس المجلس العلمي الأعلى المغربي أحمد بن يسف، إذ أوضح أن قيام الجزائر بتنظيم ملتقى دولي حول الطريقة التيجانية quot;يندرج في إطار موقفها من قضية وحدتنا الترابيةquot;، وأوضح في تصريح لجريدة quot;المساءquot; أن quot;دخول الجزائر في خط المنافسة على تأطير زاوية معينة هو لحاجة في نفسهاquot;.
وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف المغربية اعتبرت quot;التنازع على الرموز توجه غير محمود ونوع من التدافع في غير ما ينبغيquot; وأوضح مسؤول من الوزارة أن إقدام الجزائر على تنظيم الملتقى المذكور يعد quot;نوعا من الخشونة الحضاريةquot;.
وذهبت صحف مغربية إلى أن تنظيم اللقاء حول هذه الطريقة الصوفية quot;محاولة للسيطرة السياسية على حركة ذات توجه ديني روحيquot;. وتحدثت عن رغبة الجزائر استغلالها لمواجهة quot;هيمنة التيارات المتطرفة ذات التوجه السلفي التي تكاثرت بالجزائر خلال العقود الأخيرةquot;. المغاربة اعتبروا الجزائر استولت على أحد طريقة أحد كبار الصوفيين المدفون في فاس.
غير أن جريدة quot;الشروقquot; الجزائرية نقلت عن ما سمته شيخ الطريقة سيدي محمد لحبيب التيجاني أمس، في تصريح للإذاعة الجزائرية يؤكد فيه أن quot;الزاوية التيجانية موطنها جزائري ومؤسسها جزائري والدولة الجزائرية لن تفرط فيهاquot;. وتحدثت الصحيفة عن quot;تزايد اهتمام بعض الأطراف منها المغرب في الاستحواذ على الإرث التيجاني بحجة أن الزعيم الروحي للزاوية الشيخ سيد أحمد التيجاني يرقد بمدينة فاس المغربيةquot;، وربطت بين زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى السينغال بموضوع هذه الطريقة الصوفية، وأنه يدخل في سياق quot;ترويج الرؤية المغربية حول مزاعم تقول إن فاس هي الأولى باحتضان المقر الدولي للطريقة التيجانيةquot;.
وأكدت الصحيفة الجزائرية أن عدد مريدي الطريقة 350 مليون شخص لها أتباع في القارات الخمس، وشدد على أن الجزائر quot;لن تفرط الجزائر في هذا الحجم الكبير من مريدي الزاوية التيجانية في عالم تحكمه اليوم، علاقات دولية متداخلةquot;. تجدر الإشارة إلى أن الطريقة التيجانية هي طريقة الشيخ سيدي أحمد التيجاني ذي الأصل المغربي انتمائه إلى قبيلة (عبدة) المغربية. وتلعب أدوارا كبيرة في هذه الدول.
التعليقات