الياس توما من براغ : اظهر أحدث استطلاع للرأي أجرته وكالة ميديان لصالح التلفزيون التشيكي ونشرت نتائجه اليوم أن 44% من التشيك يؤيدون إجراء انتخابات نيابية مبكرة كحل للخروج من الوضع السياسي المعقد الذي تتواجد فيه البلاد منذ الانتخابات النيابية التي جرت في حزيران يونيو الماضي بسبب انقسام مقاعد مجلس النواب المئتين بشكل متساو تماما بين اليسار واليمين الأمر الذي يمنع تشكيل حكومة تتمتع بدعم البرلمان من دون تسامح فريق من احد المعسكرين مع حكومة يشكلها الطرف الأخر.
وأكد الاستطلاع أن 31% من التشيك يعارضون إجراء الانتخابات المبكرة فيما قال نحو 25% من المشاركين في الاستطلاع بأن ليس لهم رأيا واضحا في هذه المسالة .
ورأى 5و65% من التشيك أن أفضل موعد لإجراء الانتخابات المبكرة سيكون ربيع العام القادم فيما رأى 2و18% أن الموعد الأفضل هو خريف العام القادم أما 6و5% فقد عبروا عن رأيهم بان الوقت الأفضل هو ربيع عام 2008 .
وفي استطلاع أخر لنفس الوكالة عبر نحو 41% من التشيك عن قناعتهم بان تصرف الرئيس التشيكي في حل الأزمة القائمة في البلاد منذ ستة اشهر كان تصرفا سيئا فيما رأى عكس ذلك 36% من التشيك بينما قال 23 % أن ليس لهم رأيا في هذه المسالة .
ورأى 27% من التشيك أن الحزب الاجتماعي الديمقراطي المعارض هو المذنب في الوضع الحالي حيث لا توجد حكومة تتمتع بثقة البرلمان فيما رأى 22% أن المذنب هو الحزب المدني الديمقراطي الحاكم فيما لم يسم 5و43% من التشيك أحدا كمذنب .
وبالتوازي مع هذا الرأي قال 5و25% من التشيك أن السياسي الأكثر تسببا في الوضع الحالي هو رئيس الحزب الاجتماعي الديمقراطي ييرجي باروبيك فيما قال 21% بان رئيس الحزب المدني ميريك توبولانيك هو الأكثر ذنبا في الوضع الحالي أما السياسي الثالث المسؤول عن الوضع الحالي فهو الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس حسب 7% من التشيك فيما لم يحدد 41% من التشيك أي اسم
وتأتي هذه المواقف للرأي العام التشيكي بعد مرور أكثر من ستة اشهر على إجراء الانتخابات النيابية أخفقت خلالها القيادات السياسية للأحزاب المختلفة ولاسيما أقوى حزبين في البلاد وهما الحزب المدني والحزب الاجتماعي في التوصل إلى صيغة حكومية تحظى بثقة البرلمان .
وقد حاول زعيم الحزب المدني الديمقراطي اليميني ميريك توبولانيك تشكيل حكومة أقلية لكنه اخفق في الحصول على ثقة البرلمان بسبب عدم دعم الحزب الاجتماعي والشيوعي له فعاد الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس لتكليفه من جديد بتشكيل حكومة ثانية لكن المحادثات التي يجريها حتى الآن لم تنجح في التوصل إلى حكومة يمكن أن تحظى بدعم الأغلبية في البرلمان الأمر الذي يجعل البلاد تستمر في التواجد في حالة من عدم الاستقرار السياسي .
وحسب الدستور فانه في حال الإخفاق في تشكيل حكومة ثالثة فان الرئيس يمتلك الحق بالدعوة إلى انتخابات نيابية مبكرة الأمر الذي يعتبر الحل الأفضل حسب المراقبين هنا .